من نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد ملك العرب والمسلمين ، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها ، وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قِبَلَكَ، وافتدِ نفسك، وإلا فالسيفُ بيننا، فلما قرأ الملك هارون الرشيد الكتاب اشتد غضبه، وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه، ثم كتب بيده على ظهر الكتاب: من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، ثم امر بإعداد وتعبئه الجيش وركب من يومه، وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة معقل الروم الكافرين ، ودخل الجيش المسلم بقياده هارون الرشيد وأوطأ الروم ذلاًّ وبلاءً، فقتل وسبى، وذل نقفور ملك الروم لانه استكبر علي المسلمين ولم يحترم قوتهم ولاعقيدتهم ، فطلب نقفور الموادعة على خراج يحملُه، فأجابه الملك هارون الرشيد
يا أيها المتابعين
هكذا كانوا المسلمين أقوياء أعزاء بإيمانهم بالله رب العالمين , فلم يكونوا يوما وكلاءً لملوك الكفر المبين ، ولم يكونوا خائنين مثل الذين يدمرون أمتنا بتوكيلِ من أمريكا ولا كل إمبراطوريات الكافريين .
نتسائل كثيراً ويدور السؤال في أذهان المسلمين
لماذا نحن الأن ضعفاءً مستعبديين ؟!
لماذا تسيطر علينا الاستكانة والخضوع للكافريين ؟!
ولسان حالنا
ألم نكن نحكم الدنيا بأسرها طوال 1400عام من السنوات والسنين ؟!
ألم نكن قاده لكل بلاد العالميين؟!
فماذا جري وماذا حدث حتي تتحول أُمتنا من أمة قائده للعالمين إلي امة ضعيفة مستعبدة لكل قوي الظلم اللعين؟!
يا حضرات القراء الصادقيين
إن الجوب ليس بالصعب وليس بالمستحييل
بل إن الإجابة “هي بعدنا عن هذا الدين ” فببعدنا عن الدين تركنا هويتنا وعقيدتنا التي هي اساسها مبنية علي الخوف من الله رب العالمين .
كان المسلمين قديما أعزاء أقوياء لا لانهم أقوياء البنية والتسليح
ولكن لانهم كانوا لا يهابون شئ الا الله لذلك “صنعوا الحضارات وفتحوا كل بلدان العالم العظيم ، أما الأن نسي الناس دينهم وبعدوا عن عقيدتهم وصارت الأموال والمناصب والكراسي هي أربابهم من دون الله ، حتي أصبح مصير الأمه معلقا بيد الكافريين ، يولون علينا عبيد المناصب والمال ، حتي اصبح الاسلام مشوهاً بيننا ، لا نأخذ منه الا الصلاة والصيام والزكاة ، وتجاهلنا الجهاد والقوه وكل سبل الحياه ” أصبح الإسلام مجرد شعائر نؤديها ،لا إسلام حي نعيشه ويعيش فينا.
من أجل ذلك قال ابن القيم رحمه الله: “من خاف الله، خافه كل شيء، ومن لم يخف الله، أخافه من كل شيء”.
,هذه هي المعادله بإختصار
فالقوه هي قوه العقيدة والايمان لا قوة البنيان والاموال
فإذا أردنا أن نعود إلي عصور العزة والأمجاد فلا بد أن نكون كما كان عليه هؤلاء العظماء ، لابد ان نكون كما عليه نبي الارض والسماوات ، لابد أن نكون كما كان خلفاء العزه والامجاد .
ومن منا لا يسمع عن قوه الصحابه الذين لم تكن قوتهم تتمثل في قوه السلاح والمتفجرات ، من منا لايعرف رد كسري علي رساله خالد بن الوليد عندما أرسل له رساله قال فيها
” أسلِمْ تَسلَم، وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة ”
فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين، يطلب منه المدد والنجدة، فرد عليه ملك الصين قائلاً: يا كسرى، لا قوّة لي بقومٍ لو أرادوا خَلْعَ الجبال من أماكنها لَخَلَعُوها
“هكذا كان المسلمون وهكذا كنا جبالاا اقوياء بتمسكنا بعقيدة رب العالمين .
أما في النهايه فأتسائل
هل علمتم لماذا كنا اقوياء ؟
ولماذا نحن الان ضعفاء؟
بقلم محمد الصياد