الأدب و الأدباء

“صلاةٌ في بيت عرار” قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

 
آخَيْتُ فيكَ عُروبتي ودَواتي
فاقْبَلْ وُصولي كَيْ أُتِمَّ صَلاتي
ما أَتْعَبَ السَّفَرُ الطّويلُ رَواحلي
تَعِبَتْ رَواحِلُنا مِنَ العَثَراتِ
يا سَيِّدَ البَيْتِ الّذي ما جِئْتُهُ
إلّا لأجْمَعَ في فَضاهُ شَتاتي
سَنَواتُ عُمْري كالحِسانِ أَخونُها
ولِأجْلِهِنَّ تَخونُني سَنَواتي
لَكنّني بِعُروبَتي مُتَمَسِّكٌ
عيَّنْتُها وَطَناً على أبْياتي
وبَنَيْتُ لي طَللاً تَنَزّلَ مِنْ “قِفا”
وجَعَلْتُها بِمَحَبَّتي عَرَفاتي
يا “مُصْطَفى وَهْبي” سَتَعْلَمُ أنَّني
مُتَعلِّقٌ بالرَّمْلِ في فَلَواتي
لَمْ أتَّخِذْ سَكَناً يُناطِحُ غَيْمَةً
سَكَني قُلوبُ أحِبَّتي وصِفاتي
ها جِئْتُ “إربِدَ” واحْتَضَنْتُ فَضاءَها
ونَصَبْتُ في أرْجائها خَيْماتي
“إربِدْكَ” يا ابنَ الأكْرَمينَ كَريمَةٌ
كَرمَ المَشاعرِ في رُبا كَلِماتي
فَهُنا أكُفٌّ كالسَّحابِ إذا هَمى
أحَسَسْتُ أنَّ الماءَ نَحْويَ آتِ
وتَضاحَكَ الكَرَزُ المُقيمُ بأحْرُفي
واللَّوْزُ والزَّيتونُ في الطُّرُقاتِ
مِنْ سَهْلِ “حَوْرانَ” استمَدَّ حَياتَهُ
فَزَهَتْ بأرضِ الطيِّبينَ حَياتي
سَهْلٌ خَصيبٌ مِثْلُ سَهْلِ قُلوبِهِمْ
مَنْ لَوّنوا الأفْراحَ في السَّاحاتِ
فالأُرْدنيُّ إذا أَتَيْتُ ديارَهُ
أنْسى بِبَسْمةِ وَجْهِهِ كُرُباتي
“تَتَمَنْسَفُ” الدُّنيا على عَتَباتِهِ
وعلى ابْتسامتِهِ “الكِنافةُ” تاتي
يا “مُصْطفى وَهْبي” اسْتَمِعْ لِقَصيدتي
فَقَصيدتي يا مُصْطفى مِرْآتي
قَدْ زُرْتُ بَيْتَكَ يا “عَرارُ” فقُلْ لَهُمْ
إنّي وَجَدْتُ بِدِفْءِ بَيْتِكَ ذاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق