الاسلاميات

أركان الإسلام(1)

 

بقلم / محمد سعيد أبوالنصر 

عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله , وإقام الصلاة، وصيام رمضان، وإيتاء الزكاة، وحج البيت ”
أركان الإسلام خمسة ، قال -صلى الله عليه وسلم -: بني الإسلام على خمس
” أي: على خمس دعائم، وركائز أساسية .
الدعامة الأولى : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
ثم تأتى الدعائم الأربعة بعد الشهادة ، فإن قيل: الدعائم الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة , إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها , فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد؟ ,
والجواب :بأن الشهادة هي الدعامة الأولى للأركان الأربعة ،وأصل الإسلام ولبه ، وعليها تقوم الأركان الأخر ،ومثال ذلك البيت من الشعر , يجعل على خمسة أعمدة , أحدها أوسط , والبقية أركان، فما دام الأوسط قائما , فمسمى البيت موجود , ولو سقط مهما سقط من الأركان فإذا سقط الأوسط , سقط مسمى البيت، فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد وبالنظر إلى أفراده أشياء , وأيضا فبالنظر إلى أسه وأركانه، الأس أصل، والأركان تبع وتكملة.
لماذا لم يذكر الجهاد في أركان الإسلام ؟
لم يذكر الجهاد لأنه فرض كفاية , ولا يتعين إلا في بعض الأحوال، ولهذا جعله ابن عمر جواب السائل، وزاد في رواية عبد الرزاق في آخره: ” وإن الجهاد من العمل الحسن “.
وإن قيل: لم يذكر النبي الإيمان بالأنبياء والملائكة وغير ذلك مما تضمنه سؤال جبريل عليه السلام.
أجيب: بأن المراد بالشهادة تصديق الرسول فيما جاء به، فيستلزم جميع ما ذكر من المعتقدات.
والحديث يخبر بأن أركان الإسلام خمسة ،الركن الأول الشهادة , والثاني :إقام الصلاة، أي مطلق الإتيان بها، والمداومة عليها ,
والثالث : صيام رمضان،
والرابع : إيتاء الزكاة، أي إخراج جزء من المال على وجه مخصوص.
والخامس :حج البيت ” وهذه هي أركان الإسلام الخمسة
-وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: (بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – معاذ بن جبل – رضي الله عنه – إلى اليمن) (فقال: إنك تقدم على قوم أهل كتاب , فليكن أول ما تدعوهم إليه) (شهادة أن لا إله إلا الله , وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة , فإن هم أطاعوا لذلك , فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم) (فإن هم أطاعوا لذلك , فخذ منهم) (وإياك وكرائم أموالهم) (واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)
هذا الحديث يخبرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث – معاذ بن جبل – رضي الله عنه – إلى اليمن، والحديث فيه قبول خبر الواحد , ووجوب العمل به. وأوصى الرسول سيدنا معاذ بأن أول ما يدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله، فالإيمان بالله وبرسوله “أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما , ثم قال النبي لمعاذ “فإن هم أطاعوا لذلك” أي: شهدوا وانقادوا. فأعلمهم بأن الله فرض عليهم الصلوات الخمس ، وقوله “فإن أطاعوك” يعلمنا سنة التدرج مع المدعو ، والتلطف في الخطاب , لأنه لو طالبهم بجميع الأوامر في أول مرة , لم يأمن النفرة منهم ،وتركوا الإسلام ولم يؤمنوا به .وقوله “فإن أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم” فأخر صلى الله عليه وسلم – الصدقة لأنها لا تكرر تكرار الصلاة، وقد تجب على قوم دون قوم”
وقوله “فإن هم أطاعوا لذلك , فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم) أو (فإن هم أطاعوا لذلك , فخذ منهم) أي خذ زكاة أموالهم ،وقد استدل به على أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها , إما بنفسه , وإما بنائبه، فمن امتنع منها , أخذت منه قهرا.
ولا يعني ذلك السطو على أنفس ما يمتلك الأغنياء ،لا، فقد جاء قوله معقبا (وإياك وكرائم أموالهم )،والكرائم: جمع كريمة , أي: نفيسة، أي إياك ونفائس أموالهم ،ففيه ترك أخذ خيار المال، من الأغنياء ، والزكاة فرضت لمواساة الفقراء , فلا يناسب ذلك الإجحاف بمال الأغنياء ، وإن أخذ خيار مال الأغنياء ظلم، وهذا لا يناسب ولا يساير عدل الإسلام ورحمته.
ثم قال يا معاذ (واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)
أي: تجنب الظلم , ،وابتعد عن دعوة المظلوم ،لئلا يدعو عليك, فيستجيب الله له ،
لماذا ؟ لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب) أي: ليس لها صارف يصرفها ولا مانع يمنعها ، والمراد أنها مقبولة , وإن كان صاحبها عاصيا , كما جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعا ” دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا , ففجوره على نفسه ” وإسناده حسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق