حوار/ سلامه فرج
مع أهم الحوارات التي تغوص داخل أروقة وزارة الزراعة نأتي بحديثنا اليوم مع العالم الجليل الأستاذ الدكتور / السيد عبدالرافع محمد الأستاذ الدكتور الجامعي – وأستاذ دكتور رئيس بحوث- مركز البحوث الزراعية – والمستشار لعديد من الهيئات والشركات المصرية والعربية والأمريكية
بداية دعنا نرحب بسيادتكم
س : ما هي أهداف وزارة الزراعة التي بنت علي أساسها خطتها ؟
ج : بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر وزارة الزراعة من أهم الوزارات في تاريح الحياة المصرية المعاصرة , خاصة أن الزراعة لازالت تمثل أهم المصادر في الناتج القومي .
وبداية ميلاد أول وزارة زراعة في عام 1913 وكان أسمها حين ذاك ” نظارة الزراعة ” في العصر الذي كانت فية مصر ولاية عثمانية تحت الاحتلال الانجليزي وعلي مدي 104 عام تولى الجلوس علي عرش الوزارة 81 وزيرا . وأحتل الدكتور يوسف أمين والي قمة الوزراء الأطول عمرا في الوزارة مسجلا 22 عاما كوزير للزراعة .
ومن الأهداف التي قامت علي أساسها خطط وزارة الزراعة هي النهوض بالسياسة الزراعية وسياسات استصلاح الأراضي بما يوائم خطط التنمية القومية والعمل علي تطويرها وفقا لأساليب التطور العلمي والتكنولوجي علي أساس أقتصادي أمثل .
س : ما رأي سيادتكم في الوزراء القائمون علي وزارة الزراعة بداية من عهد الدكتور يوسف والي الي الآن ؟
ج : للأسف الكبير أن وزارة الزراعة أصبحت من أكثر الوزارات فسادا وبها تلاعب وغش وسرقة لا حصر لها والفساد والتدهورالملحوظ في الزراعة بدأ في عهد تولي الدكتور يوسف والي منصب وزير الزراعة وتربع علي عرشها قرابة الربع قرن الذي بدأ ولايتة للوزارة رافعا شعار من لايملك غذاءة لا يملك حريتة , وانتهت مدة تربعة علي عرش الوزارة , ترك منصبة ومصر تستورد 54 {f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من أستهلاكها من القمح و 60 {f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من الذرة و 80 {f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من الزيوت كأنة يقول للمصرين لا حرية لكم .
وبدلآ من ان تقوم الوزارة من تطبيق سياسة التطوير والتحديث وذيادة الرقعة الزراعية والنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة وتحسين السلالات والنهوض بالثروة السمكية أعتمدنا أعتماد كلي علي المعونة الأمريكية في الحصول علي معظم متطلباتنا من غذاء شاملة اللحوم والدواجن والأسماك والمنتجات اللبنية وأهملنا ثروتنا الزراعية والحيوانية وخلافة وبعدها رفعت أمريكا والدول الأوربية الدعم كاملا بعد أن تأكدوا من تدمير البنية التحتية في هذا المجال مما أدى الي ما نحن علية الآن .
إن الزراعة في مصر هي قاطرة التنمية لو احسن أستغلالها , فالبرازيل بنيت نهضتها الإقتصادية الحالية بالأهتمام بالزراعة , ومصرفي مقدورها لو أحسنت إدارة أراضيها الزراعية خلال عام واحد فقط ان تحقق إكتفاءا ذاتيا من القمح والذرة والسكر والفول والعدس وفول الصويا والزيوت والتي بدورها توفر أكثر من 12 مليار دولارنستورد بها تلك المنتجات سنويا ولكن واضح أن في مصرمسئولين لا يريدون أن نحقق الإكتفاء الذاتي المطلوب من المنتجات الزراعية لنستمر علي الدوام نستورد متطلباتنا من الخارج .
والمثير للإنتباه أن مشاكل الزراعة من قديم الأذل لا تزال هي نفسها نفس المشاكل التي تعاني منها الزراعة حاليا وهو ما يعكس فشل الوزراء في إنهاء أزمات الزراعة حتى الآن .
وسياسة أختيار وزير الزراعة خاطئة , فهل من المعقول أن يتولى وزارة الزراعة 12 وزيرا بداية من ثورة يناير حتى الآن أي خلال 6 سنوات فقط , وهل من المعقول أن رئيس الوزراء يختار وزير زراعة وبعد اسابيع يغيره بوزير آخر وهو ما يعد أعترافا منه بفشله الزريع في الاختيار ثم يغير الوزير الثاني ويختار وزيرا ثالثا وهكذا …..
س : كما علمنا ان سيادتكم كنت مرشحا لمنصب وزير الزراعة في الفترة السابقة لثورة يناير – فإن كان مقدر لسيادتكم تولي منصب وزير الزراعة في الفترة الحالية – هل في مقدوركم القيام بدور مرموق يحس بة المواطن المصري البسيط ؟
ج : نعم كنت مرشحا لمنصب وزير الزراعة في الفتر السابقة لثور يناير ولكن بسبب الثورة تغيرت الأمور . وإن قدر لي بتولي منصب وزير للزراعة فإني أتعهد أمام الله أن بمقدوري النهوض بالزراعة والعمل علي وضع السياسات التي تخدم منظومة الزراعة برمتها كما اتعهد بأني أملك المقدرة الكافية علي خفض أسعار الخضروات والفاكهة والمنتجات الغذائية ومنتجات الألبان وذلك بعمل سوق موازية للقطاع الخاص بتجميع الخضروات والفاكهة من المزارعين وتعبئتها وتغلفها وبيعها مباشرة للمستهلك من خلال منافذ خاصة بالوزارة في جميع محافظات مصر وايضا تصنيع المنتجات الغذائية ومنتجات الألبان وهذا بدورة يخلق فرص عمل كبيرة جدا للشباب للعمل في هذا المجال من تصنيع وتغليف وتجميع وتسويق وخلافة وبالتالي نضمن التحكم في الأسعار وغلق الطرق أمام المتلاعبين من بعض التجار الجشعين المستغلين للظروف التي تمر بها البلاد في غفلة من الأجهزة الرقابية .
س : ما رأي سيادتكم في الدور الذي يلعبة الباحثون بمركز البحوث الزراعية في النهوض بالزراعة والتصنيع الغذائي ؟
ج : حقيقة وبكل أمانة لا أرى أي دور ملحوظ لأي من المراكز البحثية المختلفة وليس مركز البحوث الزراعية بمفردة فهناك المركز القومي للبحوث ومركز بحوث الصحراء وكليات الزراعة المختلفة المنتشرة بمعظم محافظات مصر.
فالقائمين علي التدريس بكليات الزراعة بل بكل الكليات وجميع التخصصات قد يكونوا بارعين من الناحية النظرية فقط لكنهم يعانوا الفقر من الناحية العملية فلا خبرة لهم بما يجري في المجال التطبيقي فهم في وادي والحقل العملي التطبيقي في وادي آخر وقس علي ذلك الخرجين بما أن معلميهم علي هذة الدرجة من الخبرة فبالتالي الخريج لا يصلح للعمل في المصانع والشركات كأنة لم يتعلم شيئ , والأمر المحزن أن القائمين علي البحث العلمي محصلتهم العملية ضعيفة جدا فكيف لهم بالتطوير لشيئ لا يعرفون كيفية التعامل معة .
بالإضافة الي ذلك ضعف أمكانية البحث العلمي التي تقلصت في الآونة الأخير الي اقل من الربع فكل وزير يأتي يميل علي ميزانية البحث العلمي لصالح ميزانيات اخرى تحت مسميات الباب الأول والثاني والثالث وخلاف ذلك من المهاترات التي تعود عليهم هم فقط ولا يستفيد البحث العلمي من أي شيئ , فلابد من التغير الجزري لكل الطرق والسبل التي تعوق البحث العلمي والتقدم وايضا لابد من ربط الدراسة النظرية بالتطبيق العملي .
أسأل الله التوفيق لمصرنا الحبيبة وتمنياتي لبلدنا بكل الأمن والأمان والرخاء
وفقنا الله جميعا لخدمة الوطن .
