مقالات
الادمان..يوم بلا غد
كتبت غادة المصري
انتشر الادمان في الدول العربية بصورة كبيرة و خاصة مصر و يعد الانتشار اكثر بين اوساط الشباب فلم تعد الدول تحتاج الي اسلحة لتدير دولة اخري بل اصبحت المخدرات بكافة صورها و اشكالها نوع من انواع الحروب الخفية السامة الهدامة و تهديدا حادا للامن القومي المصري و ما يترتب علية من انهيار للمجمع بكافة قيمة و اخلاقياته و مبادئه
و ترتبط المخدرات بشكل وثسق بانتشار معدلات الجريمة في المجتمع و العنف المجتمعي و من المعروف ان المخدرات تنتشر اكثر في البلدان الاكثر فقرا خاصة في القارة الافريقية و نلاحظ ان اكثر المتعاطين للمخدرات من سن ال15 ل 20 هم اكثر الفئات تضررا ووقوعا في شراك الادمان لسهولة التاثير علي تلك الفئة من الشباب و انعدام التربية و الثقافة و التوعية لديهم مما يوقعهم تحت تاثير اصدقاء السوء او اشخاص لهم تاثير خاص علي شخصيتهم مما يؤدي الي سرعة ادمانهم و ضياع مستقبلهم
فمن ضمن التشريعات في ذلك الموضوع و من المواد الرادعة قانون 182 لسنة 1960 والمعدل برقم 122 لسنة 1989، وتنص المادة 34 مكرر على أن كل من دفع غيره بأي وسيلة من وسائل الإكراه إلى تعاطي مادة مخدرة من الكوكايين أو الهيروين أو غيرها يعاقب بالإعدام وبغرامة تتراوح ما بين 100 ألف جنيه إلى 500 ألف جنيه
وتنص المادة 37 مكرر (أ) على أنه إذا تقدم أحد الأشخاص للعلاج من تعاطي المخدرات من تلقاء نفسه، فلا تقام الدعوى الجنائية عليه، بينما تنص المادة 37 مكرر (ب) على أنه إذا طلب زوج المتعاطي أو أحد أصوله أو أحد فروعه علاجه في إحدى المصحات أو دور العلاج، فلا تقام الدعوى الجنائية عليه، ويخضع للعلاج في سرية تامة في كلتا الحالتين
و المادة 38 التي تنص علي كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو سلم أو نقل أو زرع أو أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مادة مخدرة أو نبات من النباتات المحظورة، وكان ذلك بغير قصد الاتجار أو التعاطي أو الاستعمال الشخصي وفي غير الأحوال المصرح بها قانونًا يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة تتراوح ما بين 50 ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه
نعم هناك بعض الجهود المبذولة لمكافحة الادمان و لكن ايضا يجب تكثيف اجهزة الامن الخاصة بمكافحة المخدرات و العمل علي تطوير كوادرها و تحصينهم من العناصر الاجرامية و المهربين و كيفية التصدي لهم و التعامل معهم بكل حزم و شدة لانهم من اخطر كائنات المجتمع حقد و سمية لانهم يعملون علي انتشار تلك السموم بين افراد المجتمع و هدمهم و انهاء حياتهم اي موت بطيء بارادتهم
وقد اهتم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، بتطوير البنية التحتية لمراكز علاج الإدمان بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، حيث وصل عدد المراكز إلى 28 مركزا و هذا انجاز جيد جدا في حد ذاتة بالاضافة الي اطلاق مبادرات لمساعدة المتعافين من المخدرات الي اقامة مشروعات صغيرة و متوسطة تساعدهم علي الحياة
يجب الاهتمام بالاعلام و برامج التوعية و دور الفن ايضا ياتي في هذا للحد من انتشار تلك الظاهرة السلبية المميته و خاصة بعد انتشار انواع جديدة من المخدرات مثل الاستروكس و الذي يعتبر من اخطر التهديدات التي تواجه الشباب الان حيث يتحدث متعاطون انه يسبب تشنجات تؤدي الي الهلوسة و فقدان الوعي و يعمل علي ارتفاع معدلات الجريمة ولانه رخيص في ثمنه الا انه انتشر و يعتبر اشد فتكا من اي مخدر اخر
و هذا يمثل تحديا كبيرا للبلاد حيث ان اعداء الوطن و المتسلقين و المستغلين و عديمي الضمير يستغلون الظروف السيئة و يقومون بتهريب و نشر كميات كبيرة من الانواع المختلفة للمخدرات لحساب مصلحتهم الشخصية يدمرون لينتفعون و الواجب هنا علي الشباب و علي كافة الفئات عدم الانسياق وراء تلك الامور المدمرة التي تؤذي النفس و الغير و هي من المحرمات لضررها الشديد علي كافة المجتمع فقد يفقد المتعاطي نفسة و قد يفقد احد الاشخاص المقربين له او اعز ما لديه بسبب تلك المخدرات .