مقالات

الدولار.. إلى أين؟

كتب – د سامح كاظم

شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، ارتفاع كبير منذ بداية الشهر الجاري وصل خلاله سعر الدولار إلى 32 جنيه في بعض البنوك، ثم عاود التراجع مره أخرى إلى ما دون الـ 30 جنيها في كل البنوك.
ولكن الامر لم يتوقف عن ذلك فلماذا سعر الدولار يشهد حالة من التذبذب فسعر الصرف يرتفع وينخفض أكثر من مره خلال اليوم الواحد، واصبح مستقبل سعر الدولار مقابل الجنيه في دائرة جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، لما له من تأثير على أسعار السلع والخدمات.
وبدأت مصر في السعي إلى اتخاذ العديد من الخطوات من أجل تخفيف الضغط على الدولار، وبالتالي السيطرة على ارتفاع سعره مقابل الجنيه، ومن بين هذه الخطوات توفير الدولار للمستوردين، ورفع سعر الفائدة من أجل استعاده الاموال الساخنه التي جرخت من مصر بعد رفع البنك الفيدرالي الامريكي لسعر الفائدة.
وتوقع على الأدريسي الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، أن يستقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة المقبله، مشيرا إلى أن الدولة استطاعت أن تسدد 2.5 مليار دولار كمدفوعات خارجية وخدمة دين.
وأضاف علي الادريسي، كما أن الدولة أستطاعت أيضا تلبة طلبات المستموردين بنحو 2 مليان دولار
، بالإضافة إلى أن رفع أسعار الفائدة ادى إلى جذب سندات وأذون الخزانة حوالي 925 مليون دولار كاستثمارت جديدة دخلت للاقتصاد المصري
ومن جانبة، قال أحمد معطي خبير أسواق المال، إن دخول مستثرين اجانب للسوق بـ 925 مليون دولار، يؤكد استعادة مصر لثقة المستثمرين، بالإضافة إلى زيادة حجم تحويلات المصرين في الخارج وارتفاع الاحتياطي النقدي بـ 470 مليون دولار في ديسمبر ليصل الإجمالي إلى 43 مليار دولار، وارتفاع ايردات السياحة أيضا، كل ذلك سيؤدي إلى تراجع سعر صرف الدولار في مصر.
وأشار أحمد معطي إلى أن توفير القطاع المصري 2 مليار دولار في 3 أيام فقط لتغطية طلبات المستوردين وتغطية وخروج بضائع من المواني ب8.5 مليار يؤكد ان الضغوط على الدولار هتقل.
وحول أدراج روسيا للجنيه المصري ضمن سله عملاتها، قال إيهاب الدسوقي استاذ الاقتصاد بأكاديمة السادات للعلوم الإدارية، إن الدولار عملة دولية موجوده فى كل دول العالم ولها اقتصاد قوى يحميها وقيمتها مستقره فى الحاضر والمستقبل ويتم حساب معظم المعاملات الدوليه بها
وأضاف إيهاب الدسوقي، اذا تم التبادل التحارى بين مصر وروسيا بالجنيه والروبل ييخفف الطلب على الدولار بنسبة بسيطة جدا، لافتا إلى أن مصر ستظل في حاجة إلى الدولار للتتعامل مع باقى الدول التى لن تقبل الروبل فى التعامل، بجانب إلى أن هناك فائض لصالح روسيا فى التبادل التجارى.
وقال رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إنه إذا تم المتاجرة بالروبل والجنيه بين البلدين، سيكون أمر جيد جدا، حيث أن مصر من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، وتقوم باستيراده من روسيا أولا ثم أوكرانيا.
وأضاف رشاد عبده: لكن هناك أمران يجب الانتباه إليهم، الأول أن 31% من من السياحة الوافدة إلى مصر من روسيا، وكانوا يدفعوا بالدولار، وإذا تم هذا الاتفاق فسيدفعوا بالروبل وبالتالي ستفقد مصر جزء من مصادرها الدولارية.
وتابع: الأمر الثاني هو أن أمريكا والغرب فرض العديد من العقوبات على الاقتصاد الروسي، فهل سيسمحوا بفتح روسيا قناه جديد للتجارة مع مصر بهذ الشكل.
وهو دراسة الصين لإعتماد التجارة بين مصر وبينها بالعملات المحلية، قال رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، لإن الصين فعلت ذلك منذ 6 سنوات تقريبا عندما واجهت مصر مشكلة كبيرة في نقص الدولار، وسمحت في حدود 2 مليار دولار، بالتعامل بالعملات المحلية للبلدين.
وقالت عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إنه إذا تم التعامل مع روسيا والصين بالجنيه المصري مقابل عملاتهم المحلية، فإن الامر سبخفف من الطلب على الدولار خلال الفترة القادمة وبالتالي سيقل سعره مقابل الجنيه أو على أقل تقدير سيتقر.
وأضاف عالية المهدي، ان الصين شريك تجاري مهم لمصر، لافتا إلى أن المجموعة الاوروبية بأكملها تتعامل بالدولار واليورو وهذان العملتان لدى مصر مشكلة في توافرهم، يليها البلاد العربية وهي أيضا تتعامل بالدولار لان عملتها مربوطة بها، يليهم روسيا والصين، ثم الدول الاسيوية وهذا الدول حجم التجارة بينها وبين مصر ضعيف جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق