الأدب و الأدباء

حوار مع الكاتب عصام عبدالحميد

حاورته : حنان الشيمي

كلما مررنا بقلمه تدفق حرفه القادم من أعماق الروح
وحين حملنا أوراق حكاياه حوصرنا بين ترانيم الوجع وأهازيج الفرح
لتتسلل تقاسيم روحه فتشاركنا النبض والفكر والفرح والحزن
بين خلجات النفس مازلنا نعبر معه فصول الحكايا لنقطف أطوار الذكريات أحداث نألفها وأخرى نعرفها وثالثة تقرؤنا من خلال إحساسه المبحر في أعماقنا
برفقة قلمه يصاحبنا الصمت فيترجل البوح خاشعا مستلهما بتنهيدة الأنفاس وتأمل لأبجدية مازالت تعزف لنا ملامحه لتنشده
إنه الكاتب الأستاذ عصام عبدالحميد


أهلا بك ومرحبا
بداية تلك نبذة صغيرة عن ضيفنا
عصام عبد الحميد
روائي مصري
مواليد 24/5/1962
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
عضو رابطة أدباء الحرية.
عضو في قصر ثقافة المطرية بالقاهرة.
ولد بمدينة دمياط في أقصى شمال مصر.
حيث يلتقي النيل بالبحر بعد رحلته الطويلة من المنبع إلى المصب..
يتميز أهلها أنهم أصحاب حرفة فنية حيث يصنعون الجمال الدافئ.. حيث يعمل جل أهلها في صناعة الموبليا..
حس فني بالجمال عام يظلل تلك المدينة.. حيث نشأ الكاتب وترعرعت حواسه.
مات أبوه صغيرا ولم يتعد الثامنة وترك له مكتبة ذاخرة بكل فنون الأدب والعلوم والفلسفة.. فأقبل عليها يقرأ بنهم.. فقرأ كل مؤلفات شكسبير ولم يتعد المرحلة الابتدائية.. وقصة الحضارة والسير الذاتية وادب الرحلات والتهم روايات نجيب وإدريس وإحسان وغيرهم من الأدب العربي والعالمي..
منذ صغره كان يرتاد المكتبات العامة وكان يجد متعة خاصة في القراءة في هذه الحالة من السكينة والهدوء
ينتمي للثقافة العربية ويحب كل الثقافات ويقرا لها..
عاش واعيا بأحداث وطنه والأمة العربية وازمات مجتمعاتها..
يؤمن أن للأدب رسالة حضارية يجب ألا تتوقف لحظة عن الارتقاء بمجتمعه ورفع الذوق العام وإحياء القيم الإنسانية التي تحعل العالم مكانا أفضل للعيش.
صدر له :
فتافيت إمرأة ( مجموعة قصصية ) 2008 دار رؤية
زوجتك نفسي ( مجموعة قصصية ) 2011 دار أكتب
هان الود ( مجموعة قصصية ) 2013 دار البشير
منازل للحب ( قصتان ) 2015 دار البشير
عزة ( رواية) 2018 دار البشير
وله نشاط أدبي على مواقع التواصل الاجتماعي.. وعضو في قصر ثقافة المطرية.. ويقدم قراءات نقدية وله مساهمات في تقديم المواهب للساحة الأدبية

1-
عرفنا بنفسك بالقدر الذي تريد؟
هو لايختلف كثيرا عن التعريف الشخصي الذي تفضلتم به في التقديم.. فقط أحب أن أزيد عليه.. أن الكاتب يعيش دائما في حيرة وقلق.. غارق في بحار الأسئلة.. لايتوقف عن البحث.. مهموم بمجتمعه وينحاز ويعبر عنه.. وجدان القارئ وعقله هو هدفه الأساسي.. لأجله يصوغ رسالته.

2-
إنّ الحديث عن البدايات طويل لا ينتهي، وربما الأمر احتاج إلى رواية؟ولكن باختصار حدثنا عن بدايتك مع الكتابة؟
لا أستطيع أن أحدد بالضبط متى كانت البداية ولكن ما أعرفه أنني أكتب منذ وعيت الكتابة.. كتبت وانا مازلت في المرحلة الابتدائية خواطر وقصص وشعر.. بالتاكيد كانت بدايات ساذجة ولكنها كانت مهمة.. وكانت لي أجندات أدون فيها مشاعر كثير وصور وكنت أعرض ما أكتب على بعض الأساتذة والزملاء فيستحسنوه مما كان يشجعني أكثر.. وجاءت البداية الحقيقية والتي جعلتني أفكر بالنشر بقوة حين عرضت بعض أعمالي على نقاد متخصصين فأبدوا إعجابهم الشديد بما أكتب وشجعوني على النشر وبدأت الرحلة


3-
كثيرون كتبوا القصص والروايات ونظموا النثر والخواطر ، لكن هذا ليس بأمر كافٍ لولادة أديب ، من هو الأديب برأيك؟ وهل يولد الإنسان أديبا؟ أم أنّ المثابرة على النّهل من بحر الأدب تصنع أديبًا؟
برأيي يولد كل إنسان بموهبته الخاصة.. يصقلها أو يدفنها عوامل كثيرة أهمها ظروف النشأة والبيئة الحاضنة له ثم رغبة الإنسان وشغفه.. ولا يوجد أديب بدون موهبة حتى ولو قرا كل كتب الدنيا.
والأديب صاحب قدرة على تحويل الصورة لحرف.
صاحب قدرة على الرؤية من زاويا لايراها الناس فيعمل على التنبيه وإضاءة العقول.. وله القدرة على مخاطبة وجدان الناس والتأثير فيهم..
الأديب ينحاز لمجتمعه ويعبر عنه.
الأديب له قدرة على الاستشراف.. ورؤية المستقبل والاشارة إليه.

4-
ينتفض القلب وينطق القلم فإلى كم من رحيل ينزف الإحساس ويبوح الألم ؟
وأيهما تفضل القصص أم الروايات ولماذا؟ وحدثنا عن عزة وظروف كتابتها ونشرها؟
أصدق تعبير عن الكتابة هي النزف.. فالكاتب الحقيقي ينزف مشاعره مدادا على الورق.. وآية ذلك هو معايشته لكل لحظة معاناة تعيشها شخوصه في النص.. حتى أنه ليفرح ويحزن ويبكي ويضحك ويمرض ويشفى من غوصه العميق في شخوص قصصه حتى أنه يحتاج كل فترة لأخذ راحة خاصة بين كل عملين يستعيد فيها خلاياه لتتجدد ويبدأ رحلة جديدة من الغوص والنزف.
عزة رواية من واقع المجتمع المصري.. نسجتها من خلال قصة حب.. وقصص الحب هي قصة الحياة كلها كثير من العاطفة والصدق والتشويق يصنع بها الأديب وجبة غنية مخلوطة برسالته..
كانت الرواية في ذهني ولكني كنت أبحث عن الرابط والمعني والنص الخلفي حتى وجدته في مرض يصيب النساء إسمه متلازمة القلب المنكسر فكانت بداية الامساك بخيوط الأحداث وربطها ببعضها البعض واستغرقت في كتابتها ثلاث سنوات تقريبا


5-
متى اكتشفت موهبتك الأدبية ؟ وهل كان للظّروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة؟وكيف جاءت فرصة النشر الورقي؟.
اكتشفت موهبتي الأدبية في سن مبكرة جدا خاصة من ردود أفعال كل من كان يقرأ لي.. وأذكر أنني كنت أكتب عن للأصدقاء عن مشاعرهم تجاه أحداث مؤثرة يمرون بها كمن يفقد أمه مثلا.. وكانت تجد صدى لديهم مشجع.
وأفضل ظرف ساعدني في ظهور الموهبة هي القراءة الكثيرة والكثيفة وارتياد المكتبات.. وعدم التوقف عن الكتابة.
جاءت فرصة النشر الورقي في العام 2008 عن طريق أحد الأصدقاء المقربين وكان صاحب دار نشر وأمن بضرورة طباعة ما أكتب فطبع لي المجموعة القصصية فتافيت امرأة والتي لاقت نجاح كبير في ذلك الوقت
.
6-
المرأة هي الوجه الجميل للحياة، وحياة خالية منها يباب وعدم ، ما مكان المرأة ومكانتها في أعمالك؟
أمي كانت أول وأهم إمرأة في حياتي.. مالت علي في أخد الأيام وأنا في سن مبكرة وكنت عاكفا على قراءة أحدى مجلات الأطفال وقالت لي: هل ستظل طول عمرك تقرأ في مجلات الأطفال؟ فغيرت تلك الجملة مساري في القراءة تماما وماتبعها.
بلا شك أن المرأة هي كنز الكاتب الرئيسي وبحر زاخر من الجواهر.. وعنصر جاذب للكتابة.. وذلك ليس لمجرد انها أنثى تميل لها النفس بالفطرة ولكن لكونها عمود أساسي من أعمدة المجتمع.. وتساهم في تشكيل وجدانه بالسلب أو الإيجاب.
والمرأة أخذت حيزا كبيرا في أغلب أعمالي فأنا منحاز لها كثيرا وقد عالجت في قصصي أنواع كثيرة من النساء أغلبها كان يتكئ على جراح كثيرة تعاني منها في مجتمعاتنا العربية
.
7-
تتنوع المواهب عند البشر كما تتنوع النبتة والتربة كالصحراء والجبل والسهل ولكل نكهتها لذا هل التنوع في الكتابة مطلوب ؟
بالتأكيد التنوع في الكتابة مطلوب ومهم وعاجل حتى على مستوى الكاتب نفسه.. يجب أن يثري قلمه حتى لو كان يكتب في نوع واحد من الأدب عليه ان يقدمه بطرق متنوعة.. والحياة لاتقف عند نوع واحد أبدا بل يفرض التطور السريع للحياة ألا تتوقف عقول الادباء عن التنوع بما يتناسب مع ظروف الحياة


8-
هل تنتمي إلى أيّ مؤسّسة أدبيّة؟ وإن كان نعم، حدثنا عن تجربتك، وماذا يمكن للمؤسّسات الأدبيّة أن تضيف للكاتب؟
المؤسسات الأدبية مهمة جدا في صناعة الأدباء وتقديمهم وهذا يحدث في الدول المتقدمة ولكن عندنا للأسف الشديد لاتوجد هذه المؤسسات بشكل كافي ولائق والمؤسسات الرسمية تعاني من الشللية والاقصائية.
وقد كان لي تجربة هامة مع رابطة أدباء الحرية في سنوات ماضية ولكنها للأسف لم تستمر.

9-
عندما يستوقفنا الواقع يطلب رخصة الأمل ليتمكن من عبور الحلم، كيف تضرب له الإرادة بحوافرها وترفع له الهمم؟
وما رأيك بالحركة الأدبيّة حاليًّا خاصّة بعد انتشار وسائل الاتّصال الاجتماعيّ السريعة؟
سؤال قيم جدا.. برأيي أن الواقع يطلب من الكاتب أن يخط صورة حية للمستقبل وأن يرسم الطريق الذي يوصلهم لأمل حقيقي وقوي وأن يخرج من دائرة اجترار الأحزان من الماضي ويأخذ منه مايستطيع لرسم صورة المستقبل.
الحركة الأدبية الأن في ظل انتشار وسائل التواصل في حالة نشاط كثيف وتفرز كل يوم أعداد كبيرة من الكتاب وهذا برايي ظاهرة صحية لأن هذه الأعداد الكبيرة ستفرز بعد ذلك عن أعداد معتبرة من الأدباء الحقيقيين فتتسع دائرة التأثير وهو مايحتاجه الوطن والمجتمع للمستقبل
.
10-
هل تعتقد أنّ الساحة الأدبيّة حاليًّا تحتوي على نقّاد على قدر من المسؤوليّة؟ ومن هذا المنطلق كيف ترى مستقبل الأدب من حيث القيمة والجودة والمتانة؟
نعم هناك نقاد على قدر من المسؤلية ولكنهم قلة.. والحركة النقدية بشكل عام تعاني مثل قطاعات كثيرة.. وهذا للأسف يؤثر على الحركة الأدبية من حيث القيمة والجودة والمتانة.
أنا بشكل عام أرى المستقبل أفضل على كل المستويات وليس على الحركة الأدبية فقط.. ومبشرات ذلك زيادة نسبة الوعي عند قطاع عريض الجماهير وإقبالها على القراءة والإطلاع وكلما زادت نسبة الوعي كلما بشر ذلك بمستقبل أفضل.. ولكن يجب أن يقوم كل منا بدوره الحقيقي ويساهم في تحسين الواقع والاسهام في توسعة الوعي لدى الجماهير بدلا من التوقف والانتظار حتى يتحسن الواقع.. فلا شيء يتغير بدوننا


.
11-
من هو الكاتب النّاجح من وجهة نظرك؟ وهل وجود نسبة كبيرة من المتابعين والحواريين حوله وزيادة مبيعات اصداراته يعد من مقاييس النجاح والاستمرار؟.
الكاتب الناجح من وجهة نظري من يستطيع الوصول لوجدان الناس ويعبر عنهم.. من يتحول مايكتبه إلى مرايا نرى أنفسنا فيها بالوجه الحقيقي.. من يتكأ على أوجاعنا ليفجرها في وجوهنا.. من يجعلنا نفكر ونطرح الأسئلة من يلقينا في بحار الحيرة.. من يقرع أجراس الخطر.. الأديب الناجح من له القدرة إبهار القارئ وإجتذابه بالتشويق والاثارة والعاطفة وجعله يلهث وراء حروفه.
نسبةالمتابعين الكبيرة وزيادة المبيعات هو لاشك نجاح يتمنى كل كاتب أن يصل إليه.. ولكن هذا لايعني بالضرورة أن يكون أديبا حقيقياً.. أو أن يستمر لفترة طويلة فالساحة للأسف ملأي بهذه الظواهر بأنصاف وأرباع المواهب الأدبية ومع ذلك ناجحين إعلاميا.. ولكن ذلك لايضمن الاستمرار لفترة أطول.. ولن يستمر ذلك فترة طويلة
.
12-
ما الركائب التي يتطلبها السفر عبر ثنايا الرواية
وما هي مقاييس الرواية الناجحة ؟ ومن برأيك الحكم الحقيقيّ لنجاح الرواية؟ وما هو معيارك للقلم الفذ صاحب القضية؟
يلزمه مخاطبة الوجدان بالعاطفة والإثارة والعمق والصدق، ومخاطبة العقل بالسبب والنتيجة، والصراع المتصاعد للأمام لخلق قوة دافعة متوترة، كل هذه الأدوات هدفها خلق نص خلفي مثير للحيرة للتساؤلات والتفكير، وذلك يجعل له مدى أوسع في التأثير على الوعي لدى القارئ.
والمعيار الحقيقي لنجاح الرواية هو مدى تأثيرها على محيط الناس لحد التغيير.. حتى ولو كان التغيير بسيطا ولكن يجب أن تترك الرواية أثارا عميقة في الوجدان.
والحكم بنجاح الرواية القارئ بالدرجة الاولى ثم القواعد الحاكمة لكتابة الرواية ورؤية النقاد لها
.
-13
هناك من يعشق لقب أديب ، إذ بتنا نلاحظ في الآونة الأخيرة كثيرًا من الكتّاب يلصقون لقب أديب أمام اسمهم رغم أن لا علاقة لهم بالأدب؟ هل ترى أنّ اللقب يعطي قيمة لصاحبه؟ وهل تعتقد أنّ هناك مميّزاتٍ للأديب من حيث الإحساس والمشاعر والعاطفة؟
نعم هناك من يبحث عن الألقاب ومن يهوى أن يسبق إسمه لقب أديب متصورا أنه يستمد قيمته من مجرد كلمة وهذا مردود طبيعي لحالة السيولة الفكرية التي نعيشها واختلاط واختلال المفاهيم.. والانسان يستمد قيمته من فعله وليس من مجرد لقب يسبق الإسم.. وفي تصوري أن القارئ وحده من يستطيع التمييز بين الأديب والمدعي.
بالتأكيد يتميز الكاتب عن غيره في الرؤية والملاحظة والشغف والتأمل والتفاعل والانفعال والرؤية


..
14-
هل توافق على مقولة إنّ إصدار الكتب هو إثبات للذات أولًا وأخيرًا؟
وحدثنا عن مشروعاتك الأدبية القادمة بإذن الله تعالى؟
إصدار الكتب ربما يعني للكاتب إثبات وجوده.
بلا شك أن إصدار الكتب يمثل قيمة كبيرة وذاتية للأدباءهذا ليس أول المطاف وأخره.. ولكن إثبات الذات بقيمة مايحتويه الكتاب وحجم تأثيره ومداه وبقاؤه في نفوس القراء..
لدي مجموعة متنوعة من المشاريع الأدبية أعمل عليها بشكل متوازي في وضع الهيكل العام لها وأعمل حاليا على رواية جديدة أسال الله ان يوفقني فيها
.
15-
ما هي العوامل التي أدّت إلى الحدّ من انتشار الكتاب الورقيّ في عالمنا العربيّ، هل تعتقد بأنّ وسائل الاتصال الحديثة التي سهلت الحصول على النسخ المجانيّة إحدى هذه العوامل؟
نعم أثرت ككل تكنولوجيا حديثة مثل ماحدث عند اختراع التكنولوجيا المسموعة على المطبوعة ثم اختراع التلفزيون على السينما وهكذا.. كل خطوة تكنولوجية تؤثر على سابقتها.. غير أن لكل قديم بريق يحتفظ به.. يجذب الأجيال المتعاقبة..
نعم أثرت وسائل الاتصال الحديثة على الكتاب المقرؤ ولكنه مازال يحمل سحرا خاصا ويجذب له ملايين القراء على مستوى العالم.. ومازالت دور النشر والمطابع تعمل بلاتوقف.. وأظن أن الكتاب الورقي يستعيد عافيته وتزداد جماهيريته أكثر
.
16-
أيّ أنواع الأدب يستحوذ على اهتمامك ولماذا؟
الحكي بشكل عام يأسرني منذ صغري.. الحدوتة المسموعة قبل النوم.. القصص التاريخية والاجتماعية.. تستحوذ على اهتمامي.. سواء قص قصير أو طويل أو رواية.. يأتي بعده أدب الرحلات والشعر
.
17-
نعيش في عصر الرواية، هل توافق على هذه المقولة؟ وهل تعتقد أنّ الشّعر والنثر والخواطر وباقي أنواع الأدب قد فقدت بريقها أم أنّها منافس قويّ يقف بصلابة أمام أنواع الأدب الأخرى؟
نعم نعيش في عصر الرواية للأسف وقد وأثر ذلك كثيرا بالسلب على الأجناس الأدبية الأخرى بالرغم من أن الشعر والقص القصير مازال منافس قوي ولم يفقد بريقه ولكن يجب أن تتبنى دور النشر هذه الأجناس وإعادة تقديمها بصور مختلفة فالشعر المسموع كمثال هو أكثر تأثيرا من المقروء.. إلا أن الذوق العام مال للرواية وكذلك على مستوى التسويق التجاري قدفقد ارتأت دور النشر أن الرواية أسرع مبيعا فمالت لها.. فظهرت على حساب الأجناس الأدبية الأخرى
.
18-
هل كان لكاتب ما تأثيره عليك، وعلى نهجك في مسيرتك الأدبيّة؟
نجيب محفوظ بالدرجة الأولى.. فبغض النظر عن عبقرية السرد والوصف فدائما نصوصه تحمل بعدا ثالثا عميقا وفلسفة أبعد من مجرد رواية أو قصة قصيرة تقرأ.. فنجد دائما في كل قصة بسيطة ظاهرة للعيان قصة خلفية تؤثر في وجدان القارئ بشكل عميق.
وكذلك تأثرت كثيرا بالرائع نجيب الكيلاني والذي يشبه محفوظ كثيرا في فلسفته العميقة في نصوصه
وتأثرت بيوسف إدريس عبقري القص القصير.
وهناك الكثير ممن قرأت لهم عالميا وعربيا ومصريا وتأثرت بدرجات مختلفة
..
19-
ما أحبّ أعمالك إلى قلبك؟
السؤال الصعب.. كل نص كتبته له نكهته الخاصة وله محبته كذلك الخاصة.. ولكنني أميل لعزة روايتي الأخيرة ربما لأنها أحدث بناتي

.
20-
كلمة تحبّ توجيهها إلى القرّاء
فكر دائما وأنت تقرأ..
الكتاب مثل الطعام لاتتناول الفاسد منه أو قليل القيمة الغذائية فهو يؤثر عليك.
القراءة تجمع بين المتعة والافادة وهذا شيء نادر في الحياة.. فلا تتخلى عنها ابدا مهما كانت انشغالاتك.
لك كلّ الشّكر على هذا اللقاء القيّم الماتع…نتمنّى لك كلّ التوفيق.
العفو.. شكرا جزيلا على هذه الاستضافة الكريمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق