اخبار الرياضة

“استقيلوا” يرحمكم الله

بقلم أحمد باهي
تتجه أنظار ملايين الجماهير المصرية اليوم و العاشقة لكرة القدم و المحبطة بفعل الخروج المخزي و المتكرر من كأس الأمم الإفريقية صوب منطقة الجبلاية حيث يجتمع اتحاد الكرة في مقره اجتماعا _كما تم وصفه_ “عاجلا” لمناقشة أسباب خروج المنتخب المصري خالي الوفاض للمرة الرابعة على التوالي من المعترك الإفريقي وهو المنتخب صاحب التاريخ العريض بسبع نجوم و ألقاب من نفس الكأس منهم ثلاثة علي التوالي في فترة المنتخب الذهبية من ٢٠٠٦ و حتي ٢٠١٠ مع المعلم حسن شحاتة.
و من المنتظر أن يصدر الاتحاد قرارات هامة و عاجلة أبرزها حسم مصير الجهاز الفني بقيادة البرتغالي روي فيتوريا سواء بتجديد الثقة او فسخ التعاقد بشكل ودي أو بعد دفع الشرط الجزائي حيث أن عقد الأخير لا ينص علي حتمية رحيله حال خسارة كأس الأمم الإفريقية.
في حين أن السواد الأعظم من جماهير الكرة في مصر تري أن المشكلة لم و لن تكن في الإدارة الفنية للفريق بحسب و إنما بمنظومة إدارة كرة القدم المصرية بشكل عام.
فبرغم الدعم الغير مسبوق من القيادة السياسية و من الجهة الإدارية ممثلة في وزارة الشباب و الرياضة إلا أن الجبلاية تتجرع مرارة الفشل المرة تلو الاخري منذ انتخاب المجلس الحالي بقيادة الأستاذ جمال علام.
فبرغم النجاح النسبي الذي حققه البرتغالي كارلوس كيروش بوصوله نهائي البطولة السابقة و كذلك الجولة النهائية في تصفيات كأس العالم و خسارة كليهما بركلات الحظ الترجيحية أمام الفريق السنغالي العنيد إلا أن قرار اقالته كان جاهزا بحجة العودة للمدرب الوطني و من ثم تم تعيين الكابتن إيهاب جلال و الذي لم يستمر بضعة أسابيع الا و تمت إقالته هو أيضا ثم استقدام برتغالي آخر وهو فيتوريا.
كل هذا التخبط الإداري في ظل عدم وجود لجنة فنية او مدير فني للاتحاد رغم كثرة خبراء الكرة العظماء في مصر و علي رأسهم المعلم حسن شحاتة و الدكتور محمود سعد و الشيخ طه اسماعيل و غيرهم.
ناهيك عن التخبط أيضا في ادارة المسابقات بشكل منتظم و ضعف قاعدة ممارسة اللعبة و عدم عودة الجماهير للمدرجات بشكل كامل و انهيار الأندية الجماهيرية مقابل أندية الشركات و الأندية الخاصة فنري الإسماعيلي و المصري و الاتحاد يعانون و المنصورة و منتخب السويس و الترسانة يهبطون إلي الدرجات الأدنى في حين يصعد نجم زد و فيوتشر و بيراميدز و سيراميكا مما أدى إلي أن تكون مباريات كأس السوبر في الإمارات _بعيدا عن الاهلي_ مباريات بدون جمهور علي الاطلاق.
من كل ما سبق يتضح تماما أن العيب في المنظومة بالكامل و بطريقة إدارتها لذا فإن أي قرارات ستصدر اليوم غير الاستقالة الجماعية للاتحاد و الاعتذار عن مسلسل الفشل المستمر و اهدار الملايين من جنيهات الشعب المصري سوف تكون مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع.
لذا أن الأوان أن يبتعد هؤلاء المسؤولون عن المشهد و يتركوا الفرصة لغيرهم لإصلاح ما أفسدوه و أن يتقدموا باستقالتهم فورا.
رسالتي باختصار لأهل الجبلاية .. “استقيلوا” يرحمكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق