الرئيسةمقالات

د . سامح كاظم يكتب : قبل ان تحكم علي الاخرين .. !

قيل لحكيم ما بال الناس لا يرون عيب انفسهم كما يرون عيب غيرهم، فقال لان الانسان عاشق لنفسه والعاشق لا يري عيوب المعشوق  .. وانا اقول الكلب لا يري ذيله وانما يرى ذيل غيره، هكذا هم بعض البشر ينصحون وينمون ويحكمون دون ان يرون انفسهم .

ومن هنا عزيزي القارئ استطيع ان اقول لك لاتتسرع في الحكم علي الاخرين قبل ان تعرفهم جيدا فالظل لا يعكس دائما الحقيقه، فهل تستطيع احيانا بمشاهدة الاخرين والحكم عليهم..؟! فكر قليلا قبل ان تجيب واجب لنفسك بصدق وصراحه فأحيانا يجد الانسان منا نفسه يشاهد الاخرين مطلقا احكاما بناء علي مظاهرهم واشكالهم الخارجيه.

احيانا تجد نفسك تقف في شرفة منزلك ترى الاخرين يمشون في الشارع يتحدثون مع بعضهم البعض واحيانا يتشاجرون انه حقا شعور رائع واثه، في الوقت  ذاته  ربما تكون كل الأثام غالبا  مقترنه بالمتعه متعة ان تراقب الاخرين وتصدر احكامك النهائيه علي شكلهم الخارجي  بشكل لا ارادى واحيانا  تكون مجحفه  الظلم  ولكنك غافل عن حقيقة لا مفر منها وهي انك بينما تراقب الاخرين  فهناك اخرون ايضا يراقبونك ، وبينما انت تطلق علي  الاخرين احكامك النهائيه من زاوية رؤيتك  الضيقه  فهناك ايضا وربما في نفس اللحظه من يطلق عليك ايضا احكاما سطحيه ونمطيه احكاما ربما لم تكن نخطر علي بالك في يوم من الايام .

ومن المنطقي وقبل الحكم علي الغير وتبدى رأيك يجب ان تكون مدركا لما انت مقبل عليه فالحكم علي الغير ليس بالأمر السهل  او اليسر الذي يمكن ان يتصوره البعض منا بل اذا ظن احدكم عكس ذلك وانه سهل يسير فأن ظلما كبيرا يقترفه  صاحب الرأي بحق من يحكم عليهم  قبل ان يكون ظلما بحق نفسه فأعلم قبل الخوض في مسألة الحكم علي الغير يجب ان تكون انت الافضل  او الاعلم او الاقدر في المجال الذي  انت بصدد الحكم علي الاخر فيه فأن كنت تريد ان تحكم علي غيرك في اخلاقه  المتدنيه مثلا فالمنطق يتطلب منك ها هنا ان تكون انت ارقي اخلاقا منه وارفع وان  كنت تريد الحكم علي علمه سواء اكان علما  دنيويا  ام دينيا فالمنطق نفسه يتكرر ايضا بالنسبه لك  فلابد ان تدرك جيدا جميع  ابعاد  وجوانب وظروف الشخص فليس من المنطق في شئ ان تحكم علي انسان  ما بأنه كسول  وغير فعال  في عمله مثلا وانت لا تدرى ما الذي دفع به الي التكاسل او الخمول  غهناك الكثير من النماذج في الحياه لا بمكننا سردها فنتسرع في الحكم عليها قبل ان تتفهم الامر من كافة جوانبه وتبعا لذلك تحدث من المشكلات وسوء الفهم الكثير.

فتجنب ايضا  عزيزى القارئ ان تحكم علي شعب ما في اخلاقياته وافعاله وسلوكياته من قبل ان تعاشره وتتعرف علي تفاصيل حياته ويومياته  وظروفه الاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه وفي النهايه اقول لك ماذا سيحدث يا تري اذا جربت هذه اللعبه مع نفسك ؟ ماذا سيحدث اذا انفصلت عن ذاتك لفترة من الوقت ؟لمدة يوم وسمحت لنفسك بمشاهدة ذاتك كأنك تشاهد شريط فيديو  مسجل ليومك منذ لحظة  استيقاظك حتي خلودك للنوم هل سترى ذاتك بعيون الاخرين وتصدر نفس الاحكام السطحيه التي ربما يطلقونها عليك ؟ هل ستفاجأ بأنك في بعض الاحيان تقوم ببعض الاشياء التي لم تنتبه انك تقوم بها من قبل هل ستنتقد عاداتك السيئه  التى ترغب في التخلص منها ولكنك لا تستطيع ؟ هل ستدرك الحقبقه الصادمه ؟ وهي انك حقا لا تعرف ذاتك الي هذا الحد لذلك لابد ان تفهم شيئا لا تسمح لنفسك  ابدا  بتكوين اراء وانطباعات نهائيه عن الاشخاص والاشياء بناء  فقط علي المظهر والشكل الخارجي فالأمر يتطلب الكثير من التعامل  والتفاعل مع الاشخاص والأشياء لكي تصدر احكاما مبدئيه فما بالك  بالأحكام النهائيه وفي النهايه  لا تحكموا علي الناس من مظهرهم فالغلاف لا يعني المحتوي فتمهل عزيزى القارئ قبل ان تحكم علي الاخرين .

كما قال الشاعر  تأن ولا تعجل بلومك صاحبا لعل له عزرا وانت تلوم …تحياتي …

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق