كتبت غادة المصري
كانت حقبة السادات مليئة بالكثير من المفاجئات و الاحداث الغريبة و المعقدة و من احداث موثقة و منشورة لمن عايشها فلم تكن محاولة اغتيال السادات في 6 اكتوبر هي الاولي فقد سبقها محاولات اغتيال اكثر من 14 جهة خارجية و داخلية استهدفت اغتيال السادات و القيام باعمال تخريب ضخمة داخل مصر و منها تنظيمات قبض علي افرادها في مراحل مختلفة
و قامت جهات الامن في مصر بضبط 38 حالة بين محاولات اغتيال و تخريب و قلب نظام حكم منها 8 منظمات شيوعية و 9 منظمات دينية متطرفة و اخري تتبع دول اخري
و من ضمن الحرب المخابراتية عن شهادة احد الضباط السابقين بعد حرب 67 و راية الخاص ان الاتحاد السوفيتي هو كان احد الاسباب الرئيسية لهزيمة 67 و انه نشأ جو الحرب في مصر بسبب معلومات كاذبه قدمها السوفييت الي مصر بان هناك حشود عسكرية اسرائيلية علي حدود سوريا و من المؤكد ان الاتحاد السوفييتي السابق باقمارة الصناعية و اجهزته التي تستكشف داخل اسرائيل كان يعلم ان اسرائيل اعدت الحرب و الهجوم فكيف يبلغ الاتحاد السوفييتي مصر عن حشود علي سوريا لا وجود لها ! و لا يبلغ مصر عن حشود حقيقية للهجوم علي مصر صباح 5 يونيو !!
و قد كان في عهد السادات العديد من الجواسيس المصريين في تل ابيب و عدد من جواسيس اسرائيل في القاهرة و قبل حرب اكتوبر القت اجهزة الامن الاسرائيلية القبض علي جاسوس يدعي آيد يعمل لحساب المخابرات المصرية في تل ابيب و قد نجحت المخابرات المصرية في زرعه داخل اسرائيل في عملية دقيقة و معقدة حتي اصبح صديقا لوزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان و نجح بعد اغرائه بالاثار و النساء و تمكن آيد من تصوير مستندات عسكرية مهمة وخطيرة، عن المطارات الحربية الإسرائيلية في سيناء، والنقاط القوية والحصينة علي خط بارليف، وشبكة مواسير النابالم التي زرعتها إسرائيل في قناة السويس.
و بعد وضع آيد تحت المراقبة الشديدة و الصارمة القت القبض علية و لم تكن تعلم بحجم المعلومات التي ارسلها لمصر و انكر التعامل مع المخابرات المصرية … و فوجئت تل ابيب بعد حرب اكتوبر اثناء مفاوضات الكيلو 101 بطلب الرئيس انور السادات الافراج عن العميل آيد و الافراج عن الاسري المصريين مقابل الافراج عن الاسري الاسرائيليين ووافقت اسرائيل علي الفور
و في عام 1974 القت المخابرات العامة المصرية القبض علي شبكة جواسيس افرادها من اسرة واحدة هي اسرة الجاسوس ابراهيم شاهين و زوجته انشراح و اولادهما نبيل و محمد و عادل و الذي قام التليفزيون بانتااج قصتهم (السقوط في بئر سبع) و بدأوا العمل في مصر لحساب الموساد الاسرائيلي منذ عام 68 طوال 7 سنوات كاملة تبث معلومات لتل ابيب عسكرية و اقتصادية و اجتماعية
و بعد القبض عليهم صدر الحكم في عام 74 بالاعدام شنقا لكل من ابراهيم شاهين و انشراح و السجن لاولادهما الثلاثة
و لكن السادات اوقف تنفيذ حكم الاعدام في انشراح ووافق علي الافراج عنها و اولادها الثلاثة و تسليمهم الي تل ابيب بناءا علي طلب منها في صفقة لتبادل الجواسيس بين القاهرة و تل ابيب و سافروا الي اسرائيل و تهودت و قامت بتغيير اسمها الي دينا بن دافيد و ظنت انها ذهبت الي الجنة الموعودة و لكن عاملوها في اسرائيل اسوأ معاملة فقد اهملوها و تخلوا عنها لانها خائنة و عملت عاملة نظافة في دورة مياه عامة للسيدات في حيفا
و تاتي هبة سليم من اخطر الجاسوسات العربيات اللواتي عملن لصالح الموساد لدرجة أن صورتها اليوم تتصدر مبنى الجهاز نظرا لخدماتها التي قدمتها لإسرائيل و قد قدمت خرائط لاسرائيل عن تواجد صواريخ سام 6 التي حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفييتي وقتها وقدمت خرائط واضحة بعدما اوقعت بالضابط المصري فاروق عبد الحميد الفقي الذي اعدم رميا بالرصاص بعدما كشفته المخابرات المصرية
وتم القبض عليه بسرية تامة، وخلال التحقيقات اعترف الضابط المصري بفعلته وقال إن خطيبته هبة هي العقل المدبر، وهي صلة الوصل مع الإسرائيليين
ووضعت المخابرات المصرية خطة للقبض على هبة سليم. وكان الحل استدراجها للسفر إلى ليبيا حيث يعمل والدها مدرسا هناك. وتم التنسيق مع السلطات الليبية وأقنعوا والدها بأن ابنته متورطة بخطف طائرة إسرائيلية مع الفلسطينيين وهي مطلوبة لإسرائيل. والحل هو ادعاء الوالد بأنه مريض جدا ويريد رؤية ابنته. وفعلا أدخلوه إلى المستشفى وقام بالاتصال بها عدة مرات وهي في باريس، إلى أن وافقت على المجيء إلى طرابلس. وما أن هبطت من الطائرة حتى وجدت حولها رجال المخابرات المصرية. وساقوها بالقوة إلى طائرة في طرابلس متوجهة للقاهرة
و كل هذا و هناك المزيد من لعبة الشطرنج و العملاء من كلا الجانبين و نشيد برجل وطني ابن السويس جمعة الشوان تم تجنيدة كعميل مزدوج اخترق جهاز المخابرات الاسرائيلي و مرح فية كيفما شاء و وقتها وضع الموساد في طريقة مئات الفتيات لاغوائه و اغداق المال علية ايضا طوال عشر سنوات قضاها في اوروبا لكن عجز الموساد عن شراء وطنيته و ضل عملاء الموساد و اوقعهم في حبائل المخابرات المصرية
و في احدي قاعات العرض السينمائي يصطحب الموساد احمد الهوان (جمعة الشوان) ليشاهد اسلحة ثقيلة من دبابات وطائرات ومدافع وعربات وظلوا يعيدون امامه الفيلم مرات متعدده حتي يحفظ شكلها فاذا رأها في مصر يرسل رسائله بوجودها واماكنها ثم اعطوه جهازا يرسل رسائله خلال خمس ثوان والذى يعتبر وقتها من افضل واصغر اجهزة الارسال في العالم و تم إخفاؤه داخل فرشاة أحذية بعد وضع مادة من الورنيش عليها حتى تبدو الفرشاة وكأنها مستعملة
“من المخابرات المصرية إلى رجال الموساد الإسرائيلي.. نشكركم علي تعاونكم معنا طيلة السنوات الماضية عن طريق رجلنا الهوان وإمدادنا بجهازكم الانذاري الخطير.. والى اللقاء في جولات أخرى”.
فانتحر 6 من أكفأ رجال الموساد الإسرائيلي فور اكتشاف أمره وهم الذين كانوا يتولون تدريب الهوان .
