مصر

أبطال الجيش الأبيض

كتب – مصطفى العوامي 

في ظل الظروف الراهنة التي تجتاح بلادنا وفي ظل الأزمة الموبوئة التي تسيطر على العالم أجمع يظهر لنا أبطال الجيش الأبيض الذين يتصدرون الصفوف الأولى في ساحة المعركة ” فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ” فهؤلاء الأبطال ضحوا بكل غالٍ ونفيث ليحيا بقية العالم ولينعم جميع الإنسانية في سلامٍ محتوم .

كل من امتهن مهنة الطب قيضه ربنا سبحانه بالرحمة المسيطرة على العقل والكيان , فهذه الرحمة التي أرسلها الخالق في قلوب عباده عامةً وفي قلوب الطواقم الطبية خاصة ً فقد جعلهم الله الأيد التي تخفف الآلام والحافز الذي يبعث الآمال , فهم للإنسانية عنوان ولا يبتغون في الدنيا سلطة ٌ ولا مال
فهم يرونَ هذا يتأوه وآخر يتوجع وذاك يأن وبجانبه رفيقه بالدموع يحن
فما هناك شيءٌ في دنياهم يجعل الدنيا عندهم بمثقال ولم يكيلوا لها وزنًا ولا مكيال , فتجد الابتسامة تتوسط وجوههم فهي أملٌ لمرضاهم وبشرا لمن معهم وآواهم , وتجد أرواحهم شفافة رقيقة مشراقة
نعم هذا هو الجيش الأبيض الذي لم يقصر يومًا ولم يتأخر عن تلبية النداء لحظة واحدة , فلهم منا جميعًا كل تقدير واحترام كل منهم على حده
فهؤلاء الأبطال توسد ذكرهم في التاريخ بأعمالهم الجليلة
فلابد أن ننشر ذكراهم ونأخذهم قدوة لنا ونجعلهم أسوة لأولادنا
فمن هؤلاء الأبطال الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح عبد الرحيم أستاذ الجراحة العامة بجامعة الأزهر الشريف
هذا الرجل ابن قرية كوم انجاشة مركز ديروط محافظة أسيوط
ولد في الثالث من يناير لعام ألف ٍ وتسعمائة وواحد وسبعين
ترعرع في قريته الصغيرة اختلط بالبسطاء والفقراء وعامة الناس
إلى أنت تخرّج من كلية الطب في عام 1994 ومن وقتها قطع عهدًا على نفسه ألا يتكبر على أهله وأن يكون دوما في خدمتهم وعونهم ومساعدتهم
إلى أن أصبح أستاذ دكتور بجامعة الأزهر عام 2017
فتدرجه في المناصب لم ينسه أهله وذويه , ولم ينسى فقراء قريته
الذين عانوا ورأى معاناتهم في صغره وفي مخالطتهم به
فلم ينسى علوم الدين التي درسها في الأزهر الشريف
لم ينسى حق الجار والأهل ولم ينسى حق الأقارب
وذلك من خلال المنهج الوسطي الأزهري الذي يشرف كل من التحق به
فذاع صيت هذا الطبيب الذي جعله الله في كنف المحتاجين والفقراء
والذي لم يجعل تذكرة كشفه باهظة الثمن حتي يتيح الفرصة لكل مريض غير قادر على الحجز المفرط للطاقة المادية
ومن جميل صنيع هذا الطبيب أنه يجعل المريض يزوره مرارًا وتكرارًا
إلى أن يكتب الله الشفاء لهذا المريض وقد يصل عدد المتابعة إلى عشرات المرات فلا يأن الطبيب ولا يطالب المريض بحجز كشف جديد أو حتى مبلغ زهيد نظير المتابعة فكل المتابعات مجانًا إلى أن يكتب الله الشفاء للمريض
ومن سياسة هذا البطل أيضًا أنه لا يأمر بالأدوية باهظة الثمن مراعاةً لأحوال العباد والأزمة المادية للبلاد
وهذا شيء حميد جعله الخالق في ميزان حسناته وعفا الله عنه وأصلح به
فها هو جيشنا الأبيض الذي لم يستغل الظروف والضائقة المادية
بل يكون سندًا لأهله وعونًا لشعبه وبانيًا لوطنه ورافعًا لشأنه
حفظ الله مصر وأهلها وجيشها وشعبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق