مصر

حرب المخابرات الحلقة الاولي

كتبت غادة المصري
انشئ جهاز المخابرات العامة المصرية بعد ثورة يوليو 1952 بعد صدور قرارا رسميا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بانشاء جهاز استخباري عام 1954 و اسند الي زكريا محي الدين مهمة انشائه بيحث يكون جهاز قوي لدية القدرة علي حماية الامن القومي المصري
و كانت الانطلاقة الحقيقية بعد تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957 حيث قام بانشاء مبني منفصل و انشاء وحدات منفصلة للراديو و الكمبيوتر و الخداع و التزوير و قام بانشاء شركة النصر للاستيراد و التصدير لتكون ستارا لاعمال المخابرات و تغطية نفقات اعمال المخابرات المصرية
و قد تكاثرت الجواسيس بطريقة كبيرة جدا و تم الكشف عنها بنجاح جهاز المخابرات المصري و تعتبر تجنيد الجواسيس احدي عمليات لعب الموساد مع جهاز المخابرات العامة و الذي بدأ منذ عام 51 حين وصل الي مصر احد كبار العملاء في اسرائيل و هو ابراهام دار الذي اتخذ اسم مستعار و هو جون دار لنج و عمل مع الموساد عقب تاسيس اسرائيل 1948 و قام بالتخطيط من اجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين للقيام بما يطلب منهم من مهام
و كان اشهر من نجح في تجنيدهم فتاة تدعي مارسيل نينو كانت في الرابعة و العشرين من العمر و معروفة كبطلة اوليمبياد مصرية و عرفت بعلاقاتها الواسعة مع ضباط الجيش المصري في اواخر حكم الملكك فاروق
و في اعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة و الاسكندرية الشهيرة بفضيحة لافون عام 54 القي القبض علي مارسيل نينو و حاولت الانتحار مرتين في السجن لتقدم الي المحاكمة مع 11 جاسوسا يهوديا اخر ضمن الشبكة و حكم عليها بالسجن 15 عاما و كان من المقرر ان تنتهي عام 70 الا ان عملية التبادل التي جرت بين القاهرة و تل ابيب بشكل سري عام 68 ادت الي الافراج عن مارسيل نينو و كان شرط الرئيس عبد الناصر الا تعلن اسرائيل عن هذه الصفقة في اي وقت الي ان نشر صحفي اسرائيلي القصة بزيارة جولدا مائير حفل زواج فتاة في الخامسة و الاربعين
و اطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم الا بعد سلسلة طويلة من المباحثات و المفاوضات السرية بين القاهرة و تل ابيب فبعد القاء القبض علي الشبكة صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء فؤاد الدجوي في يناير 55 الحكم بالاعدام علي كل من موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا و الاشغال الشاقة المؤبدة لفكتور موين ليفي و فيليب هيرمان ناتانسون و الاشغال الشاقة 7 سنوات علي مائير يوسف زعفران و مائير شموئيل ميوحاس و الافراج عن 5 اخرين
و تم تشكيل مجموعة من السياسيين الاسرائيليين للسعي للضغط علي مصر لاطلاق سراح اعضاء الشبكة لكن مصر بدأت بمحاكمتهم بشكل علني 54
و اقترح بنيامين جبيلي احد كبار هيئة الاستخبارات الاسرائيلية العليا و المسؤل عن سقوط افراد الجواسيس بارسال خطابات سرية للرئيس عبد الناصر و محاولة اقناعه لاطلاق سراحهم و لكن المحاولات باءت بالفشل
و عاميت رئيس الموساد في ذلك الوقت بعث خطاب قدم فية عرض مالي للحكومة المصرية قدرة 30 مليون دولار مقابل الافراج عن الجواسيس لكن رئيس الوزراء انذاك ليفي اشكول رفض الاقتراح علي اعتبار انه سيؤدي لتحسين الوضع الاقتصادي لمصر !!!!!!!!
في عام 1960 اسقطت اجهزة الامن المصرية 5 شبكات بعد مجهودات استمرت عامين في العملية المعروفة باسم سمير الاسكندراني الفنان المعروف الذي تعاون مع المخابرات المصرية في اسقاط 10 جواسيس من العيار الثقيل و كان وراء هذه الخلايا الخمسة عدد كبير من ضباط الموساد المحترفين في تل ابيب و باريس و روما و سويسرا و اثينا و امستردام
يصدرون الاوامر و التعليمات و التوجهات لعملائهم يخططون و يدبرون و يتبادلون الخطابات السرية و تلك العملية احبطتها المخابرات المصرية عملية معقدة و متشعبة و كان سقوطها مدويا
و عام 62 توالي سقوط الجواسيس و تمكنت الاجهزة المصرية من القبض علي الجاسوس الاسرائيلي ليفجانج لوتز و زوجته بتهمة ارسال رسائل ملغمه لقتل خبراء الصواريخ الالمان العاملين في القاهرة ليصبح بذلك 16 جاسوس
وجاءت نكسة يونيو 1967 لتعطي اسرائيل فرصة في استرداد جواسيسها مقابل الافراج عن الاسري في الحرب
و في عام 1968 بدات مصر بالافراج عن الجواسيس الاسرائيليين و تجمعوا في تل ابيب و في نهاية عام 68 ارسلت مصر بناءا علي طلب تل ابيب رفات كل من الجاسوس موسي ليتو مرزوق و شموئيل باخور عزرا سرا الي اسرائيل بعد استخراج رفاتهما من مقابر اليهود بالقاهرة و الاسكندرية .
قد تكون صورة ‏نص‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق