حورات

الجزء الثاني .. الثورة الفكرية الإصلاحية

من خلال فتح أبواب التاريخ لثورات الشعوب قديما وحديثا
جميعا متفقين على أنها حادث سياسي خطير جدا لأنها تصبح حروبا
ويموت الكثير من الأبرياء بسببها
وهي تبدأ بالحراك الشعبي وتنتهي لدكتاتوريات عسكرية كما حدث في أمريكا اللاتينية لكنها تؤدي لتغير جذري شامل في المجتمع من الناحية الإجتماعية والإقتصادية والثقافية
هذا هو الجزء الثاني لحواري مع الدكتورة رانية الوردي
من خلال قراءة الثورات التي حدثت من ثورة الانكليز عام 1689م مرورا بالثورة الفرنسية والروسية والكوبية والإيرانية والثورات العربية القديمة والحديثة مع منظور الكاتب النمساوي يورا صويفر
ربما نستفيد من التاريخ ويصبح لنا مفهوم جديد لثورة فكرية اصلاحية تجنب البلاد الدمار وتحقن الدماء البريئة

ضيف الحوار : د. رانيا الوردي
أستاذ مساعد الأدب الألماني بكلية التربية عين شمس
عضو الهيئة العلمية الإستشارية بهيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية منذ 2011 وحتى الآن
عضو مجلس إدارة الجمعيه العلمية بفيينا للكاتب النمساوي الثائر يورا صويفر منذ 2011 وحتى الآن.

ملحوظة: ضيفة الحوار لم تشارك أو تدعو لثوره 25 يناير على الرغم من الإقتناع بمبادئها تخوفا لتحول الثورة إلى ثورة دموية مثلما حدث مع الثورة الفرنسية. ويجدر الإشارة أن ضيفة الحوار كتبت رسالة الدكتوراة الخاصة بها في النموذج الفكري للتحول في مرحلة ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية في المانيا. وقد أشرف على هذه الرسالة أ.د. مشيره سويلم رئيس قسم اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عين شمس آنذاك وا.د. زيجفريد شتاينمان الأستاذ الزائر الألماني بجامعه الأزهر آنذاك.وقد تم نشر هذه الرسالة عام 2009 في واحدة من أكبر دارات النشر بألمانيا. كما اشتركت عام 2010 في أول مؤتمر الكتروني على مستوى العالم افتتحه بنظام الفيديو كونفرس رئيس الاتحاد الأوروبي وأمين عام منظمه اليونسكو. كما ترأست أحد الجلسات الالكترونيه في هذا المؤتمر، التى دارت حول النماذج الفكرية فى العلوم الانسانية لعبور الأزمة العالمية الراهنة بأبعادها الثلاثة ( الفقر والحرب والإغتراب). كما اقترحت وطبقت من قبل الثورة المصرية وحتى عام 2015 مشروعا يدعم الأمل لدى الشباب في إمكانية العبور للمستقبل وإن ساد الظلام. كما دعمت من قبل اندلاع الثورة المصرية فكرة انشاء مكتبة سياسية في الجامعات المصرية لدعم التربية السياسة لشباب الجامعات باعتبارها مدخلا رئيسيا لدعم التحول الديمقراطي. ولم يكن قبولها عام 2011 لتكون عضو مجلس إداره الجمعية العلمية للكاتب النمساوى الثائر يورا صويفر بفيينا إلا ايمانا منها بدور الثورات الإصلاحية في دعم إعاده بناء الإنسان والمجتمع. هذه الثورات الإصلاحية على المدى الزمنى القصير والمتوسط والطويل عرضها الكاتب الثائر فى أعماله الأدبية ليستحق عن جدار وإستحقاق أن يتم حفل تأبين له عام 2012 تحت رعاية رئيس جمهورية النمسا وبحضور وزير الدفاع النمساوي ووزير الداخلية تأكيدا لتصالح الجهات الأمنية مع الشباب الثائر في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية
السؤال الأول:
الثورة هي عبارة عن تحويل المجتمع من حكم ملكي إلى حكم جمهوري أو تغير الحكم العسكري إلى حكم مدني.
هل تطرق الكاتب النمساوى يورا صويفر لهذه النقطة من خلال فكره وعالج هذا الموضوع بالطرق السلمية بعيدا عن الحروب والدماء؟
الإجابه:
المتأمل لمجمل الأعمال الأدبية للكاتب النمساوي السياسي الثائر يورا صويفر يتضح لديه كيف أنه ترك تراث أدبي يوضح نموذج فكري لثورة إصلاحية متعددة الأبعاد الثورية. وتمثل هذه الثورة الإصلاحية بأبعادها الثورية المتعددة من وجهه نظري ضرورة لإعداد شعوب مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية للتكيف مع متطلبات الدولة المدنية الحديثة من حيث إنتاج العلم و التمكن من التكنولوجيا الازمين لإقامة ثورات علمية وتكنولوجية ترتكز عليها الثورة الصناعية الإنتاجية ومن حيث القدرة على تقبل الفكر الآخر والحوار المستنير مع التعددية الفكرية والثقافية والحزبية مع تواجد لهذه الأحزاب على أرض الواقع التي تعبر عن هذه التعددية السياسية والفكرية. التكيف مع هذه المتطلبات للدولة المدنية الحديثة عبر ثورات إصلاحية يمهد الشعوب لتقبل التحول السلمي التدريجي من الدولة العسكرية للدولة المدنية الحديثة. الدور السلمي الذي لعبه الكاتب النمساوي يورا صويفر من خلال أعمال الأدبية دفع وزير داخلية النمسا ووزير الدفاع إلى عمل حفل تأبين له تحت رعاية رئيس جمهورية النمسا لتأكيد تصالح الجهات الأمنية مع الشباب الثائر في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية بعد إتضاح الفكر الداعم لعمليات إعاده البناء والداعم لثقافة السلام وثقافة قبول الآخر وقبول التعددية الفكرية والحزبية التي ترتكز عليها الدولة المدنية الحديثة.
السؤال الثاني:
الشعوب تتغير وتتغير معها الأفكار، ولذلك تغيرت مفاهيم الثورة للكثيرين ولذلك يجب أن نتحدث عن الثورة الإصلاحية بفكر حديث من خلال القيام بالثورة العلمية والثورة التعليمية والتربوية لتكون تلك الثورات التي تغير مجتمعنا بعيدا عن الحروب والدماء. فهل هذا المفهوم كان في الثورات القديمة والحديثة أم أن هناك إختلاف بين الثورات العربية والغربية؟
الإجابة:
تحديد وجود إختلافات أو أوجه تشابه بين الثورات العربية والغربية يتطلب إجراء أبحاث مقارنة بين الشرق والغرب في مجالات على سبيل المثال الأدب، التاريخ والسياسة، كما يتطلب إقامة مشروعات بحثية مشتركة بين الجانب الشرقي والغربي وكذلك إقامة مؤتمرات دولية يتم إستعراض فيها أوجه التشابه والإختلاف بين الشرق والغرب الناجمة عن تحليل أعمال أدبية ومراحل تاريخية.
أما بالنسبة ما عرضه الكاتب يورا صويفر فة أعماله الأدبية، فالإطلاع عليها يؤكد كونها ثورات لإعادة بناء الإنسان والمجتمع في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية ومن ثم تهيئة المجتمع وأفراده للدخول للدولة المدنية الحديثة.

السؤال الثالث:
كيف نقوم بالثورات الحقيقية وإيجاد لغة ثقافية مع الغرب والجميع يتحدث بلغة الحرب والتطرف وكل عمل ينسب للتطرف الإسلامي أم أن هذه النظرة فقط من أصحاب الفكر السياسي الذي له مصالح في إشعال الحروب فى العالم أجمع؟
الإجابة:
الإطاحة ببرجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، الحوادث الإرهابية التي حدثت في عدد من الدول الأوروبية، العراق وما أصاب العراق بعد ذلك من دمار وخراب وإندلاع الثورات في المنطقة العربية عام 2011 وإرتفاع صوابع الإتهام نحو ضلوع الغرب في مؤامرة لتقسيم المنطقة العربية وفتح أوروبا ولاسيما ألمانيا أبوابها للمهاجرين ولاسيما من سوريا وما أعقب ذلك من مشكلات للدول الأوروبية ولاسيما لألمانيا والنمسا. كل ذلك أدى إلى عدم وجود المناخ الذي يدعم إقامة حوار ثقافي مستنير يدعم من شأنه قدره الشرق والغرب على السواء للإحتفاظ بالهوية الثقافية مع الإنفتاح المستنير على الطرف الآخر ومن ثم إحداث ثراء ثقافي ينعكس آثاره على توطيد العلاقات في مختلف المجالات بين الشرق والغرب. ولعل ما حدث في الفترة الأخيرة من قيام مصر بعقد إتفاقيات تعاون مشترك مع ألمانيا من شأنه أن يدعم التعاون مع ألمانيا في إعادة بناء مصر. ولعل سد أسيوط يمثل صورة مشرقة من صور التعاون البناء ولاسيما بعد الثورات في المنطقة العربية، التي أعقبتها خراب ودمار في المنطقة. إحتكاكاتي المستمرة مع الدول الناطقة بالألمانية بحكم وظيفتي وكوني عضو الهيئة العلمية الإستشارية لهيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية يجعلني أستشعر بوجود رغبة قوية لديهم مدعمة بأنشطة ثقافية وعلمية مقامة على أرض واقع لدعم حوار ثقافي يدعم من شأنه توطيد علاقات التعاون في مختلف الأصعدة.

السؤال الرابع:
الثورة إصلاح وليست تدمير وتقسيم ولكننا من خلال قرائتنا للثورات القديمة نجد أنها قطعت الأراضي وجميع المحافل الدولية تقدم معاهدات يتم السيطرة من خلالها على الوطن العربي مستغلا هذه النزاعات. هل الحل من خلال الفكر الغربي الذى طور مجتمعه أم بيد المثقفين العرب والسياسيين؟
الإجابة:
مما لا شك فيه أن الثورات في مصر والمنطقة العربية كانت لها آثارها السلبية على الدول العربية برمتها على الرغم من كونها كانت ثورات محقة ضد أنظمة ديكتاتورية فاسدة أثرت بالسلب على حياه الشعوب. هذه الآثار السلبية للثورات إمتد تأثيرها السلبي على أوروبا نفسها من خلال إستقبالها لعدد كبير من الاجئيين ولاسيما السوريين مما أحدث خلل وإضطرابات في المجتمعات الأوروبية نفسها وعلى رأسها ألمانيا.
فى ظل هذه الأجواء المضطربة كان لابد للثقافة أن تقول كلمتها لتوضيح الصورة في أذهان الجميع ومن ثم يحدث التعاون عبر الثقافة أولا لتمتد أوجه التعاون الداعمة لإعادة البناء في مصر والوطن العربي ومن ثم دعم ثقافة السلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. تعد أعمال الكاتب النمساوي يورا صويفر وسيلة فعالة لتوضيح الصورة في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية ووسيلة فعالة لعرض نموذج ثوري إصلاحي في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية. وجود هذا النموذج يحث من وجهة نظري المثقفيين المصريين والعرب للتحاور بشأن كيفية الإستفادة من أفكاره في دعم عملية إعاده البناء في مصر والوطن العربي. كما تعد أعمال الكاتب وسيلة لتحقيق التقارب المأمول بين الشعوب ومن ثم دعم فكرة قبول التعددية الفكرية والتعامل معها بما يكفل تحقيق الثراء الثقافي لجميع الأطراف.
السؤال الخامس:
هل الكاتب النمساوي يورا صويفر إستخلص الفكر الإصلاحي من الثورة الفرنسية والإنجليزية والنمساوية أم هو نتيجه واقعه؟ وهناك فارق بين هذه الثورات؟
الإجابة:
في مجمل أعماله الأدبية ترك الأديب الثائر يورا صويفر نموذج فكري للثورة الإصلاحية بأبعادها الثورية. هذا النموذج يعد من وجهة نظري أطروحة فكرية نتيجة لواقع مؤلم عايشه الأديب في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية. في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الشعوب والأوطان إنتشرت الحروب وحلم الأديب الثائر بالسلام ورأى أن السلام يمكن أن يتحقق عندما تثور البشرية ضد نفسها لإستعادة إنسانيتها، التي سلبتها منها النظم الرأسمالية بصورتها الشرسة. وعايش يورا صويفر مرحلة زمنيه ساد فيها الفقر والجوع وغابت فيها العدالة الإجتماعية حيث إنقسم الناس بين بشر يملك كل شيء وبشر يفتقر إلى كل شيء. ومن هنا جاءت الدعوة للثورة الصناعية، التي ترتكز على ثورة علمية وأخرى تكنولوجية وتقودها القيادات العمالية المستنيرة والتي تعد من وجهة نظره وسيلة للتغلب على الفقر والبطالة في عصره. هذا بالإضافه إلى كونها وسيلة لتحقيق العدالة الإجتماعية المفقودة. لم يقتصر حلم صويفر على تحقيق السلام والعدالة الإجتماعية بما يتضمنه من محاربة الفقر والجوع ولكن حلمه إمتد ليشمل الحرية وما يرتبط بها من ديمقراطية. وقد رأى صويفر أن التربية السياسية تمهد الشعوب لتحقيق هذا الحلم. ومن ثم جاءت دعوته إلى التربية السياسية، التي تمثل في جوهرها إعداد الشعوب لتقبل التعددية الفكرية والتعايش معها. وقد رأى صويفر في النظام التعليمي في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية عائق أمام التحول من الدولة العسكرية، التي ترتكز على إعطاء الأوامر واجبة التنفيذ دون مناقشة أو إبداء رأي للدولة المدنية الحديثة، التي ترتكز على التعددية الفكرية والثقافية والحزبية. على الرغم من حقيقه أن النموذج الثوري الإصلاحي، الذي عرضه صويفر في مجمل أعماله يمثل رد إيجابي لواقع مؤلم عايشه، إلا أننا لا نستطيع إنكار تأثره بالفكر الإشتراكي مثله في ذلك مثل العديد من شباب عصره والذين رأوا في الإشتراكية مخرجا من النظم الرأسمالية الشرسة، التي سادت مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية. هذه النظم الرأسمالية بصورتها الشرسة – كما أوضحت كتابات صويفر – جلبت معها الكوارث الإنسانية والفقر والجوع والحروب.

السؤال السادس:
الثورة الإيرانية الأحدث قبل الثورات العربية. هل حملت الفكر الإصلاحي وتأثرت بفكر صويفر أم بقي الفكر غريبا ولم ينتبه إليه أحد لأننا لا نقرأ التاريخ جيدا وكنت سباقه لهذ الفكر الإصلاحي؟
الإجابة:
عدم وجود تراجم باللغة الإيرانية لأعمال صويفر الأدبية وعدم وجود دراسات علمية من قبل علماء لغة إيرانيين يشير من وجهة نظرة إلى عدم تأثر الثورة الإيرانية بأعمال صويفر الأدبية. ومما يرجح وجهة نظري هو كوني عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب بفيينا منذ 2011 وحتى الآن ولم يسبقني إلى هذا المنصب أحد العلماء الإيرانيين أو أحد العلماء في المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط.

السؤال السابع:
ما هو المطلوب من الثورات العربية وكيف يتم العمل لثورة فكرية حقيقية إصلاحية وإبراز الدور الفعال لفكر إصلاحي لحقن الدماء وتغيير المجتمع من خلال العمل والقضاء على الفساد، الذي أفسد جميع العقول؟
الإجابة:
المطلوب من الثورات العربية من وجهة نظري هو إعداد نموذج ثوري إصلاحي على المدى القصير والمتوسط والطويل يدعم إعادة بناء الإنسان العربي والمجتمعات العربية ويوضح كيفية التحول السلمي التدريجي من الدولة العسكرية للدولة المدنية الحديثة عبر ثورات إصلاحية تمهد الدول والشعوب لمتطلبات الدولة المدنية الحديثة، التي تقوم على ثورات علمية وتكنولوجية وصناعية. كما ترتكز على تعددية فكرية وعقائدية وسياسية. وهنا يأتي دور المثقف المستنير، الذى يدعم إدارة الحوار الثقافي بطريقة مستنيرة تمكن من وضوح الطريق الثوري الإصلاحي على المدى القصير والمتوسط والطويل الداعم لعمليات إعادة بناء الإنسان العربي والمجتمعات العربية. التعرف على النماذج الثورية الإصلاحية في مراحل ما قبل الطفرات الإقتصادية والتحولات السياسية، التي قدمتها آداب دول مرت بظروف مشابهه، يثري من وجهة نظري الحوار الثقافي في مصر والوطن العربي حول الثورات الإصلاحية الداعمة لإعادة البناء والداعمة لعمليات التحول السلمي من الدولة العسكرية للدولة المدنية الحديثة

شكرا لدكتورة رانيا على هذا الحوار الرائع وهذه الدراسة حول الثورات العربية وكيفية التغير من خلال الحوار الثقافي المستنير وطرح وجهات نظرنا بالطرق السلمية في وطننا العربي
لك كل الحب والود غاليتي
وإلى اللقاء مع ضيوف جدد
المحاورة روعة محسن الدندن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق