مقالات

وحدى لكن إنسان بقلم الكاتب والمخرج /تامر جلهوم.

 يقول الله تعالى فى سورة الأعراف (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون))صدق الله العظيم. كلنا إنسان بعض منا يعيش معنا بإنسانيته بكل ماتحمل الكلمه من معانى والآخر تخلى عنها وجعلته الحياة لايمت للانسانيه بشىء نعم الحياة صعبه وبها الكثير من المشاكل التى تخرجنا عن مشاعرنا وتجعل البعض منا وحشاً فى صورة إنسان لكن من يفقد إنسانيته فقد نفسه وإحترام الناس إليه فكن دائماً إنساناً مهما قست عليك الحياة. فالحياة تحتاج الإنسان إلى أن يُدرِك ويعى ما يمكنه التنازل عنه وما لا يقبل فقدانه؛ فيقولون: “فى الحياة، قد تخسر حُلمـًا أو تفقده، وقد تتنازل عن أمنية. لٰكنْ، كُن حريصـًا على أن لا تخسر نفسك أبدًا.”! نعم، فالحُلم الذى تخسره أو تفقده يمكن أن تعاد صياغته إلى حُلم جديد. ولٰكنْ، هناك أمور لا يمكن الإنسان أن يفقدها أو تهتز، فلا يمكنه أن يخسر نفسه!. فإذا أردت أن ترى الدنيا على حقيقتها بوضوح، أغمض عينيك وسترى ما لم ولن تراه و عينيك مفتوحتين سترى أوضح وأعمق و أبعد كثيرا مما تظن، أغمض عينيك عن هموم الدنيا و لو قليلًا، أغمض عينيك عن عيوب الناس و أفتحها على عيوبك، أغمض عينيك عن المال و الشهوات و تفكر في خلق الله وأسرح بخيالك بعيدًا لترى بعين أخرى لم تر بها منذ زمن .صدقني سترى أرقى و أجمل. عندما تقسو عليك الحياة، كن أنت العطوف الحاني على الناس و عندما تغلبك أمواج الدنيا تعلم السباحة ضد التيار وعندما يجافيك البشر و يبتعدون عنك وقت حاجتك لهم ويتركونك وسط العاصفة وحدك ولا يمد لك أحد يد العون..فلا تيأس ولا تتركهم وأبحث عمن يحتاجك وكن دوما هناك بجانبه. عندما تريد أن تعرف معنى الحياة وقيمتها، ((فمُتْ … نعم مُت)) ولو قليلا أو رافق أحدا مات له حبيب أو ابن أو ابنة أو زوجة أو صاحبه أياما وستحس بمرارة الموت وستشعر بألم الفراق الذي لا يوصف و ستقدر وقتها قيمة الحياة. إذا أردت أن تكون باسما فأبتسم، دع التجهم وراء ظهرك، أجعل غيرك يضحك ملء شدقيه وهذا فقط سيجعلك تبتسم دون أن تدري، فأبسط مفاتيح السعادة هي أن تجعل غيرك سعيداً وأبسط مفاتيح التعاسة أن تتسبب في جعل غيرك تعيساً. إذا أردت أن تسلك طريق النجاح فلا تسلك الطريق السهل الممهد فهذا طريق الفشل، بل أسلك الطريق الأقل إستعمالا الذي سيلومك الناس إن أخترته فليكن هذا هو طريق النجاح. تنفس بعمق قدر قيمة الهواء الذي تتنفسه ثم دع الهواء يصل إلى كل حويصلات رئتيك الهوائية اللتان تلوثتا بأدران الدنيا و إذا لم تكن تعرف كيف تتنفس فأغطس في الماء قليلا وأكتم أنفاسك حتى تحس أنك ستختنق ثم أكتمه أكثر قليلا حتى تحس أنك فعلا ستموت ثم أخرج رأسك و تنفس … الآن تنفس بعمق و حب و تقدير لنعمة الهواء الذي لم يجعله الله في يد أحد. كن إنساناً بعقلك وفكرك وضع لنفسك أسس فى علاقاتك بالناس وكن راقى المشاعر مع البشر مهما أستفزوك لاتجعل مشاعرك تخونك وتتوحش وسطهم فتؤثر على سلوكك وتصبح مزموماً حافظ على أخلاق الأنسانيه بداخلك من طيبة وتسامح وأدب فى التعامل مع الآخريين فتشعر بألامهم وتحاول مساعدتهم وأنسى من أساء إليك وتذكر فقط أن ربك فضلك على كل الكائنات بعقلك فتدبر وفكر وأحسن التصرف وفرق جيداًبين العدل والظلم فالظلم ظلومات يوم القيامه . وأنظرللملك على كتفك اليمين و خاطبه بأدب و قل له أنك سترهقه من كثرة كتابة حسناتك التي سيكون الجانب الأكبر منها حسن الخلق و مساعدة البشر،ثم أنظر للملك على اليسار وقل له بهدوء وأدب و ثقة في الله: أنه وإن كان مرَحَّبا به وأهلا به وسهلا في كل وقت فإنه لا وظيفة له هنا، لأنك تثق فى الله دوما ما أستطعت و تصيب وتخطئ وأنك عندما تخطئ تتوب وترجع سريعا قبل أن يكتب هو شيئا وإن كتب شيئا عليك فستمسحه أنت بتوبتك وثقتك في مغفرة الله الواسعة. فإذا أحسست أنك تريد الصمت فتكلم خاصة إن كان الصمت خوفا أو قهرًا وإذا أشتهيت الكلام فأصمت ولا تتكلم. إذا أردت أن تبكي وقالوا لك لا تبكى فأنت رجل!! و الرجال لا يبكون… أبكى ..بل و أبكى كما شئت و أمام من شئت فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبكى وكان رقيق القلب. تريد أن تعرف أنك إنسان أم لا؟ حسنا… فأختبر نفسك في مواطن الحب المبذول دون مقابل، أختبر نفسك في مواطن البذل دون مَنْ و لا أذى، أختبر نفسك في مواطن التواضع وقت قوتك، راقب دموعك لرؤية المكسور و شجنك لرؤية الضعيف و وقتك المبذول للناس دون مقابل و وجعك بإحساسك أنك تأكل وغيرك جائع و ألمك لتألم الآخرين دون حواجز من دين أو لغة أو جنس أو لون . إذا آلمك ضعف البشر وهوانهم وأنكسارهم فأنت إنسان و إذا مددت لهم يد العون فأنت تنفذ ما يريده منك ربك لا محالة. وإذا أحسست بقسوتك وعنادك فأكسر قسوتك بجلسة على الرصيف مع مقهور غدر به الزمان وبمسحة على رأس يتيم تحسسه بها أن الدنيا لا زال بها حب و حنان وبنصر لمظلوم ظن أنه وحده في الدنيا دون ناصر. فعندما تعيش للناس وللخير ستجد الحياة أكثر رحابة وسعة وأكثر متعة من أن تعيش لذاتك فقط بقدر ما تعطي للناس من حب ومشاعر ووفاء بقدر ما تكون سعيدا في حياتك عش للناس أكثر لتصبح أسعد إنسان في الوجود ولا تكن إلها تحكم على الناس من ستدخله النار ومن ستدخله الجنة، فأنت مثلي لا تعلم شيئا إلا ما علمنا الرحمن الرحيم، أنت لست إلهاً ولا خالقاً بل أنت مخلوق و مخلوق ضعيف أضعف كثيراً مما تظن. فأنت إنسان. فدع الخلق لله رب العالمين رب الناس ملك الناس و كن إنسانا و كفى. كن إنسانا يريد الخير للناس و دع الكريم الرحمن الرحيم مالك يوم الدين يكافئك و يا لها من مكافئات لو صبرت قليلا…فهناك الكثير من الشخصيات التى عاشت بمبدأ، وكانت مستعدة أن تدفع حياتها ثمنـًا له مثل رسولنا الكريم ، يوسُف الصديق: فكانت العفة مبدأ حياته، حتى إنه لم يهتم بما سيتعرض له فى مقابل حفاظه على طهارته! وهٰكذا نحن، نتعلم أن السلوك بالمبادئ فى الحياة يحتاج منا إلى اقتناع وجهاد فى أنها الطريق إلى نجاحنا الحقيقى فالمبادئ الإنسانية التى يحملها البشر فى أعماقهم هى التى تساعد وتهون صعوبة الحياة على الآخرين. وكثيرة هى القِصص عن نماذج وشخصيات حملت فى أعماقها مبادئ إنسانية، ووصل تأثيرها وصداه فى الحياة إلى العالم بأسره؛ لتصير إنسانيتهم شموعـًا تضيء ظلمة الحياة لكثيرين. فمن منا لا يذكر القائد “غاندي” الذى سار فى خطًى ثابتة نحو تحرير بلاده دون أن يفقد إنسانيته؛ ومن منا لا يذكر “آبراهام لينكولن” الذى رفض أن يستعبد الناس وحرر العبيد، وغيرهما كثيرون فكما قيل: “كُن إنسانـًا، أو مُت وأنت تحاول.”!. وفى النهاية أختم مقالتى بشعر الشاعر أحمد الصارم وهو يقول في أغلب الأوقات بتبقي ساعات…وفى وسط الناس لكن وحدك ومهما الكل يتكلم ماتسمعشي….يروحوا كتير ويجوا كتير تاخد بعضك تقوم تمشي…تلم بواقي من جواك حاجات نسياك حاجات فكراك وتتمني فى يوم ذكرى ماترجعشي..تحس بأه تطحن فيك ونفسك مرة تتكلم تفضفض باللي مالي عينك وتتألم…مفيش حد بيسأل فيك تقع وتقوم وتسند ع الهوا وبعدين…مفيش مرة بتتعلم…!! هتفضل عايش الدنيا ياعم وحيد ومش بالأيد..عشان لسه الضمير صاحي وبيحابي ع الأخلاق ع الأحزان…أنا هقبل أعيش وحدى بشرط أعيش وأنا إنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق