الرئيسةمقالات

الف ” نيلة ونيلة ” ..عندما ضرب السلطان لخمة واتخنق من الجماهير الرخمة !

بلغني أيها الملك الرشيد .. ذو العمر المديد ان البلاد قد امتلأت بالفساد تقولشي هوجة جراد .. وهكذا عم الخراب ووقوق الغراب .. وارتفعت الأسعار فصارت يح نار .. وشح الفول .. وصار العدس والفاصوليا البيضا كلحم العجول .. وأضحت الناس في حوسة وحيرة تقولش ضاربين بانجو وحابسين ببيرة .. فاين ذهبت الوعود .. ومن الذي لحس العهود .. وكيف تحول برنامج الرخاء والعيشة الفيحاء إلي حبة كلام فارغ وهراء ؟! .. ولماذا انطفأت الكوانين وشح التموين وهلت علي البلاد عجاف السنين ؟! .. لماذا اتحشرنا في عنق الازازة بعد ان انبأونا بالخير وبالثريد وبلحم الطير ؟ .. فلم نجد سوي الجوع وخواء الفريجدير .. حقا يالنا من حمقي عندما صدقنا وعود الالف حانة والكذا مليون شقة ! فكفانا كرت علي افأنا وهنا كان الغضب قد اصبح يغلي في الصدور ..والزهق مبقاش مستور .. والعوق لا محالة جاي جاي ..لان الناس مهما صبرت مش هتصبر طول العمر يا مولاي.. ففي ليلة
منيلة بنيلة تجمع الناس هيلا بيلا .. وقرروا الخروج في مظاهرة مهولة .. وهنا خرج رجال السلطان ينادون علي ظهر حمارة عرجة بيان تلو بيان فماذا قال البيان ؟.. قال البيان ان الخير ات علي البيبان وانه فات الكتير ما بقي سوي القليل .. علي متسربع يا ابن الكئيبة خليك تقيل ؟ .. وخرج السيد فسوخه بالأسطوانة اياها المشروخة يحكي عما تم وما حصل من شوارع ومزارع وكباري ومجاري من عسل .. لكن الناس لم تعد تأكل من هذا النهر أو ذلك اللوك لوك .. فالعيشة بقت فقر وخلاص ع الحركرك .. وماذا يفيد الكلام عن الإنجاز .. وقد قارب الناس علي حرق روحهم بقروصتين كبريت ولترين جاز .. فضرب السلطان لخمة وصرخ يالها من جماهير رخمة .. وجمع اتباعه وصارحهم القول (انا وقعت ولاحدش سمي عليا .. حد يشوف لي حل في المصيبة ديه ) .. فانبري الجميع في تقديم الحلول وكلها بتصب في مجري الهرتلة والامعقول .. فاقترح الوزير النحنوح صرف اعانة قدرها (مائه لحلوح) فوقف هنا التابع المطيع لطيف اللطف ابو سريع .. يعلن ان الخزينة علي الحديدة بفضل السياسات الجديدة .. وانبري وزير آخر مسئول عن الكثير من المصايب .. يقترح ضرب المربوط عشان يخاف السايب .. فشعبنا يخاف ولا يختشيش .. وتجرية خرزانة وتسد بقة حزمة حشيش .. وهنا التقط الواد الحويط طرف الخيط وقال انها طريقة غير أمنة .. فلو قطعنا لغاليغ الشعب هنا فخارج المملكة كيف سنخرس الالسنة .. انها طريقة خترة غير مضمونة .. ستجلب العواقب الوخيمة واحتمال تختم بصابونة .
وخرج المستشار السابق (صفصف الرايق) يقترح إلهاء الشعب في الملذات وتغريق البشرية بالديسكات والسديهات .. فهي طريقة مجربة لاتحتاج سوي موزتين واحدة سمينة والثانية معرقبة واستمر الجدال والقيل والقال أيام وأيام .
حتي جاء اليوم المعلوم الذي علا فيه الصوت ليكون الاختيار بين الحرية او الموت .. وخرج السلطان في البلكونة فرأي الجماهير زاحفة نحوه بالهبل شايلين في ايديهم شعل .. وهنا ادركت شهرزاد الصباح .. فسكتت عن الكلام المباح !
رؤوف علواني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق