نقابة القراء تنعي الشيخة” تناظر النجولي”. والأزهر بأكمله من علماء وهيئات تنعي الشيخه”تناظر” و”حشاد”يقول «رحيلها خسارة كبيرة للاسلام».

كتب_السيدالاعرج

قرأت الخبر ورأيت تأثر هؤلاء العلماء الكبار والمشايخ والقراء وتساءلت من هي الشيخه “تناظر النجولي “التي بفقدها أحدث هذا الحزن الشديد بين علماءنا ومشايخنا؟

الشيخة” تناظر النجولي”ولدت عام 1924م بقرية الناصرية التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية..فقد ولدت في البيت الذي عاشت فيه.وكانت مبصرة ثم فقدت بصرها إصر إصابتها بالحصبه وهي صغيرة.

بدأت حفظ القرآن مع الشيخ “عبد اللطيف أبو صالح”لكنه كان بدون تجويد،ثم ذهبت إلي الشيخ”محمد أبو حلاوة”وتعلمت التجويد علي يديه،ومكثت عنده15سنة.وقرأت عليه القراءات السبع إلي سورة يونس، ثم ذهبت للشيخ “سيد عبد الجواد” وقرأت عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية من البقرة للتوبه.

تزوجت من جارها وانجبت منه أربعة أولاد وبنتين.

وقد أفنت عمرها في خدمة القرآن وتعلمه وتعليمه لأبناء قريتها ومن ثم أبناء مصر داخلها وخارجها فقد تخرج علي يديها كثير من العلماء الاجلاء ومنهم:

-الدكتور”أحمد ممدوح”أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية.والذي نعاها علي صفحته قائلا:«قد أفنت عمرها الشريف في القرآن الكريم تعلما وتعليما،قراءة وإقراء،زرتها قبل سنوات في سمنود وتشرفت بأني انتسبت إليها بقراءة الجزء الاول من القرآن الكريم عليها».

-الدكتور” يحي الغوثاني” السوري،الذي أجيز بها وقد قال عنها«هي إمرأة بصيرة بقلبها،نشيطة الحركة،حاضرة الذهن،بكامل حجابها،مستحضرة القرآن إستحضارا جيدا،متواضعة وكريمةوفاضلة.فتحت بيتها للقراءة والاقراء.وغرفتها لاتتجاوز مترين في مترين .تجلس علي الحصير.وتستمع لمن يقرأ عليها دون تعب أو ملل».

وقد أجازته الشيخه “تناظر” بعدما قرأ عليها سورة الفاتحة جمعا بالقراءات العشر ونصف المنظومة الجزرية.

– وقد قال “محمد الساعاتي”المتحدث الرسمي لنقابة وقراء القرآن الكريم العامة بمصر:«إن النقابة برئاسة الشيخ “محمد صالح حشاد”شيخ عموم المقارئ المصرية ،ونقيب القراء،نعت إلي الأمة الإسلامية الحافظة المتقنة المعمرة القارئة للقرآن بالقراءات العشر الصغري والكبري الشيخة “تناظرمحمد النجولي” التي علمت أجيالا عديدة من جميع الأعمار القرآن الكريم والقراءات العشر.

-وأضاف الشيخ “حشاد”أن رحيل الشيخة تناظر خسارة كبيرة لدنيا الاسلام.

-‏ومن خلال رواد التواصل الاجتماعي الذي كشف إن فقدان البصر لدي “تناظر”لم يكن عائقا أمام أقدم محفظة للقرآن الكريم بدائرة مركز سمنود.

-‏وكأن الله يعوضها بكلامه الذي استضاءت بهوملأ قلبها بنور الحكمة والإيمان.ومحبة أهل قريتها لها وتأثر كل من داخل وخارج مصر بها وبقصتها .

وقد استرد الله وديعته وأمانته ووافتها المنيه مساء السبت الموافق 2021/1/9 عن عمر يناهز 97عاما في خدمة كتاب الله.(ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)

صدق الله العظيم….

فالكثير منا لايعرف عنها شئ ولا سمعنا اسمها من قبل ولكن شاء الله أن تعرف بعد مماتها في الوطن العربي والإسلامي لتكون مثالا يحتذي به وقدوة طيبه تصنع الامل في قلوب المسلمين سواء من حرم من النظر أو ابتلي بأي إعاقه فالعلم طريقا سهل المنال رغم الأزمات.

والكثير منا أفني عمره فيما لا ينفع أفناه في اللهو واللعب والملذات وغيرها من زينة الدنيا ونسي قول الله عز وجل:(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)صدق الله العظيم.