مقالات

مأساة رجل الأقدار . . قصة قصيرة

كتب/روؤف علوانى

ياأغصان الزيتون الرابضة في سماء الأماني والخلود التي ترويها أنهار الحب الصافي العتيق متي تجف منابع الآنين والوجع التي تسري في وجدان عطب فيها رحيق الأمل علي كهوف الظلام واليأس والإحباط . . ياأنهار الحياة التي نضبت براكين أمواجها الثائرة التي حطمت شطئان الأمان لتجرف الحب الخالد في فضاء التضحية الخالي من كوليسترول الأنانية والمطامع الدنيوية الدنيئة متي ترسي سفينة الأمان والحب والحنان والرحمة والمودة علي شراع الأمل والوجدان في مجاديف الحرية والصمود . . ياشجر النخيل الصامد الشامخ في خفي وحنين ربيع الأماني البكر الطلق علي نسمات الحرية التي تشفي العليل من أوجاع أغلال وأصفاد الصمت المغبون كالقبور التي تنهش الأجساد البالية ليأكلها دود الأرض لتستريح من عنت البشر والحياة في ديوان المظالم متي يتجلي علي ضفاف نهر الأمل شعاع نور النجاة والخلاص من أطوق وأساور الظلم المزئوم في زنازين وأد الحريات وتكميم الأفواه وجلد الوجدان والأحاسيس ومنابع الإبداع بأسياط زبانية العذاب والفساد . . ياشمس الحقيقة الغائبة متي تنطوي أشعة الظلال الرحبة علي أرض النفاق والفساد والإفساد لتحرق كهوف العبودية والرق والإستخدام . . يانجوم السماء متي تسطع وتتلألأ أضواء الحرية كبزوغ الحقيقة العارية لتعري كهنة الفساد والإفساد حتي تستقيم الحياة من غبن شيوع الرذيلة والفجور والفسوق علي قلب الأوطان التي جفت فيها حدائق العشق والحب والهوي علي أرض الإنسانية المعذبة . . لاتزرعوا الأشواك والآنين في بساتين الوجدان والمشاعر والأحاسيس . . لاتغتالوا نبض الحياة وأيقونة العطاء والإبداع . . لاتسرقوا الزمن من رحي أجساد عطب عليها نضب حطب وقود الرجاء والأمان . . لاتعطلوا مجاديف السفنية حتي لاتصل لبر الأمان وشطئان النجاة . . لاترسموا اليأس علي أكباد نحرها الشقا والضنا في لعبة الأقدار وسطو البشر علي مراسم الأمل في وجدان العطش ووادي الحرمان . . لاتعذبوا الفضيلة ومكارم الأخلاق وتجلدوها بأسياط الشذوذ والخيانة والغدر واللعب في ملاعب كسر الرجال وتجريدهم من مقاومة أجداف أيادي البطش المدمرة علي سواعد الفسوق والفجور في قلوب العتمة الظالمة علي نفسها . . لاتسطون علي الزمن في لعبة كسر أنامل الإبداع في معابد الفرسان الصلب الشداد التي ترسم صورة سريالية كلاسيكية جميلة علي أنغام أوتار الليل الحزين فتحولوها لرحلة الكبد والشقا والضنا في تلاطم أمواج الحياة الهائجة ببركان الغضيب ليحطم شطئان الأمان ويحول سكان الأمل والحس والوجدان إلي أصنام في معابد الهلاك علي صخور اليأس والإحباط والإستسلام . . لاتقتلوا الإنسانية في قلوب التضحية والصبر والصمود والثبات . . لاتسرقوا الحياة من رجال الأقدار ومقاومة معابد الشك والرذيلة والشذوذ والخيانة والغدر فتشربون من كأس المر والعلقم في وادي الحنضل الذي لاتعرفون درجة مرارته التي تكوي قلوب الصفاء والنقاء . . لا تقتلوا العزيمة والإرادة والتحدي في وطن يغدر بفرسان الخلاص والنجاة . . لاتطفؤا قناديل التراث والحضارة والإبداع وتمنعوا زيت ووقود الحياة والنجاة عن طريق الأمل والنور . . من أين يولد الإبداع ؟ من كبد رحم المعاناة . . من أين يولد تمرد الصمت وبركان السكون ؟ من رحم طول أمد المعاناة المخبوءه في وجدان الذل والإنكسار لذات عصفت بها الأقدار في عتمة كهوف الحياة البائسة . . من أين تولد القدرة علي مقاومة العبث في مفردات الواقع المؤلم البائس لتحول الطبيعة والكون إلي غابة تمتص وحوشها دماء أجساد بالية أنهكتها قسوة البشر والظلم لتفرض عليها مأساة مؤلمة تنسج خيوطها وتحكم قبضتها علي الفريسة حتي الرمق الأخير في لقاء غرباء الحياة ؟ من رحم تضحية الذات وإنكارها وتحويلها إلي آلة زمن كعجلة في تروس ماكينة مطوعة في خدمة أبناء الصمت والسكون حتي يشيبوا رجالا قادرين علي وقف عجلة الغدر والخيانة في زمن العطش والحرمان كالأم التي تحافظ علي جنينها حتي يكتمل نموه فيخرج للحياة رغم بكاءه المرير خوفا من لعبة الأقدار التي لايأمن مكرها في صك عبودية البشر لأصنام شيطان هوي الجشع والطمع وكنز المال حتي ولو كان من منبع بئر الخيانة والحرام علي دماء جثث الضحايا الأبرياء . . من أين يولد الخلاص وطوق النجاة ؟ من رحم إبداع القدرة علي التغيير وتحويل السكون إلي كائن حي يطيح بمعالم الصورة المغبونة كالذهب الذي يحتاج إلي تنفيض الغبار عنه حتي تكشف حقيقة معدنه النفيس ليتحول إلي درة الحياة وأيقونتها وكمحارب في ميدان المعركة يحول الألم والمعاناة إلي طوق نجاة ويآبي الخنوع والخضوع والذل والهوان والإنكسار والتراجع والإستسلام فيصبح كعسل النحل الذي فيه شفاء للناس وكرحيق الزهور التي تملأ الحياة بعبق الروائح العطرة التي تمنح قبلة الحياة لأجساد أكلتها طواحين الظلم والقسوة والغبن المزموم وكالقمر الذي يضئ كهوف الظلام في صحراء جرداء لازرع فيها ولاماء وكالنحوم التي تهدينا لدروب الحياة حتي لانتوه في عتمة الضباب والغيوم وكالسحاب التي تغدق بأمطارها علي أرض بور جفاها العطش فتحولها إلي أرض النماء البكر وكالبلابل التي تغرد ترانيم الأمل لتبيد عتمة الظلام بنور الصفاء وفجر الحياة . . إسهاب خواطر إبداعية وومضات إيمانية وروائح نسمات عطرة في عز وهج الربيع الطلق تهل عليه من حدائق التأمل في ملكوت الإبداع الفياض تمر أمام عينيه كبحر يفيض بالرخاء والعطاء علي سواعد التحدي والإرادة تحت شجرة الصبر الطويل التي تعكس ظلها علي بحر الحب والأمل في كهوف حياة الظلام وقسوة البشر وبائسهم الشديد الذي لايخرج عن إطار أنانية الذات وجلدها في ماشوسية عابثة بائسة تجفف أنهار الأمل والمشاعر والوجدان لتحولها لصخور صلبة لايكسرها غضب موج البحر الثائر تحت رماد مشاعل الحرية والتنوير كلما طوته ضربات الأقدار والبشر بكبد مأساة ساحقة جديدة تزيد أوجاعه وأحزانه لينحني ظهره ويزداد شعره شيبا فوق شيبه ويتحول لجسد لاتدب فيه الحياة ولايذوب فيه جليد اليأس والإحباط . . تتلاطم أمواج الأقدار الغادرة لتعصف به في قاع بحر الحرمان والنسيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق