شعر

قصيده /وغفوتُ حينًا فانتَبهْتُ

بقلم/ جعفر أحمد حمدى

_وغفوتُ حينًا فانتَبهْتُ
وما انتبهْتُ حقيقَةً،
هلْ حينَ نرحَلُ
فتيَةٌ سيشيِّعونا صامتينَ ؟!
ولا يعُوا كيفَ البنفسجُ إنْ مشى
ستظلُّ تذْكرهُ الحديقَةُ والنَدى؛
أمْ كرنفالٌ ما سيُفْعِمُ دهشةَ الأشياءِ،
يمحُو ضِحكَةَ التفاحِ
في طقسٍ مُريبِ؟!
الآنَ قلبي مُثْقلٌ بالكَبْتْ؛
تُشعِلُهُ الصبابَةُ مثْلَ أعوادِ البخورِ،
النَّاسُ تطرَبُ مِنْ شذَاهُ،
ولا تُبَالِي كيْفَ يُحْرَقُ!
لا تُبالِي كيفَ يَصْغُرُ!
ثُمَّ يَصْغُرُ، ثُمَّ يَصْغُرُ يا رفاقُ ويختَفِي.
واللّهِ أرهقني الحنينُ، وأرهقتني مسافةٌ
بيني وبينَ حقيقتي،
كانتْ دُمَى الأطفالِ تشهقُ
والندى يقتصُ مِنْ شمسٍ تَهِيجُ،
تخيَّلوا يا أصدقاءُ تخيَّلوا !
كانتْ فراشاتٌ تحطُّ على جَبينِي
تلعقُ الملحَ الذي تركتْهُ أعقابُ السنينِ هديَّةً لذوي القلوبِ وتختَفِي؛
لمْ تُبْقِ لي حتَّى الملامِح،
لمْ تَدعْ لي غيرَ وجهٍ شوهتْهُ الريِحُ
وهْيَ تُحيطُنا،
لمْ تُبْقِ لي غيرَ الممرّاتِ التي شيدْتُها،
وتعمَّدتْ تخريبَها كلُّ العساكِرِ .
كُنتُ أبحَثُ فِي رُبَى ” الشطرَنْجِ ”
عنْ ملِكٍ يهابُ دمَ الضحايا وحْدَهُ.
وأحيكُ مِنْ جلدِ الرصاصِ حكايَةً،
كمْ عِشْتُ أغزِلُ ثوْبَها !.
ليردُّني شطرٌ قديمٌ للمعَرِّي؛
“مَا جَنيْتُ علَى أحَدْ ”
فيحطُّني فوقَ الطريقِ
مشرَّدًا بينَ السلامِ على الجلوسِ
وبينَ بنتٍ غازَلتنِي،
واشتهيتُ لقاءَها.
وممزَّقًا بينَ الكلامِ وبينَ صمتٍ
ألبَستْنِي الناسُ ذُروَتَهُ،
فلا أدري لِمَ الأشياءُ
هزَّتني ؟!، ولا أدري حقيقةَ
هلْ بكائيَ للنخيلِ يزودُ عنْ صمتِ
” الكمنْجةِ” ؟!
و “الكمنْجَةُ” في يَدِ الأطفالِ
لا تبكي، وتسكُتُ لا لشيءٍ
غيرِ كسرٍ للتوقُّعِ!
حينهَا سنبوحُ مِنْ فَرطِ
التوهُّجِ، سوفَ نحكي للمدَى
سرَّ الحروفِ، وسرَّ ” بسمِ اللَّهِ ”
في الأشياءِ، نحكِي عنْ دمِ
الكلماتِ ننزفُهُ لنبْقَى ..

… نبوحُ وننزفُ ،لا نستطيعُ
بكتمِ الذي بعضهُ موجِعُ
.
إذا جاورونا تفيضُ الدموعُ
فما بالُ قلبي إذا ودَّعوا
.
لكَمْ صيَّرتني الدموعُ نداءً
تعيِهِ سماءُ الذينَ وعُوا
.
لنطبِخَ أحلامَنَا للحياةِ،
فإنْ جِئْتُ جِيئوا ولا ترجعوا
.
وإنْ غِبتُ كونوا امتدادَ السلامِ
وغَنُّوا لكي يصمُتَ المِدْفَعُ .
.
وغنُّوا لكي
يصْمُتَ المِدْفَعُ.
وغنُّوا
لكي
يصْمُتَ
المِدْفَعُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق