كتيت..هبة رحومه
فى واقعة لم تحدث بسوق الهواتف المصرى منذ أيام ما بعد ثورة 25 يناير، تشهد الأسواق حاليًا تراجعا واضحا فى أسعار الهواتف المحمولة بشكل جماعى من جانب معظم الشركات العاملة فى مصر منذ بداية الأسبوع الماضى، بما يخالف كافة التوقعات التى تنبأت بارتفاع أسعار الهواتف المحمولة مع بداية عام 2019، لدرجة دفعت الكثير من مراكز التوزيع والشركات لوقف بيع الهواتف خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة بـ2018.
فعلى خلاف التوقع أرسلت الشركات قائمة أسعار جديدة للتجار والموزعين تحمل تخفيضات كبيرة على أسعار الهواتف خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجارى.
يقول مصطفى السقا تاجر موبيلات بالقاهرة، إن شركات الهواتف أوقفت بيع بعض المنتجات قبل بداية العام الجديد، ومن المعروف بالنسبة لنا كتجار فى السوق أنه فى حالة وقف الشركات لبيع المنتجات التى يطلبها المستهلك، أن يتبع ذلك مباشرة زيادة فى الأسعار، ولكن التوقعات جاءت مخالفة لما تفعله الشركات فى كل مرة تمنع بيع منتجاتها، فلأول مرة منذ أيام ثورة 25 يناير يتم تخفيض الأسعار بهذا الشكل لمعظم منتجات الهواتف فى السوق المصرى، مشيرًا إلى أن المعتاد أن يتم تخفيض أسعار الهواتف قبل نهاية العام وليس مع بداية العام الجديد، وذلك لتحقيق أهداف المبيعات بالنسبة للتجار والموزيعن ولكن الغريب أن هذا التخفيض فى الأسعار يتم مع بداية العام.
وأشار إلى أن هواتف سامسونج وشاومى شهدت نزول فى أسعار منتجاتها وصل إلى 100 جنيه للفئة السعرية ذات الـ 1500 جنيه وحوالى 130 جنيها للفئة السعرية ذات الألفى جنيه كما انخفضت الفئة السعرية التى تزيد على 5 آلاف جنيه فى حدود 500 جنيه.
وأضاف: أما بالنسبة لهواتف أوبو فشهدت أيضًا انخفاضا فى أسعارها حيث انخفضت أسعار الهواتف ذات الخمسة آلاف جنيه فى حدود 500 جنيه، وكلما زاد سعر الجهاز زاد المبلغ المخفض فعلى سبيل المثال فى هواتف أوبو التى تزيد على 6200 جنيه تقل أسعارها حوالى 550 جنيه، وبالنسبة لهواتف هواوى وإنفنكس، فهاتان الشركتان ما زالتا تحتفظان بالأسعار القديمة ولم يعلنا للتجار عن أى تخفضيات حتى بداية الأسبوع الجارى.
وتابع: انخفضت أسعار هواتف نوكيا ذات الأزرار والتى تعتبر هى الأكثر طلبًا فى هذه النوعية من الأجهزة والأكثر طلبًا أيضًا بالنسبة لهواتف نوكيا بشكل عام، ولكن انخفاض بسيط بلغ 20 جنيها تقريبًا للأجهزة التى تباع فى حدود 350 جنيها، وحوالى 30 جنيها فى الأجهزة التى تباع بـ 500 جنيه، و120 جنيها تخفيضا فى الأجهزة التى تباع فى حدود 900 جنيه، كذلك خفضت شركة لافا الهندية أيضًا أسعارها فى حدود 75 جنيها للأجهزة التى تزيد على 1500 جنيه، وفى حدود 50 جنيها على أسعار الأجهزة التى تقل عن 1200 جنيه بينما تحتفظ بنفس أسعار باقى الشرائح السعرية بالنسبة لها.
وتعليقًا على ذلك قال أحمد قنديل، خبير فى أسواق المحمول، إن التراجع فى أسعار الهواتف الذى يشهده السوق المصرى حاليًا يرجع إلى تراجع القوة الشرائية من جانب المستهلكين وحالة الركود التى يشهدها السوق ومن ناحية أخرى فإن الشركات لديها مخزون من المنتجات ومن الأفضل بالنسبة لهم تخفيض أسعار المنتجات حتى يتمكنوا من ضخ المنتجات الجديدة التى تطرحها الشركات فى السوق كل 6 أشهر تقريبًا، مشيرًا إلى أن المنتجات الجديدة التى ستطرحها الشركات خلال الثلاث أشهر الأولى من العام الجديد 2019 ستكون بنفس الأسعار المخفضة أو تقل أيضًا عن الأسعار الراهنة للمنتجات الجديدة.
وأشار إلى أن الأسعار لم تتحرك كثيرًا حتى بعد تحرير سعر الدولار الجمركى بالنسبة للهواتف، وأن الشركات تعلم جيدًا أن المستهلك فى مصر يبحث دائمًا عن السعر الأقل، ولذلك من المتوقع أن تستقر الأسعار خلال الشهور الأولى من العام الجديد 2019، وفى هذا الصدد يتنافس المصنعون على الانخفاض بالأسعار حتى لو كلف هذا الأمر الشركات أعباء مالية إضافية، حيث تحاول كل شركة أن تحافظ على حصتها فى السوق وتعمل على زيادتها من خلال إجراءات كثيرة، أهمها ما تنفذه بإطلاق علامة تجارية تابعة لها تنافس فى الفئات السعرية التى لم تتمكن الشركة الأصلية من تحقيق مبيعات كبيرة فيها.
بيما توقع محمد سالم، مدير شركة سيكو المصنعة للهواتف المصرية، استقرارا فى أسعار الهواتف بشكل كبير خلال 2019 وأن لا تختلف الأسعار كثيرًا عن الأسعار فى 2018، مشيرًا إلى أن المنتجات الصينية التى تعتبر الأكثر انتشارا فى السوق المصرية تظهر مؤشرات أسعارها بعد شهر مارس حسب التقويم الصينى ولكن قبل هذا التاريخ من المتوقع استقرار فى أسعار الهواتف فى السوق المصرى.
ومن جانبه، قال فيكرام بارما، رئيس شركة لافا فى مصر وإفريقيا، إن الشركة تستعد للتصنيع داخل السوق المصرى مباشرة وذلك للتغلب على مشكلة زيادة الأسعار وأيضًا لأهمية السوق المصرى بالنسبة للمصنع الهندى ليس فقط على مستوى مصر ولكن على مستوى السوق الإفريقى أيضًا، وتقديم منتجات للمستهلك المصرى والإفريقى بأسعار تنافسية من خلال التصنيع داخل الدولة التى نستهدف العمل
