الرئيسة

دموع وانكسار الحروف في وداع حامد العويضى

متابعة:رضا سليمان
رحل حامد العويضى عن دنيانا .. قطفت زهرة يانعة من بستان صاحبة الجلالة .. شاءت إرادة الله أن تتوقف فرشاته عن الإبداع ويجف مدادها .. أن تغيب البسمة الصافية من على شفاه الحروف لتحل محلها الدموع حزنا على من طوعها ، ذلك الفنان الموهوب الذى لا تستطيع أمام أعماله إلا أن تقول : ” الله الله … حامد العويضى ، ذلك الفنان العبقرى الذى لم يتهيب الحرف ، بل طوعه ليصبح عنصرا تشكيليا فاعلا فى إبراز جمال اللوحة الفنية إلى درجة تصميم خط جديد أسماه ” حامد ” ولم يمهله القدر لإبداع خط جديد كان سيسميه ” العويضى ” وذلك بالتعاون مع شركة صخر للبرمجيات ، عندما لاحظ أن الكمبيوتر لا يتبع المنهج الجمالى الصحيح فى الكتابة .
خمسة وعشرون عاما خلت ، تفصل بين رحيل أمل دنقل ورحيل حامد العويضى ، حيث عاش الاثنان آخر أيامهما قاسما مشتركا وهو اللون الأبيض فى المستشفى متمثلا فى الملاءات والقطن وأردية الحكيمات ذلك اللون الذى قال عنه أمل دنقل ” كل هذا البياض يذكرنى بالكفن ”
هذا الشاعر الجنوبى الذى أبدع له الفنان الموهوب حامد العويضى إحدى وعشرين لوحة ممثلة لشعره فى ذكراه ، وهى غاية فى الروعة والإتقان .
والفنان الراحل حامد العويضى من مواليد اليوم الثلاثين من شهر أغسطس عام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين ، حصل على دبلوم الخط العربى عام 1982 ، ثم بكالوريوس الإعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 1984 بعد ذلك حصل على دبلوم التخصص فى الخط العربى والتذهيب عام 1986.

طافت لوحاته الفنية العديد من بلدان العالم ، حاملة معها موهبته النادرة وحسه الفنى الرائع من خلال عدد كبير من المعارض ، كمعرض طوكيو عام 1988 ، ومعرض بمكتبة القاهرة الكبرى عام 1995 ومعرض الأكاديمية المصرية للفنون بروما عام 1996 ومعرض خان المغربى عام 1999 ومعرض فن الخط العربى بقصر الفنون – الجزيرة عام 2000م ، بالإضافة إلى عدة معارض أخرى بجدة والشارقة وطرابلس والمنامة .
ومن أبرز إبداعات الفنان الراحل ، أنه نفذ لوحات خطية كاملة لقصيدة ” محمد الدرة ” للشاعر محمود درويش وأشعارا أخرى لأمير الشعراء أحمد شوقى وشاعر النيل حافظ إبراهيم ولوحات من أقوال النفرى وابن عربى وعمر الخيام وابن الفارض ، ومقولات للإمام على بن أبى طالب – رضى الله عنه – من نهج البلاغة ، و جوته الشاعر الألمانى ( من الديوان الشرقى ) ، كما أبدع الفنان الراحل بفرشاته الرشيقة عددا من ( لوغاوات ) الصحف والمجلات العربية مثل العربى والقاهرة والكرامة والأهرام الرياضى بالإضافة إلى تصميم شعار نقابة الصحفيين الذى يتصدر واجهة مبنى النقابة ، عمل الفنان الراحل بجريدة الأهالى ، ثم حط به الرحال فى مؤسسة الأهرام حيث عمل مديرا فنيا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية .
وكم كنت أتمنى أن يبدع بأنامله الساحرة عنوان الغلاف لمجموعتى القصصية الأولى ، حيث كنت قد قررت أن أسافر إليه عقب انتهاء أعمال امتحانات آخر العام ولكن إرادة الله سبقت ولا راد لها .
هذا هو الفنان الراحل حامد العويضى الذى كان سفيرا فوق العادة لوطنه ولأهله ، والذى قال عنه الشاعر الأبنودى ” إنه عبقرية تختفى تحت ملامح التواضع الإنساني الكبير ” وإن كان قد رحل عنا بجسده فأعماله باقية وذكراه خالدة ، وندعو الله العلى القدير أن يتغمده بواسع رحمته .
المصاب جلل ،،، ولا نملك إلا أن نقول . إنا لله وإنا إليه راجعون
بقلم / الأسد العويضى
سكرتير نادى الأدب
وعضو نقابة المعلمين بقوص

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق