فن

عزة رياض تكتب زيارة قصيرة

كتب :محمد سطوحي

لكونِكَ الأخيرَ
هذا يجعلُك فى مقدمةِ النهايةِ
ترتجفُ وحيدًا
تَرتدي ما تبقى من الوقتِ
تُمَشِّطُ شعرَك بطريقةٍ عفويةٍ
ترصدُ كلَّ ما فقدَه الليلُ
فى أعينٍ غلبَها النعاسُ حتى وقت الظهيرةِ
تراهُم عَرايا
يَلْتحفونَ غِطاءً مثقوبًا
راغبينَ فى قطراتِ ماءٍ لسَحابٍ قديمٍ
فرَّ هاربًا من عصورِ ما قبلَ التاريخِ
كان يعلمُ أنهُ أمنيةٌ غاليةٌ
لشخصٍ ما
لا يَبتغى أنْ يكونَ مشروعًا لجنازةٍ مَهيبةٍ
أو يسكنَ ذاكرةً مؤقتةً لامرأةٍ ثَرثارةٍ
شخصٌ لا يتذكرُ عن نفسِه أمورًا كثيرةً
ولا يطاردُه فى منامِهِ إلا صريخُ أمهِ حين لفظت برأسِه
خارجَ حِصْنها
فتتلقفُه أيادي نِسوةٍ يقتتنَ على رؤوسِ الأطفالِ الطازجة
وينتزعنَ من أياديهم أحبالَ العودةِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق