مصر

كيف تُحارب مصر الإرهاب في ظل الجائحة؟

كتب /السيد الأعرج

كيف تُحارب مصر الإرهاب

يخصص مجلس وزراء الداخلية العرب، أسبوعًا كاملًا، مع بداية كل عام؛ للاحتفال بمناسبة أطلق عليها “الأسبوع العربي للتوعية بمخاطر التطرف والإرهاب”، بالتنسيق مع وزارات الداخلية في الدول العربية.

لكن المناسبة تأتي هذا العام في ظروف خاصة بفعل استمرار تفشي جائحة كورونا، وما صاحبها من نشاط للجماعات والتنظيمات الإرهابية.

وبالتزامن مع هذا الحدث، تستعرض “جريدة الحقيقة ” في هذا التقرير، كيف استغلت الجماعة الإرهابية فيروس كورونا لممارسة عملها الإجرامي.

وتنوعت الأشكال الإرهابية خلال هذه الأزمة لتظهر توظيفًا لا إنسانيًا من قبل الجماعة الإخوانية لأزمة صحية ألمت بمختلف التجمعات البشرية، وخلفت الملايين من المآسي الإنسانية.

وفي العالم العربي استغلت تلك الجماعات الإرهابية حالة الاستنفار القصوى من كل أجهزة الدولة، خاصة أجهزة الشرطة والأمن لمواجهة الوباء، فعملت على التخطيط لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية، وكذا استقطاب العناصر وتجنيدها وأيضًا اختراق المواقع الرسمية.

هذا بالإضافة إلى ذلك اتجهت تلك الجماعات لمحاولة استخدام الفيروس كسلاح بيولوجي، إلا أن الأجهزة الأمنية العربية كانت سدًا منيعًا أمام مخططات تلك الجماعات وحالت دون ارتكابهم لجرائمهم البشعة.

فاختلفت تعليقات الجماعات الإرهابية على أزمة انتشار فيروس كورونا، ما بين استغلالها عمليا لتنفيذ المزيد من الإعمال الإجرامية، وكذلك إضفاء طابع ديني ونسب الجائحة إلى غضب الله عز وجل على الكرة الأرضية.

ففي هذا السياق، أصدر تنظيم القاعدة بيانا اعتبر فيه أن فيروس كورونا لا يمثل أكثر من عقوبة إلهية لمن يخالفون تعاليمه.

استغلت هذه الجماعة الفيروس لتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية بمصر، ففي شهر أبريل الماضي، وفي الوقت الذي كان فيروس كورونا قد انتشر في موجته الأولى استهدف الإرهاب القاهرة، وتتبادل قوات مكافحة الإرهاب المصرية إطلاق الرصاص مع بعض العناصر الإرهابية في منطقة الأميري، تلك العناصر التي كانت تستعد لتنفيذ عمليات ضد دور العبادة المسيحية تزامنا مع أعياد الأقباط، وأسفرت المواجهة المسلحة عن مقتل 5 إرهابيين، واستشهاد ضابطين بقطاع الأمن الوطني وإصابة اثنين.

أما في شهر مايو من العام نفسه، في شمال سيناء انفجرت عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة بمدينة بئر العبد ما أسفر عن مقتل وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود ما نتج عنها العديد من العمليات العسكرية الناجحة للجيش المصري، أسفرت على القضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية.

وفي حديث سابق للسفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، أشار إلى أن جائحة الكورونا قد كشفت عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة صور أخرى للإرهاب مثل الإرهاب البيولوجي والسيبراني، بالإضافة إلى الخطاب العنصري والمتطرف، والإرهاب اليميني.

وأضاف “إدريس”، أن عملية المراجعة السابعة لاستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وتلك التي تشترك مصر في تيسيرها إلى جانب إسبانيا، والتي تم إجرائها لهذا العام، لتوفير فرصة مناسبة لإعادة تأكيد الدول الأعضاء على التزامها السياسي لمكافحة التهديد المتغير للإرهاب على الساحة الدولية.

وحذرت دار الإفتاء المصرية من الجماعات الإرهابية التي دأبت منذ بداية أزمة فيروس كورونا، على إطلاق دعوات تهدف إلى خرق الإجراءات الوقائية التي وضعتها الدولة للحد من انتشار الوباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق