الرئيسة

عندما اعربت كيب تاون عن قلقها

كتب هاني إبراهيم
” نحن نرحب بالزوار الأجانب ولكن نطالبهم بالإلتزام بالقرارات الخاصة بمعدلات استهلاك المياه فنحن نعانى من ازمة طاحنة ” تصريح لأنطون بريدل وزير البيئة فى جنوب افريقيا على هامش ما يحدث فى جنوب افريقيا من كارثة حقيقية تنذر بمخاطر قد تطال جميع المواطنين تحديداً فى كيب تاون التى يقطنها 4 مليون نسمة بعد تراجع معدلات سقوط الامطار خلال العامين الماضيين و انخفاض مخزونات المياه فى 44 سد رئيسي مخصصة لتوفير مياه الشرب لمدينة كيب تاون الى مستويات تنذر بكارثة .
فى يوليو 2017 هيلين زيلي رئيس مجلس النواب فى كيب تاون عقدت مؤتمر صحفى طالبت خلاله المواطنين بضرورة ترشيد المياه فلم يعد هناك وقت لمغامرات الإسراف فى استهلاك المياه عقب تقارير افادت بتراجع مخزونات المياه فى 6 سدود رئيسية فى كيب تاون الى 330 مليون متر مكعب بعد ان كانت 512 مليون متر مكعب من المياه فى 2016 و 610 مليون متر مكعب فى 2015 و بناء على تراجع المخزونات تم وضع خطة لترشيد المياه ولم يلتزم المواطنين بالقرارات وحدثت الكارثة و ارتفع استهلاك المواطنين البالغ عددهم 4 ملايين نسمة الى 643 مليون لتر من المياه يومياً بمعدل 160 لتر للفرد فى حين ان المعدل المسموح به لتجنب كارثة العطش 125 لتر لكل فرد يوميا .
لم يهتم عدد كبير من المواطنين بمسألة العطش القادم وقرروا الإسراف فى استهلاك المياه الى ان تفاجىء 37 ألف نسمة سكان مقاطعه بوفورت الغربية فى كيب تاون بجفاف كامل لمخزون مياه سد جامكا فلم يعد هناك مياه واصبح المشهد الوحيد فى المقاطعه اسماك نافقة تنتشر على طول مجرى النهر امام السد الذى لا يخلو من تشققات تعلن عن جفاف قاتل اصاب الارض ولم يعد امامهم سوى حفر آبار أملاً فى الحصول على المياه من اجل البقاء على الحياه لن يدوم طويلا مع تراجع مخزونات مياه الآبار التى تم استنزافها بالفعل و تم إعلان المقاطعه منطقة كوارث تنتظر تدخل من الدولة .
عادت هيلين زيلى مرة اخرى تخاطب المواطنين وتطالبهم بضرورة الترشيد والإلتزام بالقواعد التى تم اقرارها لمواجهة الازمة وان على كل مواطن ان يلتزم بإستهلاك 87 لتر فقط من المياه يومياً ومن يتجاوز سوف يدفع غرامة وربما يكون السجن مصيره فلا ينبغى المقامرة بالامن القومى للبلاد بترك بعض الافراد يستنزفون موارد البلاد المائية ولم تكتفى هيلين بذلك بل حذرت من استنزاف مياه الآبار وان الآبار فى الوقت الحالى سيتم تخصيصها للمدارس والمستشفيات للتغلب على الازمة التى تعصف بمدينة كيب تاون وقررت حكومة كيب تاون قطع المياه بمعدل 8 ساعات يومياً و وضع مستويات للخطر لكل مقاطعه .
شتان الفارق بين الاعلان عن القلق فى كيب تاون و الإجراءات التى اتخذتها وما يحدث فى مصر بعد فشل مفاوضات سد النهضه مع الفارق ان كيب تاون مهددة بسبب تراجع معدلات سقوط الامطار ولا توجد دولة تبنى سد يهدد وجودها و رغم ذلك اتخذت اجراءات وصارحت المواطنين بحقيقة الوضع و لم تدعى ان الامور تسير فى طريقها الصحيح فى حين مصر التى تعتمد اعتماد كلى على مياه النيل لا نعلم ما هى خطتها فى مواجهة ازمة العطش القادم لا محالة ، ان كانت كيب تاون تعلن بشكل يومى على موقعها الالكترونى عن ارقام مخزونات المياه فى سدودها المخصصة لمياه الشرب لحوالى 4 مليون مواطن لا نجد اى معلومة فى مصر بل يمنع نشر اى معلومه تتحدث عن المدة الزمنية التى ان تجاوزتها مصر اصبحت ارض عطشي تبحث عن المياه و لن تجد المعلومة فى مصر مع استمرار السد الاثيوبي الكارثي على مصر حتى لا نستعد للصدمة القادمة مع تشغيل السد و تعطيش مصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق