مقالات

عبره و غبره

بقلم المهندس: ابوالمكارم الشريعي

العبره و ردت في قوله تعالى ( واعتبروا يا أولي الابصار) اي اتعظوا و احذروا من انواع العقاب التي كانت عقابا للذين من قبلكم وورد ذكرهم في القصص القرآني كما انها تحذير من انواع العقاب و العذاب المختلفه التي عاقبهم الله بها , كما وردت ايضا في قوله تعالى (إن في ذلك لعبره لمن يخشي ) اي ان في ذلك القصص و الايات الكونيه و في انفسكم عبره لمن يخشى الله و يخاف عذابه و علينا ان ناخذ العبرة و نتعظ من اخطاء الذين سبقونا والا نكرر اخطاءهم سواء كانت اخطاء في العقيدة او في الحياة الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية فاذا نظرنا للمجال الاعلامي فان الاخطاء الاخلاقيه التي اوصلتنا الى هزيمة يونيو 1967م لا يمكن تكرارها للمشاهد والمتلقي الا اذا كنا لا نعتبر بل نغتبر و اما الغبره فهي الغبار الشديد يغطي الوجه فتكون وجوها عليها غبره او غبار يغطي الافكار فتتولد افكارا مشوهة و عقول طمسها الغبار فاصرت على استعادة صورة الماضي القبيح و ما الم بنا فيه من نكسات و نكبات و قد ذكر الله عز وجل الغبرة في مشهد يوم الحشر يوم القيامه واصفا به وجوه الكفار فقال جل وعلا ( وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قتره اولئك هم الكفرة الفجرة) و هؤلاء تنعدم عندهم الرؤية و يفقد البصر عندهم وظيفته بالغبره تتراكم فوق الافكار فتخرج افكارهم قديمة عقيمة لا جديد فيها ولا تجديد بلا وعد بل بالوعيد و تيه و بعد عن الطريق و سقوط في وادي سحيق وفي جوف الغبره لا ضوء ولا نور ولا بريق وافواه تنطق كما ينطق الزناديق فقد ضلوا الطريق في افلام و مسلسلات عصر النكسة لا تليق مشاهد قد ماتت وولت يا صديق و قد عمت الغبره اليابس والمحيط والمضيق و النصر آت في عبره و عقول ستسموا في جو حر طليق
تذكر هذا دوما يا صديق و يا رفيق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق