مقالات

” حرب الصين والولايات المتحدة الأمريكية بين التهويل والممكن “

بقلم د.محمد عبد العزيز – كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

سارع الكثير من العامة والمراقبين بل والمحللين أيضا بتوقع إنهيار الصين اقتصاديا وأنها قامت بالتسليم أمام الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب التجارية بينهما عقب ظهور فيروس كورونا في الصين منذ أيام ، وأعتقد أن الصين قادرة على تخطي إنتشار الإصابة بفيروس كورونا وعدم تحوله لسبب من أسباب انهيار الاقتصاد الصيني ، قطعا سوف يحدث تراجع في صادرات الصين وتراجع في معدل النمو الاقتصادي في الصين لكن سوف تتعافى الصين قريبا مع تزايد الاحتمالات التالية :-
. ظهور علاج للفيروس
. احتواء وتراجع لإعداد المصابين بالفيروس خاصة وأن القدرات الطبية والحجر الصحي لدى الصين قدرات كبيرة جدا .
ومن الجدير بالذكر أن الصين سبق لها احتواء فيروس سارس ، أما الحديث عن خفض الصين للرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية فإن ذلك التخفيض قررته الحكومة الصينية قبل ظهور فيروس كورونا وليس نتيجة لظهور فيروس كورونا ، الصين لديها قدرات على تخطي تلك الأزمة وأزمات أشد منها وعلى المدى البعيد فإن المستوردين من الصين سوف يعودوا للاستيراد من الصين خاصة مع أول انحسار للفيروس ، الصين شريك تجاري وشريك للتنمية والإعمار في معظم الدول النامية حول العالم ، الصين لديها قدرات على بناء مستشفيات متخصصة ومراكز أبحاث طبية في غضون أيام قليلة وكل هذا يجعلها قادرة على مواجهة كل السيناريوهات وهناك اراء وتحليلات تفيد بأن فيروس كورونا قد يكون حربا بيولوجية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن تلك التكهنات لا توجد دلائل على صحتها حتى الآن والصين لا تترك حقها وتتعامل مع الدبلوماسيين الأمريكيين في معظم المحافل بأسلوب التحدي وأحيانا تتعمد الاقلال من شأنهم ، أن حربا بيولوجية تبدأ بها الولايات المتحدة الأمريكية على دولة مثل الصين تعد كارثة على الولايات المتحدة الأمريكية لأن الصين لن تترك حقها وسوف تكون حربا عالمية حتى وإن تأخر رد الصين لحين تراجع انتشار الفيروس ، لكن هناك رأي بعيد كل البعد عن كل التحليلات والتوقعات المطروحة وكنت أخشى أن أقول برأي شخصي في الحديث عن ذلك الموضوع إلا بما يقبله الواقع والممكن والبعد عن
تهويل العامة لكن أحيانا ما يقبله العقل عند الباحثين والمحللين يكون أيضا من باب التهويل ولكن هذه المرة التهويل سيكون تهويل عند العامة فقط .
وخلاصة هذا الرأي الشخصي المتواضع :-
أنه ربما كانت الصين تختبر تطوير أسلحة بيولوجية وكيفية تسرب وانتشار تلك الأسلحة في دولة كبيرة بحجم تعداد سكاني كبير جدا مثل الصين ربما تريد الصين أن تختبر قدرات مؤسساتها الاقتصادية والطبية والأمنية في مثل تلك الظروف ربما الحجر الصحي وتوقف حركات الطيران إلى الصين وخوف العالم أجمع من انتشار وباء ظهر في الصين خارج الصين ربما هذا الخوف يجعل جماعات الإرهاب التي في سوريا والتي تعمل تحت أمر أردوغان ومعظمهم قادمون من الصين ربما يجعل إنتشار وباء محدود في الصين تحت سيطرة الصين ذاتها ، ربما هذا الوباء يجعل هؤلاء الإرهابيين يقبلوا الذهاب إلى أي مكان آخر عدا الصين على سبيل المثال يقبلوا مغادرة سوريا والذهاب إلى ليبيا ، كنت أتردد كثيرا في طرح تلك النظرة وتقديري الشخصي لأن البعض سوف يتهمني بالتهويل لكن منطق التهويل في نظرتي أقل قبولا من منطق التهويل لدى وجهات النظر الأخرى لعدة أسباب هي :-
– نهاية دور الإرهابيين الموالين للنظام التركي داخل سوريا ووجوب عودتهم لبلدانهم أو بلدان أخرى ونسبة كبيرة من هؤلاء الإرهابيين من الصين .
– الصين لا تريد أي جماعات إرهابية على أراضيها
– الصين تريد أن تختبر قدراتها على مواجهة كل السيناريوهات التي قد تُفرض عليها قبل أن تفكر في الخروج سياسيا وعسكريا للعالم أجمع
– الصين تريد أن ترسل رسالة للعالم أجمع عن مدى اعتمادية العالم على الصين واقتصاد الصين بصورة تفوق روسيا والولايات المتحدة وأوروبا
– الصين تريد الوصول إلى نظرة وتقييم إيجابي من الدول النامية بعد عبور تلك الأزمة الطبية بما يعزز مجالات تعاون مع الدول النامية في المجالات الطبية
، هذه أهم النقاط التي أطرح بها وجهة نظري المتواضعة قد تكون صائبة أو غير صائبة لكني على يقين أن قدرات الصين الاستخباراتية والعسكرية والدبلوماسية والطبية والاقتصادية وصلت لمراحل أكبر من كل توقعات العامة ومعظم المحللين والمتخصصين ، ومن خلال وجهة النظر الشخصية السابقة أريد أن أؤكد أن سيناريوهات صعود قوى عالمية جديدة ليست بالضرورة من خلال مواجهة عسكرية كبرى لكن إذا كنت شخصيا مسئولا عن مليار ونصف إنسان في دولة بحجم الصين فإنني لابد أن أختبر كل السيناريوهات قبل الخروج للعالم كقوى عظمى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق