اخبار

ضابط الشرطة والحمل الثقيل والحصانة اللازمة

بقلم / أيمن صيام ، ،

من منا لم يحلم في مرحلة طفولته بأن يصبح ضابط شرطة وأن يرتدي البدلة وعليها النسر والنجوم والسيفين إن أمكن وذلك لإحساسنا وشعورنا الدائم بأنها مهنة القوة العادلة التي من خلالها يمكنني إغاثة المستغيث ونصرة المظلوم ومكافحة الفساد ورد الظالم عن ظلمه وغير ذلك من المعاني السامية ومن منا لم يشعر بالأمان عندما يشاهد ضابط الشرطة مترجلا على قدميه أو في سيارة الشرطة متجولا بشوارع الحي الذي يقطن فيه ، فكنا دائماً ننظر إلى الجانب المشرق والمضيء في حياة هذا الضابط ولكن لم نسأل أنفسنا في يوم ما عن حياة هذا الضابط الإنسان الذي يستيقظ كل يوم ذاهبا إلى عمله من أجل أمن الوطن والمواطن ولا يدري هل سيعود لبيته سالماً أم لا . فهل فكرت أخي المواطن المحترم كيف تحمي وتساعد ضابط الشرطة كما هو يفعل معك ؟ الإجابة بالقطع لا . فضابط الشرطة يحمل الحمل الثقيل ولم يكل أو يمل ويتحمل مالا تتحمله أي مهنة أخرى لأنه ببساطة شديدة هو الرجل الوحيد الذي يعاني من تخبط سياسات المسئولين في كل الوزارات بالدولة وكأن القدر قد كتب عليه أن يتحمل ويكافح أخطاء كل مخطئ وفساد كل مفسد في كل مكان بأرجاء المحروسة . فإن أردت أخي المواطن المصري الشريف أن تتعرف على مدى الجهد الذهني والعصبي والنفسي والبدني المبذول من أجل راحتك وأمنك وسلامتك فعليك فقط التوجه إلى أقرب قسم شرطة لبيتك لتقضي فيه يوماً كاملاً بأي حجة لتعيش الأجواء بأكملها لتتعرف على قسوة الأجواء وخطورة التعامل مع البلطجية والمسجلين خطر وتجار المخدرات وغيرها من أشكال الإجرام المختلفة كالمدعين والمتحايلين والمحتالين والنصابين .ولا تنسى أخي المواطن أن كل ذلك من أجل أن تنام في بيتك آمنا مطمئن البال أنت وأولادك . أدعوك أخي المواطن للوقوف مع إحدى اللجان المرورية بالطريق في حرالظهيرة وقت الصيف والشمس الحارقة تتعامد فوق الرؤوس ، أو في الشتاء والبرد القارص من أجل ضبط الإيقاع المروري وضبط المنفلتين والمخالفين من سائقي المركبات الخاصة قبل العامة لترى بنفسك كيف يعاني ضابط الشرطة في عمله من أجلك . أدعوك أخي المواطن لمتابعة أخبار ضباط مكافحة المخدرات أثناء الهجوم على أوكار تجار المخدرات وما يلاقوه من مقاومة إجرامية قد يسفر عنها إستشهاد أحد رجالها . أدعوك أخي المواطن لمتابعة مايقوم به رجال مكافحة الإرهاب من أجل أمن الوطن وكم الشهداء التي تراق دمائهم من أجل امنك وامانك . وغير ذلك من المهام الصعبة التي لانعلم عنها شيء ، فلا تنسى أخي المواطن إن هذه العمليات تتم وأنت نائم في بيتك آمن ومستقر لا تدري بشيء ، فهناك المئات من الضباط الشهداء فهل تتذكر منهم أحد أخي المواطن ، وهذا يكفي للمطالبة بدعمهم وتأمينهم وحمايتهم بكل السبل والطرق المشروعة ومن هنا أطالب اللجنة التشريعية بمجلس النواب بسن قانون يمنح ضابط الشرطة الحصانة الدبلوماسية من المسائلة القانونية أثناء عملهم وتعاملهم مع الإرهابيين والبلطجية والخارجين عن القانون . فضباط الشرطة رجال يعملون في صمت لاينتظرون التصفيق ولا التهليل ولا تسليط الضوء عليهم ولا على مجهوداتهم الجبارة ويستحقون منا كل التقدير والإحترام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق