بقلم :- حجازى صلاح
الجماهير هي الأب الروحي لكل فريق، هي التي تصنع شعبيته وجماهيريته، وهي مصدر عظمة النادي، هي التي تجني من ورائها الأموال، وهي المساهم الأكبر في الانتصارات والبطولات، لكن حينما تنفصل عن جماهيرك فهذا معناه أنك أصبحت يتيماً.
الأهلي استعان بجماهيره وسمح لهم بالتواجد في ملعب التتش لدعم ومؤازرة اللاعبين قبل مباراة الترجي التونسي فكان المشهد مهيب، وحث اللاعبين على بذل كل الجهد في لقاء الإياب أمام الفريق التونسي وتعويض نتيجة الذهاب بعد التعادل في برج العرب 2/2، كما سافر عدد كبير من جماهير الأهلي لتونس لمؤازرة الفريق الأبيض، وكان لهم الدور الأكبر في فوز الأهلي على الترجي في رادس وتأهله لنصف نهائي دوري الأبطال.
أكبر داعم للأهلي طوال تاريخه هو جمهوره العريق، والجميع داخل جدران النادي الأحمر يرددون دائماً مقولة الراحل صالح سليم :”الأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه”.
الأمر في الزمالك مختلف تماماً، فالنادي بعيد تماماً عن جماهيره العريقة، حتى إذا أراد الاستعانة بهم في أحد التدريبات لشحذ همم اللاعبين فلن يستيطع بعدما أزال مرتضى منصور مدرجات ملعب حلمي زامورا، وبالتالي لم يعد مسموح لأي جماهير حضور التدريبات، وأصبح مشاهدة ما حدث في ملعب التتش داخل حلمي زامورا من المستحيلات.
بالطبع كان هناك قرار إزالة صادر من الحي لجزء من مدرجات الدرجة الثانية في ملعب زامورا، ولكن ليس معنى ذلك أن يتم إزالة كل المدرجات والتي كان الهدف منها حرمان “وايت نايتس” من دخول النادي مرة أخرى بعد تكرار سبابهم لمرتضى منصور.
الأزمة بين إدارة الزمالك وجماهيره أكبر من مجرد هدم مدرجات، فالعلاقة وصلت لطريق مسدود بين الإدارة الحالية وجماهير الفريق الأبيض، التي تتهم رئيس النادي بالإستقواء بعلاقاته والقضاء على مستقبل عدد كبير منهم بوضعهم في السجون، بل وتعدى هذا الأمر لاتهامه بالتسبب في مقتل 20 منهم تحت أسوار ملعب الدفاع الجوي، وهي الاتهامات التي برأته المحكمة منها.
الزمالك يشعر أنه يتيم بدون جماهيره، والسبب الرئيسي في خسارة النادي لعدد من البطولات في السنوات الماضية، أن اللاعبين تصيبهم الخضة، في المباريات الجماهيرية، وهو ما حدث أمام النجم الساحلي في سوسة والوداد المغربي في كازابلانكا وصن داونز في بريتوريا فسكنت شباك الزمالك في المباريات الثلاثة 13 هدفاً، ليعاني الزمالك بشدة في عدم وجود جمهوره العظيم.
