مقالات

الانتخابات سيناريوهات ومفاجآت

عبير مدين
تعد الانتخابات الرئاسية موضوع الساعه والشغل الشاغل لمعظم الشعب المصري بمختلف طبقاته وفئاته والمقيمين على أرض الجمهورية الجديدة والقديمة فالأيام القادمة تتسم بالغموض وتثير العديد من التساؤلات وتطرح عددا من السيناريوهات ولعلها تحمل الكثير من المفاجآت! ولعل هذا الغموض بدأ بعدد التوكيلات التاريخي الذي حصل عليه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي فهو يثير العديد من التساؤلات تحتاج إجابة شافية فقد كان بإمكانه أن يحصل على أصوات أغلبية أعضاء البرلمان وحزب مستقبل وطن الذي يعتبر نفسه حزب الرئيس في الخدمة ونوفر على البلاد ملايين من الأوراق التي تكلف ميزانية الدولة وتستنزف العملة الصعبة.
على صعيد آخر يحاول عددا من الطموحين دخول السباق نجح البعض في الحصول نماذج التزكية اللازمة من أعضاء مجلس النواب، المنصوص عليها فى القانون رقم 22 لسنة 2014 الخاص بتنظيم الانتخابات وهم حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وفريد زهران، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وعبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد،
ومازال البرلماني السابق أحمد الطنطاوي يحاول اللحاق بهم والحصول على عدد التوكيلات القانوني الذي يؤهله للمنافسة ولا ندري إن كان المستقبل يحمل في طياته مرشحا جديدا مفاجأة أم سيقفل باب الترشح على هؤلاء.
ومن وجهة نظري عملية إعداد رئيس دولة عملية ليست سهلة بل تحتاج تكاتف عددا من القوى السياسية وتستغرق سنين وليست قرار يؤخذ في ساعة صفا أو قعدة كيف!
العمليه الانتخابيه في مصر مختلفة كأنها لعبة لتفتيت الاصوات لصالح لاعب معين لأن عملية التصويت عندنا تعتمد على النظام القبلي والأسري مع استخدام المرشحين بعض الخطب العاطفية لدغدغة العواطف واستمالة الناس فيغيب دور العقل ويتنحى التفكير جانبا!
على المتسابقين أن يدركوا أن إذا كان أحد المرشحين لهذا المنصب الرفيع أحد أبناء المؤسسة العسكرية تظهر صعوبة المنافسة فحتى مع عدم ادلاء أبناء الشرطة والجيش بأصواتهم في الانتخابات فإن أصوات أسرهم وعائلاتهم في الغالب ستكون لذو الخلفية العسكرية ومن هنا يصبح زيادة عدد المرشحين ليس في صالحهم حتى لا تتفتت الاصوات لذا كان يجب على القوى السياسية توحيد صفوفهم خلف مرشح أو اثنين على الأكثر للدفع به ودعمه بكل السبل إن أرادوا تقديم مرشح حقيقي ليس مجرد محلل أو كومبارس على مسرح الأحداث وهذا يستغرق وقتا طويلا من الاعداد والتلميع و واقناع الجماهير به
على المرشح أن يتسم بالذكاء السياسي واللياقة فمن غير المنطقي ولا المقبول أن يعلن أحد المرشحين تأييده لانتخاب مرشح آخر مثلما فعل أحد المرشحين!، ومن غير المقبول أن يظل مرشح طوال الوقت يشكو لإثارة الرأي العام فإذا كانت قضيتك لا تستطيع حل عقدها فماذا تفعل في مشاكل الوطن وقد تعددت وتشابكت؟!
لن أتحدث عن سلبيات و ايجابيات فترتي رئاسة الرئيس الحالي لكن على الجميع وفخامته منهم أن يقدموا برامجا انتخابية مقنعة على رأسها إعادة الدستور لمساره الذي جعل البرلمان يتقاسم الصلاحيات مع رئيس الجمهورية، كذلك يجب على البرامج الانتخابيه أن تتضمن سبل مواجهة أزمة سداد الديون وارتفاع الأسعار وتوفر السيولة الدولارية لسهولة الاستيراد، كذلك لدينا مشكلة البطالة نتمنى أن يكون لها حل مرضي بعيدا عن عربيات الخضار والتين الشوكي ولمبات الليد فهذا يثير غضب الشباب الذي سعى وتعلم وحصل على مؤهلات وفي النهاية يجد أنه أهدر عمره هدرا، لدينا أيضا مشكلة فشل الحكومة والأجهزة الرقابية في السيطرة على الأسواق، ومشكلة اللاجئين، ومشكلة الانهيار الأخلاقي و…و…. مشاكل عديدة في انتظار الرئيس القادم والبرلمان الجديد.
العديد من السيناريوهات الجميع يتصورها لعل افظعها أن تواجه العملية الانتخابية فكرة التصويت العقابي فنجد أنفسنا قد دخلنا منعطفا خطرا لا ندري نهايته!
علينا من الآن أن مدرب أنفسنا جميعا على تقبل المرشح الرئاسي الفائز، على المؤسسة العسكرية أن تستعد وتتحمل أن يكون القائد الأعلى لها رئيسا مدنيا، وعلى مؤسسات الدولة والإعلام الالتزام بالحيادية تجاه كافة المرشحين حتى لا تواجه الدولة عاصفة من التشكيك تهدم كل شيء وتشوه صورتنا أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق