مقالات

أسرار وبناء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتبت / إيمان أشرف

أسرار وبناء بين الماضي والحاضر نعيش ، ودائما ماتظل ذكريات الماضي خالدة في آذهاننا بما مرينا به ودائما ما نتمني أن يرجع الزمان بنا لنعيشها ونعرف تفاصيلا أردنا معرفتها من قبل هكذا هي حضارتنا الإسلامية التي نقف عندها كثيرا ، وكثيرا ما تثير عقولنا ونتمني ولو للحظة ان نعيش في إحدي عصورها لنعرف لماذا؟ وكيف بني ؟ ولماذا هنا بالتحديد ؟ هكذا شعورك عندما تقف أمام عمائرها . ولكنها رغم ذلك ، نجدها ايضا حضارة فياضة تفيض لنا بكل أسرارها، ولكن قبل ان تبوح لك بأسرارها تطلب منك أن تفكر وتتخيل وعند إذا تخبرك لغزها المحير. وهذا مانشعر به أمام عمائرها عبر عصورها المختلفة والتي ستظل تبهرنا وتبهر أجيال وأجيال قادمة . وأريد أن أحدثكم اليوم عن جامع عريق عندما رأيته لأول برهة وقفت أمامه متعجبة ومندهشه ولا أعلم هل أظل أنظر هكذا أم أدخل واكتشف المزيد ؟! هكذا هو الشعور عندما تقف أمامه فهو كقلعة حصينة تعجبك فيه قبته الخضراء ومأذنتية الجميلتين. وكيف لايكون بمثابة قلعة فهو يقع بداخلها اي (قلعة صلاح الدين الأيوبي )والتي استمرت مقرا للحكم ايضا في عهد المماليك البحرية ، ونكشف الستار عن جامعنا أو جامع الخطبة أو جامع الناصر محمد بن قلاوون . الجامع الذي انشاؤه أحد وأعظم سلاطين المماليك البحرية وهو الناصر محمد بن قلاوون ، وقد انشاؤه في فترة حكمة الثالثة ، وتحديدا تم بناؤه سنة 718هجريا وقد أعاد بناء بعد من أجزاؤه وتجديده في سنة 735هجريا . أما عن أختياره لهذا المكان : ليكون المسجد الجامع للدولة بداخل مقر الحكم ، وفي نفس المكان كان به مسجدا صغيرا فهدمه وانشاء به جامعه ليخرج لنا في أروع صورة نراها في يومنا ، فهو أشبه بقلعة حصينة محصنه وكيف لا ؟ فعندما تنظر لأعلي سوره تجد به شرافات حربية ليست كباقي المساجد التي أعتدنا علي رؤيتها وهي تأخذ شكل الورقة النباتية ، بل نجدها هنا تتخذ شكل نصف دائري و تذكرنا بأسوار مدينة القاهرة الفاطمية ، كما نجد أن له مأذنتين غاية في الجمال يزين قمتهما ببلاطات القاشاني ، ولهما إرتفاع يلامس السماء و تراهما ايضا كالعبد الرافع يديه للسماء مناجيا ربه. ولأنها ايضاعمارة وظيفيه كما أعتدنا : فنجد أن المأذنتين كان يصعد اليهما المأذن ليأذن لعدم وجود مكبرات للصوت . ولكن هنا نقف ونتسأل لماذا قام المهندس بعمل مأذنتين ؟ ! أحدهما ليسمع الآذان منها جهة الدور السلطانية والأخري بالجهة الأخري ليسمع منها الآذان لسكنات الجنود . وهكذا يظل يبهارنا المعماري الأسلامي في تخطيطة لمنشاءته ، وكيف لا ؟ فنجده ايضا في المدخل الرئيسي للجامع الواقع بالجهة الشمالية الغربيه لكي يبرزه ويوضح أنه المدخل الرئيسي جعله بارزا عن الواجهه . ولكن ليس هذا الباب الوحيد للجامع فكما ذكرنا انه تعرض للتجديد واتسعت مساحة الجامع ليسع 50 ألف مصلي ، ولكن نظرا لأن السلطان يصلي به فلا بد من زيادة حمايتة فجعل له بابا مخصصا في الضلع الايمن لجدار القبلة ليدخل منه مباشرة لرواق القبلة ، ولكنه مسدود الآن . وهكذا كان لكل بناء قصة وراءها فكرة تشغلنا وتثير فضولنا ولانجده الافي (عمارتنا الإسلامية) عمارة الحيرة والشموخ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق