كتب / محمد السمان
كان إبراهيم عففيفي، أول عازفين الرق في فرقة ام كلثوم وكان شخصية طريفة وخفيف الدم، .
أم كلثوم كانت شخصية قوية جدًا الجميع يخشاها ويتحدث معها بإحترام شديد ماعدا ابراهيم عفيفي لأنه يعرفها من ايام كانت مغنية ناشئة كان له عليها حكم الأب أو الأستاذ كان الوحيد الذي يقول لأم كلثوم يابت وكانت تتقبلها منه.
كانت ام كلثوم مفرطة الذكاء كانت عندما تخطىء قبل أن يشعر أحد من المستمعين، كان ابراهيم عفيفي، بطربوشه يحس بعد واحد على 1000 من الثانية كان يعطيها الدمين ويقول لها بدون أن يدرى أحد ” إرجعي يابت أو ادخلي يابت” تعود مرة ثانية إلى الصواب وهنا تتجلى عبقرية أم كلثوم قالت ابراهيم عفيفي، “بيسترني” بمعنى أن يغطي على أخطائها.
كل خطأ اصلحه ابراهيم عفيفي لأم كلثوم اليوم تسمعه تجد انه تنويع جميل في الجملة وليس خطأ وذلك يرجع إلى قدرة أم كلثوم وقدرة ابراهيم عفيفي ثم اهم شىء عدم غرور أم كلثوم وانصياعها السريع لتعديل ابراهيم لها.
كان من اهم إبداعات أم كلثوم بالذات لأنها كانت تغنى الجملة 4 مرات ثم يطلب الجمهور إعادة الكوبليه مرة أو مرتين يعنى من الممكن ان تغنى الجملة الواحدة 12 مرة وهنا لو قارنت تلك المرات الإثنى عشر تجد ان ام كلثوم تجود بكل مرة يعنى ادائها يتصاعد فى الإبداع، فلا تجد الإعادات نسخة كربونية لأن ذلك يصيب الجمهور بالملل ولكن كل إعادة فيها جديد مما يثير الجمهور ليطلب ويتشبث بالإعادة أكثر وأكثر، ولحدوث التصدير بطريقة صحيحة يلزم عازف إيقاع قدير جدًا يتجاوب مع المطرب ويضبط له الإيقاع، حتى لا يخرج المطرب عن الوحدة او الريتم.
كان كل ما تعيد الجملة يعطي حلية خفيفة وهو يعزف مهما كان نوع الإيقاع يعنى لو كانت الجملة ايقاعها مقسوم مثلًا كل ما تعيد الجملة يعطى تنويع أو زخرفة للمقسوم مختلف حتى لو أعادتها مائة مرة، وهو هنا قد صنع مدرسة في الإيقاع صارت بصمتها واضحة في من أتى بعده مع أم كلثوم وهم حسين معوض وحسن أنور، وتلك الزخرفة تحتاج ذوق عالي جدًا وحس مرهف وإلا من الممكن أن تدمر الإيقاع أو تُخرج المطرب عن الوحدة.
عازف الرق الشهير ابراهيم عفيفي الذي صاحب أم كلثوم، حتى وفاته في الخمسينات، وأكمل من بعده مع كوكب الشرق العازف حسين معوض.
بحث / حسن المصري
لو وجد في اي جروب او صفحة يكون منقول من مصدرنا الاول جروب محبي الاوبرا المصريه
