مقالات

هوامش حرة

بقلم : وحيد القرشي
نحن نعيش في زمن السفه والسفالة ,وما زال الحاكمون يتطاولون علي القانون ولا يطبقوه ,ولن نعيش التمدن والحياة الراقية ابدا,لاننا نعيش التخلف والحماقة ونختلق الاختلاف في كل شئ.
كتب لي شخص رسالة علي الخاص ,مضمونها ,أنا لك ناصح أمين ,أبتعد عن فلان ,فهو يريد بك شرا ,أستنشقت نفسا عميقا ,وأخذني التفكير لساعات طويلة , وكان وقت راحتي ,وتذكرت رسالة يوسف زيدان للرئيس عبد الفتاح السيسي ,عندما قال له في رسالة عبر صفحته الشخصية ,يا رئيس مصر أما ان تكون حاسما او حنونا ,فالاثنين لا يجتمع ابدا في رجل سلطة ,وأنا لك ناصح أمين ,وتلك رسالتي لك ,تذكرتها فقط وليس بينها وبين ما ذكرت ربط,الذي أستوقفني عبارة أنا لك ناصح أمين ,الذي يذكر هذه العبارة ,لا بد ان يكون علي دراية بكل شئ وبخصوص من يحدثه,ومن هنا كان ردي علي الرسالة ,”بما انك ناصح أمين ,وانا أشكرك علي ذلك “,هل هذا الشخص الذي ذكرته خلال رسالتك قريبا لك ,او يخصك في شئ ما ,او انه ارسلك لأمرا ما يدور في عقله وخاطره,كان رده ,أنت مش عارف هو أبن مين ,ضحكت وتذكرت مقالي الذي كتبته منذ فترة ليست بالبعيدة ,عن الفروق الطبقية والانا ,والاستعلاء علي فقراء ومساكين هذا الوطن ,فقلت له ,وانت تعرف انا ابن مين ,فسكت وهرب مني ,ولم يكتب كلمة اخري .
هذا الاسلوب القذر الذي يستخدمه الكثير من أغبياء هذا الوطن,ويستخدمون سلطتهم في أذلال واخضاع فقراء ومساكين هذا الوطن ,لاننا ما زلنا نعيش التخلف ولن نرتقي بتعليم وعلم ابدا ,ولن نتكلم بالعقل والتعقل في أمور حياتنا ,بل دائما نتعامل باسلوب بلطجي وحشي ,وفي كل تعاملتنا وقرارتنا ,لماذا ؟
لاننا فقدنا الدين وغابت ملكة العقل والادمية والتي وجدنا بها ,وتشبعت نفوسنا وعقولنا ظلما ونفاقا واختلافا في كل شئ ,كل ذلك لا يعنيني ,لانه درب من الخيال ,او هلوسة في غياب العقل ,من هلوسات القدر البائس ,والذي أوجد بشر متخلفين وحكاما اكثر تخلفا ,الذي يعنيني هنا ,أين الله ,الم يحكم هولاء الاغبياء العقل ولو لمرة واحدة ,ويدركون حقيقة ان الله قادر علي ان يغير كل شئ ,وان الذي يظلم اليوم ,قد يظلم غدا ويسقي من نفس الكأس .. بقول الله تعالي “أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ”

كنت أجرئ مكالمة تليفونية مع صديق عزيز علي قلبي ,تكلمنا في أشياء كثيرة خاصة بحياتنا الشخصية وخاصة بالعمل الاعلامي والصحفي ,وأثناء حديثنا ذكر لي صديقي واقعة حدثت معه ,مشابهة لواقعة حدثت معي من قبل بطريقة مختلفة ,فأردت ان اكتب تلك الواقعة وأجسدها علي الورق ,حتي نتعلم منها وتكون عبرة ودرسا لنا جميعا,الواقعة تقول ,قام صديقي بنشر بعض أعماله التلفزيونية عبر صفحته الشخصية كالعادة ,فقام صديق من أصدقائه بكتابة تعليق يذم فيه ويحاول ان يشكك في قدرته وقيمته,وكرر ذلك الفعل اكثر من مرة,فدخل صديقي علي الخاص,وكتب له الأتي”يؤسفني ان تكون ضمن قائمة أصدقائي ولا يؤسفني بأنني سقوم بحذفك الأن” وقد فعل ذلك ,هذه الواقعة حدثت معي ,عندما كنت أتحدث مع صديق مقرب عبر الشات,وأثناء حديثنا قولت له ,ماذا تعني لك الصداقة عبر النت ,قال لي “شئ مؤقت” ,أستغربت من ذلك الرد ,رغم أنني كنت أعامله كأخ وصديق عزيز وبكل أحترام ,وبعد أنتهاء المحادثة,فكرت لمدة عشرة دقايق ,ثم قمت بحذفه وحظره نهائيا من قائمة أصدقائي ,حاول الاتصال بي ولكن دون جدوي ,ثم دخل من حساب اخر يعاتبني لماذا فعلت ذلك ,فكان الرد بكلمة واحدة وهي نفس كلمته “شئ مؤقت” فسكت ولم يستطيع الرد ,وعلمته درس من دروس الحياة .
لا بد ان نحافظ علي كل ما بيننا وحتي ان كان يوما واحدا ,او مكالمة جمعت بيننا ,او حوار عبر الشات ,او اي عمل مهما قل او كثر وحتي ان كانت كلمات نكتبها لبعضنا البعض عبر حساباتنا الشخصية ,وان نحافظ علي هذه الايام الجميلة في حياتنا ونحترمها ونقدرها لتكن لنا ذكرة ,وان نتعامل بحسن وصفاء نيتنا دائما ,وان نعقل كلماتنا قبل ان ننطق بها او نكتبها,وان نتمني الخير لأنفسنا وللجميع,ولا نحقد ولا نحسد,وحتي ان أردنا ان ننتقد فعل او عمل ان يكون النقد بكل احترام ,وعبر نصيحة وليس ذم وتشكيك في شخص..دومتم بخير

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق