مقالات

المرأة والسكين

بقلم محمد سعيد أبوالنصر
بعد ما كتبت مقالي عن
الزواج من اثنتين
رفعت المرأة السكين
على الرجل الغلبان المسكين
فقال لها يا حواء
أترفعين السكين
وتريدين التخلص من حبيب السنين
فقالت: لا يا حبيبي
كنت أعرضها للهواء
خشية الصدأ اللعين
أما أنت فعلى الرأس والعين
فقال إذن اسمحي لي بالزواج من اثنتين
فقالت سأسن السكين
وأقطع الوتين
وأسيل الدم اللعين
وحبك ضاع مع السنين
ما رأيك يا نور العين
فقال لها أنت طالق
يا أم أربعة وأربعين
ومن جميل ما قرأنا في طلب الرجل من زوجته الزواج للمرة الثانية هذه المداعبة الأدبية الجميلة والتي تُظهر بوضوح موقف المرأة من الضرة أو من الزوجة الثانية فإلى هذه المداعبة الرائعة لرجل أراد أن يتزوج على زوجته.
جَلَسَا سَويّاً واللّيالي مُقْمِـرَةْ..
يَتَغَـازلانِ ويَأْكلانِ (مُجَدَّرَهْ) محمرة!
قال الحَبيبُ مُمَازِحاً يا زوجتي:
إنِّـي أَراكِ. فَقيهة ً مُتَنوِّرَة
إن العُنُوسَة َ في البلادِ كثيرةٌ..
وكبيرةٌ وخطيرةٌ ومُدَمِّـرَة
ولقَدْ وجدتُ اليومَ حَلاًّ رائعاً..
لو تسمحينَ حبيبتي أنْ أَذْكُرَهْ
قالتْ: تفضّل يا حياتي إنّني..
مَمْنونة ٌ لِمشُورتي ومُقَدِّرَةْ
فأنا لِمُشْكلةِ العُنُوسـةِ عندنا..
مَحْزونة ٌ وكئيبة ٌ ومُكَدَّرَةْ
قال الحبيبُ أيا ربيعَ العُمْر ما..
هذا؟! كَلامُ حَكيمةٍ ما أكبَرَهْ!
لو أنَّ كُلَّ رجالِنا قدْ عَدَّدُوا..
لمْ يَبْقَ مِنْ جِنْسِ النِّساءِ مُعَمّرَةْ
فإذا قَبِلْتِ بأَنْ أكونَ ضَحيّة ً..
ونكونَ للأجيالِ شَمْساً نَيِّرَةْ
فلَئنْ رَضِيْتِ فإنَّ أجْرك طَيِّب..
فَجَزاءُ مَنْ تَرْضَى بِذاكَ المَغْفِرَة!!
ضَحِكَتْ وقالتْ: يا رَفيقي إنَّه..
رأيٌ جميلٌ، كيفَ ليْ أنْ أُنْكِرَهْ؟!
عِنْدِي عَرُوسٌ(لَقْطَةٌ) تَرْجُو لَها..
رَجُلاً لِيَسْتُرَها الحياةَ وتَسْتُرَهْ
فإذا قَبِلْتَ بِها سَأَخْطِبُها غَداً..
قَبْـلَ الفَواتِ فإنّني مُتَأَخِّرَةْ
هِيَ لا تُريدُ مِنَ النُّقودِ مُقَدَّماً..
لِلْمَهرِ، أيضاً، لا تُـريدُ مُؤَخَّرَةْ
فَتَنَهَّدَ الزَّوجُ المُغَفَّلُ قَــائلا ً:
هذي الصّفاتُ الرّائعاتُ الخَيِّرَةْ!
قالتْ : ولكنَّ العَروسَ قَعيدَةٌ..
سَوداءُ، عَمْشاءُ العُيونِ (مُخَتْيِرَةْ) محبرة
وضَعيفةٌ في السَّمْعِ دَرْدَاءٌ لها..
طَقْمٌ مِنَ الأسنانِ مِثْلُ المِسْطَرَةْ
والشعرُ يا زوجي العزيزَ مُنَشَّرٌ..
مِثْلَ (الخَرَيْسِ) فلا تَسَلْ ما أنْشَرَهْ!!
والأنْفُ، قال مُقاطِعاً: ويلي! كفى..
هذي عَروسٌ –زوجتي– أمْ مَقْبَرَةْ؟!!
فتخاصمَ الزَّوجانِ حتّى (قَبَّعَتْ)..
ما بينهم نارُ الحُرُوبِ مُسَعَّرَةْ
واستيقظَ الجِيرانُ ليْلاً، هَزَّهُمْ..
صَوْتُ الصُّراخِ كأنَّه مُتَفَجِّرَةْ
ورَأَوْا أَثَاثاً قدْ تَطَايَرَ في السَّمَا..
صَحْناً، ومِقْلاةً، كذلك طنْجَرَةْ
كأساً، و إبْريقاً، ومِكْنَسَةً، كذا..
سَمِعُوا اسْتِغَاثَةَ صَارِخٍ: مُتَجَبِّرَةْ
ذهبَ الزَّعيمُ إلى الدَّوامِ صَبِيْحَةً..
لَكَأنّه بطَلُ المعاركِ عنْتَرَةْ!!
ما فِيْه إلاَّ (فَشْخَةٌ) في رَأْسِهِ..
يَدُهُ إلى الكَتِفِ اليَمِيْنِ مُجَبَّرَةْ
وبِعَيْنِهِ اليُسْرَى مَلامِحُ كَدْمَةٍ..
كُحْلِيَّةٍ، وكَذا الخُدُودُ (مَهَبَّرَةْ)
وبِهِ رُضُوضٌ في مَفَاصِل جِسْمِهِ..
لكأنَّما. مَرَّتْ عليه مُجَنْزَرَةْ!!
ومضَى يَقُصُّ على الرِّفَاقِ بأنَّه..
قدْ حَطَّمَ الوَحْشَ المُخِيفَ وكسَّرَهْ
ضَحِكُوا وقَدْ عَلِمُوا حَقيقةَ أمْرِهِ..
تبّاً، لقد جعلَ الرُّجُولَةَ (مَسْخَرَةْ)!!
عادَ (الخَرُوفُ) لزوجِه مستسلماً..
ومُعَـاهِداً. ألاّ يُعيدَ الثَّرْثَرَةْ
قالتْ: لعلَّكَ قد رأيتَ بـأنني..
لِخلافِ آراءِ الحـَياةِ مُقدّرَهْ
لكنْ : لَئِنْ كَرَّرْتَ رأيَكَ مـَرَّةً..
فلأجْعَلَنَّ حياةَ أهلِك (مَرْمَرَةْ)
ماذا تستحق هذه المرأة يا سادة ؟وهل للرجل أن يتزوج على زوجته؟؟
هذا ما أناقشه في المرات القادمة من نواح متعددة إن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق