بقلم :عبير محمود
ذات مره عانت صديقة لي من خيانة زوجها مع إحداهن، بكت كثيراً وهي تلملم لي تفاصيل ما حدث ثم قالت متسائله لماذا ؟! وصمتت كأنها تبحث عن إجابه بداخل رأسها المشتت ثم أكملت: الكل يشهد بخلقي وجمالي وكم تحملت أصعب الظروف إلي جانبه، أعطيته كل ما أملك من مشاعر واهتمام وحب ولم أبخل يوما عليه بشئ، ما الذي كان ينقصه لأتجرع ألم الخيانه منه، كنت أعرفها جيداً واحتضنتها بصمت لأنني كنت أعرف ما كان الحديث ليجدي بشئ في هذا الوقت ولن يخفف من حدة ما تمر به، كانت ضعيفه وهشه بطريقه لا أستطيع أبداً وصفها، كانت كطفله فقدت والدها في ممر مظلم وظلت بمفردها تعاني من مرارة الفقد والخذلان، ظلت فترة تائهه عن أماكن الأشياء، تنسي كثيراً وتنعزل أكثر وتبكي بلا هواده، وبعد مرور فتره طويله بدأت تهدأ، تحاول أن تعيش حياه طبيعيه من جديد ولكن بحرص أكبر، بدأت تهتم بنفسها أكثر من ذي قبل وتسمع أكثر مما تتحدث ونجحت أن يكون لها عملا خاص بها، وذات يوم رجع لها زوجها يريد العوده معترفا بأنه أخطأ في حقها وان هذه الفتاه أغوته وتجاوب لها من سذاجته والآن تركته من أجل رجل آخر ظهر في حياتها، نظرت له صديقتي نظره ثاقبه ولم تبدو مستمتعه بألمه او حزينه لأجله أو سعيده لعودته بدت بلا وصف أو شعور كل ما نطقت به: من أنت لتأخذ كل هذه المساحه من وقتي ؟! انا لا اعمل علي حل مشاكل الغرباء هنا، أذهب وأغلق الباب خلفك جيدا فلا وقت لدي لحماقات المراهقين ..
علمت حينها أن الأقرب من الممكن جدا أن نعيده غريبا، وأن هناك أشياء إذا ضاعت بداخلنا لن نستطيع استعادتها مجددا، وبعض الأشخاص ليس لهم الحق بالعوده إن ذهبوا، والبعض أيضا لا يستحق الفرصه الثانيه، والأولي من المحتمل أن تكون الأخيره ..