كتب..عاطف انيس
خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية التابعة لهيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على طمأنة المواطنين بشأن مفاوضات السد الإثيوبي.
وقال السيسي، قبل قليل: «موضوع السد الإثيوبي والتفاوض بشأنه قالقلكم يا مصريين، وقالقاني أنا كمان، واتكلمت فيه قبل كده، كل اللي هقول لكم حاجة واحدة بس، انتوا من فضلكم اقلقوا دة طبيعي لأن دي حياة، لكن لازم تكونوا متأكدين إن مسار التفاوض محتاج صبر وتأني متستعجلوش النتائج، ولازم تكونوا متأكدين إن حقوقنا لن يتم التفريط فيها».
السيسي للمصريين: لن يتم التفريط في حقوقنا وكونوا واثقين
وطمأن الرئيس السيسي، المصريين، بشأن حقوقهم المشروعة والتاريخية في مياه النيل، قائلا: «ثقوا في الله سبحانه وتعالى وفي بلدكم وفي قدراتها، إن الحفاظ على حقوق مصر المائية أمر زي ما قولت قبل كده مش ممكن حد هيتجاوزه، بس مستعجلوش، كل الأمور ليها ترتيبها وتدبيرها، والتفاوض عملية شاقة وصعبة وإحنا بنضغط».
وتابع: «وزي ما شوفتوا يمكن خلال الأسبوع أو العشر أيام اللي فاتوا استقبلنا مبعوث أمريكي للقرن الأفريقي واستقبلنا الرئيس الكونغولي رئيس الاتحاد الأفريقي عشان نتكلم في الموضوع والجهد والحركة ماشية، إن احنا نصل لحل هذه المسألة اللي بنعتبرها من المسائل الحساسة جدا والمهمة».
من زار مصر لأجل السد الإثيوبي؟
في 4 مايو الحالي، وصل إلى القاهرة، جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، فى زيارة استغرقت 4 أيام، ضمن جولة تشمل زيارة إريتريا وإثيوبيا والسودان لبحث آخر التطورات بالقرن الأفريقي، التقى فيها عدد من كبار المسؤولين لمتابعة تطورات منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل.
وخلال تلك الزيارة، جدد السيسي تأكيده بأنّ القاهرة لن تتسامح مع أي تحركات من جانب إثيوبيا يمكن أن تقلل حصة مصر من المياه من نهر النيل بسبب السد، حيث شدد فيلتمان، على أنّ إدارة بايدن جادة في تسوية مثل هذه القضية الحساسة.
وبعد زيارته للقاهرة والخرطوم، اتجه المبعوث الأمريكي إلى العاصمة الإثيوبية، لإجراء محادثات بشأن أزمة السد الإثيوبي.
وعقب 4 أيام، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمطار القاهرة، نظيره الكونغولي ورئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسيكيدي، الذي زار مصر والسودان وإثيوبيا لبحث أزمة السد الإثيوبي مع الأطراف المعنية بالأزمة، بعد طرحه لمبادرة لتسوية الخلافات.
وفي الزيارة، شدد السيسي، على مساعي مصر في الوصول لاتفاق بشان السد الإثيوبي، يجنب المنطقة المزيد من التوتر وعدم والاستقرار، مؤكدا أنّ مصر لن تقبل بالمساس بأمنها المائي.
وأكد الرئيس تشيسيكيدي حرصه خلال المرحلة الراهنة على تكثيف التنسيق بشأن هذه القضية الحساسة لمساعدة الأطراف لتحقيق تقدم في المفاوضات الثلاثية.
خبراء: حديث السيسي اليوم دليل على الشفافية ورغبة في طمأنة المصريين
الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكدت أنّ حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، الهدف منه صادقة طمأنة الرأي العام المصري، في ضوء التعنت الاثيوبي لاحترام اتفاق نهائي يحمي التدفقات المائية لنهر النيل طبقا لحصتها.
وقالت الطويل، ، إنّه من الواضح حاليا وجود قلق شعبي بشأن مجريات المفاوضات التي لم تصل لشيء حتى الآن، وترى الطويل أنّ الضغوط الدولية الراهنة على إثيوبيا دون المستوى المطلوب.
وشاركتها في الرأي ذاته، الدكتورة هبة البشبيشي، خبير الشؤون الأفريقية، مؤكدة أنّ تصريحات الرئيس اليوم، تدل على الشفافية والمصداقية ورغبته الحقيقية في مشاركة الشعب لهمومه وأفكاره في مختلف القضايا المصرية العالقة، وخاصة أزمة السد الإثيوبي، مضيفة أنّ السيسي حريص على الاستماع لآراء الخبراء وفريق المفاوضات.
وأشارت البشبيشي إلى أنّ تلك الزيارات الأخيرة لمصر، دليل على الاهتمام العالمي بأزمة السد والرغبة الجادة في تسويتها تجنبا لأي خلافات في القرن الأفريقية، موضحة أن رئيس الاتحاد والرئيس الكونغولي الحالي يحاولان رد الجميل للقاهرة، حيث دعمت مصر بلاده بكل السبل لاسيما في الانتخابات الأخيرة، لذلك يحاول استغلال منصبه الحالي بالاتحاد الأفريقي لمساعدة البلاد وأداء مهامه عبر مبادرة التسوية الحالية وطرحها على أطراف الأزمة كافة.
وأردفت أنّ زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي إلى القاهرة الأسبوع الماضي، دليل على إصرار واشنطن في حل الأزمة، حيث سبق وتدخلت بجهود وساطة واحتوت مفاوضات عام 2019، ولكنها لم تتمكن من النجاح فيها.
وتتوقع خبيرة الشؤون الأفريقية أن تتمكن تلك الزيارات والمفاوضات الأخيرة من التوصل لاتفاق سريع وإرجاء الملء الثاني للسد الإثيوبي، لاسيما في ظل الأزمات التي تشهدها إثيوبيا مؤخرا.
