مصر
باريس في صورة احتجاجات عارمة واشتباكات مع الشرطة
كتب أحمد حسين ابراهيم
رغم الغضب العارم الذي اجتاح العديد من الدول الإسلامية تجاه الرسوم المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، التي تتبناها صحف فرنسية بدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلا أن الأخير لم يراع أي حرمة لمقدسات المسلمين، بل وخرج لإعلان دعمه لهذه الرسوم ولم يعتذر عن ما يفعل، إلى أن جاءته الكارثة التي زلزلت باريس في صورة احتجاجات عارمة واشتباكات مع الشرطة وإطلاق غاز مسيل للدموع بالتزامن مع تفشي كبير لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19). الإعلان الأخير للحكومة الفرنسية تسبب في خروج مظاهرات احتجاجية بشوارع العاصمة الفرنسية في ساعة متأخرة من مساء أمس، ضد قرار الحكومة بفرض إغلاق شامل في سائر أنحاء البلاد، على خلفية ارتفاع وتيرة تفشي فيروس كورونا.ووفقاً لما أورده موقع «روسيا اليوم»، فقد أفادت وسائل إعلام بأنَّ المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات ويطلقون ألعاباً نارية قلبوا صناديق النفايات واعتدوا على مقهى وسط العاصمة، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ومنع كارثة من أن تتحول العاصمة إلى ساحة للمعارك وإثارة الفوضى. وأفادت تقارير صحفية بأن العديد من سكان باريس فروا من المدينة بشكل جماعي، مع بدء إجراءات الإغلاق التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من منتصف الليل، ما تسبب في ازدحامات مرورية في ضواحي العاصمة يصل طولها الإجمالي 500 كيلومتر.ومع دخول فرنسا موجة فيروس كورونا الثانية، لم يستبعد وزير الصحة، أوليفييه فيران، حدوث موجة ثالثة للوباء في البلاد.وفرضت السلطات الفرنسية حجراً جديداً على المواطنين حتى الأول من ديسمبر بغية تخفيض الإصابات اليومية إلى 5 آلاف إصابة، إلا أن أخصائيين يعتقدون أن مدة الحجر ليست كافية لتحقيق هذا الهدف مع تسجيل أكثر من 40 ألف إصابة في الأيام الأخيرة.وقال وزير الصحة إنه لا يستبعد حدوث موجة ثالثة لجائحة فيروس كورونا، فيما تفرض فرنسا وألمانيا إجراءات عزل عام جديدة لمواجهة موجة ثانية من الجائحة بدأت في الشهر الماضي.ورجح فيران أن يكون هناك نحو مليون شخص مصاب بالفيروس في فرنسا في الوقت الراهن، وهو رقم ضخم للغاية. ولا يزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدلي بتصريحاته المتعجرفة، إذ وصف ماكرون الاعتداء الذي وقع قرب كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس معتبراً أنه «اعتداء إرهابي إسلامي».وقال: «إذا تعرضنا لهجوم فهذا بسبب قيمنا الخاصة بالحرية ورغبتنا في عدم الرضوخ للإرهاب.. لن تتنازل عن أيّ من القيم الفرنسية خصوصا حرية الإيمان أو عدم الإيمان».