اخبارالرئيسة

متى نحرر مصر من المركزية التي تهدمها؟! فأهل مكة أدرى بشعابها!!

متى نحرر مصر من المركزية التي تهدمها؟! فأهل مكة أدرى بشعابها!!
كتب خالد عاشور 
تجربة اللواء عادل لبيب الطويلة في الادارة المحلية جعلته اشبه بشيخ العرب همام، فكان عارفا بكل صغيرة وكبيرة في المحليات، ولديه الحلول السريعة ومن خارج الصندوق، فقط ما عليك الا أن تسأله.

خلال فترة اللواء عادل لبيب كان هناك شيء من اللامركزية، وصلاحيات معقولة للمحافظات وللمحافظين، ليكونوا بحق رؤساء جمهورية محافظاتهم، كما نادى السيد الرئيس في اكثر من لقاء.

ولهذا، في عهد الوزير عادل لبيب كنت صاحب الصلاحية في تعيين رئيس مدينة او استبعاده، وبالتالي طالما ان رئيس المدينة يعرف ان من صلاحيتي كمحافظ تقييمه واستبعاده او ترقيته او تمييزه أو مكافأته…..حتما لن ينام ولن يهدأ له بال، بل سيعمل ليل نهار….الخ.

انقلبت الاوضاع تماما بعد ومنذ قدوم السيد احمد ذكي بدر وحتى تاريخه، فقد جعل اختبار واختيار وتعيين ونقل واستبعاد رؤساء المدن ومن فوقهم من اختصاص الوزير من خلال نشره، وحركه يصدرها وزير التنمية المحلية!!!!

بعبارة اخرى بدأنا نسير عكس عقارب الساعة..ماذا ينتظر محافظ من رئيس مدينة يعرف جيدا ان قرار بقائه او استبعاده هو اختصاص وزير التنمية لا محافظ الإقليم؟!!!!

بل قد يفاجأ المحافظ بعد اجتماعه وتعليماته لرئيس المدينة في المساء أنه في الصباح الباكر ضمن حركة رؤساء المدن التي أصدرها الوزير في العاصمة؟! واستبعاد البعض او نقلهم لمحافظة اخرى رغم تكليفهم بمهام او ثقة وسعادة المحافظ بهم وبآدائهم…لان الامر صار مركزي!!! حاجة كده عكس عقارب الساعة.

المحافظ يعين بقرار جمهوري شأنه شأن وزير التنمية المحلية، وكلاهما في رتبة وزير، وأن وظيفة وزير التنمية المحلية ليس وزيرا للمحافظين كما اعتقد البعض خطأ ربما لغياب المعرفة بالمهمة او الاختصاص.

فوزير التنمية المحلية مهمته التنسيق والتيسير من خلال التواصل مع الوزراء المعنيين لتحقيق أغراض التنمية في كل محافظة، من خلال كل محافظ وليس من خلاله هو كوزير…فأهل مكة أدرى بشعابها…مش كده ولا أيه…ده اللي بنسميه علميا “اللامركزية”!!!

كنت أتمنى بعد ثورة يونيو ان يكون قانون الادارة والتنمية المحلية في مقدمة القوانين التي تصدر، لتتحرر مصر من قيد المركزية البغيضة وتنطلق…ولكن الى الان لايزال حبيس الأدراج!

وبناء عليه، وحتى لا نهدر المزيد من وقت الوطن، ياريت نواكب التطورات اللي الدنيا كلها عايشاها وخاصة من تقدموا، فقد تقدموا بلامركزية حقيقية، والمحافظ بعد ذلك مسئول عن النتائج أمام الجهات المعنية.

آلاف المشروعات معطلة في كافة محافظات مصر بسبب المركزية البغيضة او انتظاراً لانعقاد لجنة بيروقراطية بالقاهرة، في حين ان المحافظ في جلسة لربع ساعة مع وكلاء الوزارة المعنيين…انها المركزية العقيمة التي هي احد اسباب تأخر هذا البلد.

وعندما يتصرف المحافظ، فهو ليس حرا طليقا بل تراقبه كافة الأجهزة، وبالتالي ندعه يعمل وندعمه ونيسر له، وبعد ذلك يكون كشف الحساب، من حيث عدد المصانع التي فتحت والوظائف التي وفرت….الخ، ويكون هناك تنافس بين ٢٧ محافظ، وفِي ذلك فليتنافس المتنافسون…

وفقنا الله واياكم لما فيه صالح هذا الوطن الذي يسكننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق