مقالات

محمد الصياد يكتب : لماذا ترفض دول الخليج وأوروبا إنقاذ لبنان من الانهيار الإقتصادي والسياسي؟!

أين يتجه لبنان ؟
الإجابه إلى كارثة! لماذا ؟
ببساطه لأن الأوضاع الأقتصاديه هناك وصلت إلى ما دون الصفر فنحن نتحدث عن دوله عجزت عن سداد ديونها في مارس الماضي وعمله انخفضت قيمتها بشكل مرعب من 1500 ليره مقابل الدولار الواحد الى 4000 ليره مقابل الدولار الواحد وهذا معناه انخفاض كبير في دخول الناس وعمل ذلك على إزدياد تضخم و ارتفاع الاسعار و غلاء معيشه الناس و ارتفاع نسبه البطاله حتى أصبحت متفشية.

ما علاج هذه الأوضاع؟
على المدى البعيد ” إعاده إصلاح الإقتصاد اللبناني”
لبنان ليس به اى قطاعات صناعية إنتاجيه تذكر “لاصناعه ولا زراعه ، كل إقتصادها اقتصاد خدمات “بنوك سياحه عقارات” و هذه الانشطه تتبخر وتتلاشى قيمتها في وجود الحروب والأزمات والنكبات التي تسود المنطقه.

لكن لو أراد اللبنانيون إصلاح إقتصادهم وهذه الإرادة ليست موجوده بالمناسبه وذلك يحتاج إلى سنوات كثيره وإلى قبلة حياه في البدايه ” مساعدات توقفهم على قدمهم” ثم نتحدث عن إصلاحات جذريه أيضا..

من يقوم بهذه المساعدات والقروض؟
المؤسسات الماليه والبنوك الخ.. او دول تقدم مساعدات مثل ” الخليج واوروبا ” في حاله لبنان لا توجد أي جهه مقبله على تقديم المساعدات والقروض لها في هذه المرحله لأن لبنان متعثره عن سداد ديونها السابقه ، فلا يوجد بنك يستطيع أن يقنع مساهميه أن يقرض لبنان العاجزه عن سداد ديونها بالأساس .

فلذلك تأمل لبنان أن تكون هناك دول تساعدها كما ساعدتها من قبل مثل “اوروبا والخليج” لكن هذه الدول ساعدت لبنان كثيرا قبل ذلك لكن في الوقت الحالي هذه الدول أصبحت متعثره اقتصاديا بسبب الركود الذي ضرب العالم بسبب كورونا ، كما ان دول الخليج متعثرة بشده بسبب انهيار أسعار النفط ، لذلك قدرتها على الاقراض صعبة جدا بعد ان تحولت إلى دول مدينه كما أنه لا يوجد حافز سياسي ايضا لانقاذ لبنان.
لماذا ؟
فدول الخليج التي كانت قبل ذلك تدعم لبنان من أجل مصلحه وأمن الخليج ولكن مع الاوضاع السياسيه الاخيره في لبنان التي هي باختصار شديد حدثت بسبب” سيطره حزب الله وحلفائه على المنطقه والسلطه في لبنان وهذا ما يرفضه الخليج !
لأن إيران العدو الأول للسعوديه لذلك فلا يوجد حافز سياسي لمساعده لبنان إن كانوا يستطيعون المساعده بالأساس ، ونفس الشيء ينطبق على الدول الاوروبيه الغارقه بسبب كورونا، لذلك نقول أن لبنان واقع في مشكله كبيره جدا هذه المشكله الاخيره جعلت المظاهرات تستمر في الشوارع من اكتوبر عام 2019 وحتى الان رافعين شعار” كلن يعني كلن ” يعني كل النظام السياسي الذي يحكم البلاد منذ عام 1990 وحتى الان ، مما يعني ببساطة أنهم يريدون إسقاط النظام في لبنان ..

فهل يستطيعون اسقاط النظام؟
الاجابه ببساطه شديدة “لا ” لا يستطيعون في الأمد المنظور بمعنى انه لا في الشهور ولا السنوات القادمه بالمعطيات الحاليه.
ما هي المعطيات الحاليه
قبل الاجابه على هذا السؤال نسال انفسنا سؤال اخر وهو :
كيف تسقط الانظمه أو تتغير؟
الأنظمة تتغير عن طريق الشارع في حالتين

الحاله الاولى أو السيناريو الاول:
عند الإجماع الكاسح الشامل لكل فئات الشعب في هذه الحاله ستؤدي الى سقوط النظام الحاكم ، لكن هذا السيناريو من الصعب جدا أن يتحقق في لبنان بل في كل دول العالم و يزداد صعوبه أكثر بكثير في لبنان الدوله الطائفيه ، لان في لبنان طوائف عديده ومن الصعب جدا ان تُجمِع كل فئاتها علي رفض النظام فنحن نتحدث عن دوله منقسمه منذ إستقلالها عام 1943 بل منذ أن كانت تابعه للدوله العثمانيه ثم الإحتلال الفرنسي ، فهي مقسمه طائفيا فقد لا يعرف غير اللبنانيين أن الدوله اللبنانيه تعترف بوجود 18 طائفه مختلفه بشكل رسمي منها 14 طائفه مسيحيه ، وبالتالي هذه الطوائف لها زعماء ومصالح ونُخب حاكمة لها ، وبالتالي لبنان ليست كلها على قلب رجل واحد ولكي يحدث إجماع كامل في بلد طائفي متجذر فيه الطائفيه صعب جدا ومستحيل لأن المصالح ستتضارب..

السيناريو الثاني لتغيير الانظمه
وهي أن تخرج فيها نسبة كبيره من الناس ليساندهم الجيش ، كما حدث في المنطقه العربيه ، فكل ثورة او انتفاضة تساندها القوات المسلحه تنجح في تغيير النظام وحدث ذلك ورأيناه في السودان مع البشير وفي مصر مع خلع مبارك وعزل مرسي ، فالقوات المسلحه دورها حاسم جدا ومصيري ولها الدور الأكبر ، ولكن في لبنان الوضع مختلف فالجيش ليس له القوة الكافية على عكس الجيش في مصر والجزائر والسودان ! لماذا ؟
لأن معظم الطوائف في لبنان لها قوات مسلحه ( حزب الله او سنه او مسيحيين).

إذن فما السيناريو المطروح الان
السيناريو الأول وهو السيناريو المتفائل
بمعنى اأن يُدرك النظام الحاكم في لبنان وتدرك القوي السياسيه الخطر وتتنازل عن بعض امتيازاتها حتى لا تنفجر الامور ، وفي هذا السيناريو سيتم ارضاء المتظاهرين أو يتم قمعهم إن خرجوا للشوارع ومن هنا سيسعي المجتمع الدولي لتقديم القروض والاصلاحات للبنان ..

السيناريو الثاني وهو السيناريو المتأزم
و في هذا السيناريو ستتفاقم الامور وستزيد المظاهرات وستستمر و سيعجز الجيش اللبناني عن احتواء المظاهرات ، وفي هذه الحاله سيتدخل حزب الله لإحتواء الوضع و ذلك سيؤدي إلى حرب أهليه.

أما السؤال الأخير
هل يوجد اي شيء إيجابي في لبنان؟
نعم ! شيء واحد فقط
الدوله اللبنانيه كما نعرف دوله فاشله بامتياز لان بها (اقتصادين وجيشين و18 طائفه رسميه ) خلاف الطوائف الغير معترف بها لكن الشيء الإيجابي ان كل هذه الطوائف والانقسامات تقول ان هناك إرهاصات للتغيير الان وهذه الايجابيه من خلال مطالبه الجميع بتعديل فكره الطائفيه ، وهذا الكلام لن يثمر عن شيء الأن لأن تغيير الانظمه يحتاج الى وقت كبير ، لكن في حد ذلك تعتبر الخطوه الاولى في التغيير ..

بقلم محمد الصياد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق