بقلم غادة المصري
تعد ظاهرة انتشار اطفال الشوارع من الظواهر الهامة الواضحة في العالم و خاصة في مجتمعنا مما له العديد من الظواهر السلبية علي المجتمع ككل و تشويه صورته من عدة نواحي و خاصة تلك السنوات الاخيرة التي انتشرت فيها الاطفال بلا مأوي ضاله في الشوارع يمارسون كل اشكال العنف و السرقة و الدعارة و المتاجرة في المخدرات لعدم وجود رقيب عليهم او رادع خلفهم
و بعضهم يجبر علي كسب لقمة عيشهم باوضاع مهينة مثل الاستجداء و البحث في القمامة و العمل كبائعين لبضاعة بسيطة في المدن الفقيرة او الطرقات الشعبية او في الشوارع بين السيارات و المارة
و من الاسباب التي دفعت بانتشار هؤلاء الاطفال الي الشوارع في المقام الاول هو انفصال الابوين و كثرة الخلافات بينهما و العنف الاسري و كثرة النسل و عدم الاهتمام بالاطفال مما يدفع بهم الي الشارع للحصول علي احتياجاتهم
القسوة من قبل احد الوالدين علي الاطفال او الاقارب و تعنيفهم و فقدران ايضا احد الوالدين و غياب الرقيب عليهم و التمييز بين الابناء مما يشعل الغيرة بينهم و قد يكون عمل احد الوالدين غير قانوني ينتقل الي اطفالهم و الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعمل الاباء يجبرون اطفالهم علي العمل لتلبية المتطلبات
غير سوء البيئة المحيطة باشخاص غير اسوياء سواء مهنيا او اخلاقيا مما يؤدي لانحراف الاطفال و التسررب المدرسي و عدم قدرة بعض الاباء علي تحمل مصاريف الدراسة ناهيك عن انخراط الاطفال مبكرا في سوق العمل يؤثر سلبا علي نفسية الطفل و يخلق منه شخص غير سوي في احيان كثيرة
و هناك عدة مظاهر سلبية خطيرة علي المجتمع المصري من جراء تفشي انتشار هؤلاء الاطفال في الشوارع منها تفشي الامراض فيما بينهم و التي تظهر علي وجوههم الشاحب و عدم شعورهم للانتماء مما يؤدي لاستغلالهم بطرق سلبية لحساب جهات معينة مثل استخدامهم كدروع بشرية للاخوان في مظاهراتهم
فيجب عمل دراسات واسعة ودقيقة علي هؤلاء و مدي الاسباب التي ادت الي انخراطهم في الشارع و محاولة علاجها و انشاء بعض المراكز الحكومية و الملاجيء الخاصة بهم و تعليمهم و تدريبهم حتي يستطيعوا التعامل بشكل طبيعي بعد ذلك في المجتمع و هذا لا يتم الا بالتعاون بين الحكومة و منظمات المجتمع المدني و الكوادر البشرية في مجال الاجتماع و علم النفس
و يجب ان توفر تلك المؤسسات الآويه للاطفال الاهتمام الكافي و الرعاية و توعية الاطفال باهمية النظافة و توفير اقل احتياجاتهم و تعليمهم بطرق تختلف عن الاطفال العاديين نوعا ما نظرا لاستيعابهم و متابعة ممارستهم اليومية و توفير طبيب نفسي للتعامل مع هؤلاء الاطفال و التعرف علي المشكلات النفسية التي يواجهونها و محاولة علاجها
زيادة الانشطة الترفيهية و تنمية العلاقات الاجتماعية و انشطة اوقات الفراغ و علي المتعاملين في المراكز الخاصة بايواء اطفال الشوارع اخذ رأيهم في جميع الامور التي تتعلق بهم قبل تنفيذ اي نوع من الانشطة التي تخص حياتهم اليومية
العمل علي الاسراع في اثبات هوية الطفل ان كان لا يحمل هوية عند بلوغه السن القانونية و اعطائهم العلم الذي يتناسب و مستواهم العلمي و الثقافي و مشاركتهم في الاعمال الخاصة بالمراكز المتواجدين بها حيث يشعرهم بالانتماء و تفعيل مشاركتهم و اخذ القرار
