مقالات

«أهدافنا» في 2017

 

 

هيفاء صفوق

من الأشياء الجميلة في الحياة أنها في حركة دائمة متغيرة ومتجددة ومتطورة لا تثبت على حال واحدة، ومن خلال ذلك نستطيع أن نعمل ونتطور ونتغير للأفضل متى ما رغبنا، نحن من يمتلك حرية القرار.

ولكي نتغير وننمو للأفضل علينا مراقبة وملاحظة اعتقاداتنا وأفكارنا وطريقة أسلوبنا في الحياة. عملية الاستبصار الأولى هي الأساس في التغيير للأفضل، عندما ندرك ضعفنا وقوتنا نستطيع أن نغير من أنفسنا، هذا أفضل مئة مرة من المكابرة على أخطائنا وهفواتنا من دون تحمل مسؤوليتها.

عام 2017 على الأبواب، ما يجعلنا نسأل؛ هل فكرنا بماذا نريد إنجازه أو الوصول إليه في 2017، أم جعلنا أنفسنا تتحرك بعشوائية من دون خطة أو رؤية مستقبلية لنا؟ من لم يبدأ بعد عليه أن يتأمل حقيقة ماذا يريد تحقيقه ويتحمل مسؤولية نفسه ولا يسقط أي فشل على الظروف أو على الآخرين.

كل ما يدور في أعماق أنفسنا من تفكير أو اعتقاد أو حب أو خوف أو تشاؤم أو تفاؤل هو الذي سينعكس على عالمنا الخارجي (هذه قاعدة أساسية في الحياة). العمل يتم داخل أعماقنا، نحن من يمتلك الأدوات والإرادة لكل ما نرغب فيه، حتى لو لم يتحقق الشيء الكثير في حياتنا، علينا أن نعمل ونغير ونبحث ونوسع رؤيتنا للحياة.

الحياة لا تحوي خط إيقاع واحد، بل لها خطوط عدة، فهناك من ينجح من خلال الصعاب، إذ تتشكل لدية مهارة التحدي، وآخر ينجز بعد الألم، كما أن هناك أفراداً يبدعون من المحاولة الأولى، المهم هي لحظة الوصول لكل أهدافنا بقناعة ورضا، وهذا يتم من خلال وضع آلية معينة في حياتنا، تتمثل بأن نمتلك رؤية واسعة للحياة ولا نقتصر فقط على زاوية واحدة، وهذا يتطلب هجر الخوف والقلق نهائياً والاتكال على الله في كل شيء، وأن نعرف ما نرغب فيه وماذا نريد، فهو يختصر الطريق للإنجاز والإبداع، ولا يتم ذلك إلا من طريق العصف الذهني واستحضار عدد لا بأس به من الأفكار والرغبات، ثم تحديد ماذا نريد بحسب الأهمية والأولوية في تحديد أهدافنا، ووضع أهدافنا وتقسيمها على مراحل بحسب أهميتها، مرحلة طويلة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى، إضافة إلى تحديد أهدافنا في زمن ووقت معين، كوضع التاريخ الذي سنعمل وننجز فيه، هذا يجعلنا نتحمل المسؤولية وتنظيم الوقت بأكثر دقة، وكذلك لا بد من أن تكون أهدافنا محددة ومختصرة وواضحة، وهذا يساعد في إنجازها.

هناك عدد من التطبيقات العملية، التي تساعد في تحقيق الأهداف بسهولة ولين، مثلاً؛ عندما نختار هدفاً واضحاً ومحدداً، نضع له تأكيدات إيجابية مفصلة تحوي أكثر من سبب لاختيار هذا الهدف، والقصد هنا ربط الهدف بالسبب الذي نرغب فيه وتذكير العقل الباطن فيه أغلب الوقت.

نطبق أيضاً قوة الخيال في تسريع هذه الأهداف، كأن نتخيل الهدف يتحقق أمامنا كفلم نشاهده حقيقة بكل تفاصيل نجاحه بإيجابية وثقة وسعادة، ونكرر هذا مرات عدة خلال الأسبوع، هنا يعمل العقل الباطن على حفز واستغلال أي طريقة لتحقيق هذا الهدف، وكما نعرف أن الاعتقاد الداخلي هو من يحرك كل حياتنا ونحن هنا نمتلك الأدوات التي تساعدنا في ذلك.

الهدف من وضع هذه الرؤية والأهداف التي نرغب بها في السنة الجديدة يساعدنا في التنظيم وتحديد مسار حياتنا كما نرغب، لأن من لم يحدد نواياه وأهدافه الخاصة فيه للأسف سيكون في نوايا وأهداف الآخرين، مهم جداً أن نعرف كيف نسير في الحياة وما هي الجهة التي نسير إليها.

الإنسان يمتلك العقل وأدواته العديدة وقوة الخيال والقدرة على الابتكار والعمل والتنفيذ، لكن هذا لن يكون ونحن في منطقة الراحة التي اعتدنا المكوث والجلوس فيها، فطبيعة الحياة كما قلت تحتاج إلى الحركة والإرادة والعزيمة والتفاؤل. أصحاب هذه الرؤية هم من يشقون طريق النجاح والإبداع والتميز، وأيضاً يضيفون إلى البشرية الشيء الكثير، لأن كل ما ذكرت ليس مقصوراً على ذواتنا فقط، إذ لا بد من أن تكون النية بمساعدة الآخرين سواءً أكانوا أفراداً أم مجتمعاً، وأن نشارك الآخرين في جزء منها، وهو دورنا تجاه الآخرين وعطاؤنا تجاه من حولنا، لا بد من أن تكون هذه الأهداف شاملة لذواتنا وللآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق