حوادث

مصادر أمنية وقضائية: المعهد القومي للأورام الهدف المقصود للعمل الإرهابي

 

كتب / محمد السمان

مصادر أمنية وقضائية: المعهد القومي للأورام الهدف المقصود.. السيارة كانت محملة بمادة متفجرة TNT.. والمدى الانفجاري تجاوز الـ300 متر ومياه النيل امتصت جزءًا من الموجة الانفجارية.

كشفت مصادر مطلعة عن «تحليل موقف» حادث انفجار سيارة مفخخة بمنطقة قصر العيني، أمام معهد الأورام، والذي تبين من الفحص المبدئي أنه نتيجة تصادم سيارة ملاكي بداخلها كمية من المتفجرات بثلاث سيارات أثناء سيرها عكس الاتجاه.

وقالت المصادر، إن الأجهزة المختصة شكلت مجموعة عمل تضم ضباطًا من جميع قطاعات وزارة الداخلية والأجهزة الفنية للوصول إلى الحقيقة النهائية للحادث.

وأكدت المصادر، أن خطة البحث شملت تتبع خط سير السيارة المفخخة المسروقة من ثلاثة أشهر، وذلك بواسطة تفريغ جميع الكاميرات الموجودة في جميع خطوط السير التي تؤدي إلى نقطة التفجير في شارع القصر العيني.

وأشارت التحريات المبدئية، إلى أن السيارة المسروقة كانت «مخزنة» منذ تاريخ البلاغ بسرقتها ولم تكتشف مراجعة الكاميرات الخاصة بالإدارة العامة للمرور سيرها في وقت قريب، مما يعني تخزينها في مكان قريب من نقطة التفجير.

وتجري الأجهزة الأمنية مراجعة فيديوهات الكاميرات بأثر رجعي لتحديد خط سير السيارة، من مكان سرقتها وصولًا إلى مكان إخفائها، وبالتالي تحديد شخصية قائدها، وتحديد إذا كان شخص أخر غير الإرهابي المحتمل “بعد إعادة ترميم الوجه” أو مجموعة أشخاص سلموها فيما بينهم حتى تسلمها منفذ العملية.

وقالت المصادر، إن المعمل الجنائي رفع أثار أشلاء آدمية من داخل السيارة مما يرجح أن تكون العملية «انتحارية»، ولتحديد ذلك سحب فريق من أطباء الطب الشرعي عينات من جميع الجثث، وسحب عينات من أسرهم، موضحة أن الجثث السليمة تم تسليمها ودفنها بالمستندات الرسمية التي أثبتت صلة القرابة بعد تصريح النيابة، أما الأشلاء الآدمية فتم سحب العينات منها وممن يدعون قرابتهم، بعد تحديد جثة الإرهابي، عقب صدور تقارير الصفة الوراثية سيتم تسليمها خلال يومين لإتمام مراسم الدفن.

وأشارت المصادر، إلى أنه تم سحب ثلاث عينات من الجثث عبارة عن عينات «لعاب، وجه، إصبع» وتم إرسالها إلى منظومة حفظ البصمة الوراثية في مصلحة الأدلة الجنائية لمضاهاتها بعينات DNA المحفوظة للمسجلين السياسيين والجنائيين.

وأكدت المصادر، أن الأربع جثث المجهولة تمت عملية إعادة ترميم للوجه، وقريبًا سيتم إعلان هوية منفذ العملية سواء كانت أشلاء الجثة المعثور عليها من بين الضحايا لقائد السيارة أو لشخص آخر أم لجثث متناثرة، بهدف تحديد جنسيته ومعلوماته الأساسية أو جثة لشخص آخر كان بصحبته أثناء تنفيذ العملية.

ويجري فريق اتصالات فني عالي المستوى، تحريات لتحديد احتمالية مغادرة الإرهابي للسيارة قبل التفجير، خصوصًا أن هناك مشاهدات تفيد بنزول الإرهابي من السيارة قبل تفجيرها ذاتيًا بواسطة تايمر.

ورجحت المصادر أن المستهدف بالعملية الإرهابية مستشفى الأورام أو قصر العيني، وذلك لأن تكنيك العملية الإرهابية يشير إلى وضع «خطة محترفة» لتنفيذها، وأن احتمالات العشوائية مستبعدة، لأن المواد المستخدمة في الحادث شديدة الانفجار، مما يعني أن الإرهابي عضو في خلية تتلقى تكليفات، وأن التجهيز للحادث كان بواسطة مجموعة، وليست عملية فردية، فضلًا عن سيره ببطء لتحقيق خسائر فادحة بين أرواح المرضى والمواطنين، لولا الصدفة التي منعته من الوصول لنقطة المستشفى.

وعن دلائل استهداف «مستشفى» قالت المصادر إن هناك مجموعة احتمالات تم وضعها «هدف» العملية الإرهابية، أولها إحدى السفارات المحيطة بالقصر العيني، لكن ذلك الاحتمال مستبعد، نظرًا لأن السفارات المحيطة يوجد داخلها أجهزة دوائر كشف على نطاق 2 كيلو وأن الحادث وقع على مسافة 3 كيلو و600 متر من أقرب سفارة، مما يعني أن نقطة التنفيذ المستهدفة بعيدة وإذا كانت مقصودة كان الأجدر بالإرهابي السير في اتجاه السيارات من شارع قصر العيني.

كما أن احتمال تفجير «كمين» مستبعد؛ لأن في حالة استهداف كمين كان الإرهابي حاول اختراق نطاق كشف السفارات من ناحية قصر العيني وكانت مواجهته بكمين «تدمير» سيارته أمرًا حتمي.

واستبعدت المصادر محاولة الإرهابي قائد السيارة الوصول إلى محيط إحدى السفارات عن طريق الكورنيش لمعرفته بخطورة شحنة المتفجرات بحوزته وخطورة انفجارها دون الوصول لنقطة قريبة من الهدف مستحيلة مع السير عكس الاتجاه.

واستطرد المصدر قائلًا إنه من غير الوارد أن يضحي الإرهابي بكمية المتفجرات النادرة بعد التشديدات الأمنية على تهريب المتفجرات، لإصابة رجل مرور ومجموعة سيارات خاصة بالمواطنين.

وقال المصدر: «إن فحص مؤشرات البث المباشر الذي نقلته قناة الجزيرة القطرية للحادث، والصور المحترفة لعملية إجلاء الضحايا التي تم التقاطها بواسطة مجهولين واللجان الإلكترونية التي صدرت المشهد على أنه تقصير من رأس الدولة، تشير إلى تدبير التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بواسطة ذراعها المسلح «حسم» لتنفيذ حادث إرهابي له أثر إعلامي مدوي، وأن الدلائل تشير إلى رغبة التنظيم في إحداث وقيعة بين الشعب والإرادة السياسية، بعد النجاحات المتتالية التي حققتها الدولة على جميع الأصعدة، والتفاف الشعب حول قيادته لتنفيذ إجراءات عملية الإصلاح الاقتصادي.

وبحسب المصادر، صدرت تعليمات عليا بإعلان جميع نتائج التحقيقات والتحريات على الشعب المصري، وسرعة تحديد الخلية الإرهابية المنفذة للحادث.

ومن جانبها، تواصل نيابة جنوب القاهرة الكلية، تحت إشراف المستشار سمير حسن، المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة، تحقيقاتها الموسعة في الحادث.

وكشف مصدر قضائي، عن تفاصيل الحادث الذي وقع في الحادية عشرة إلا ربعًا مساء الأحد الماضي، على الكورنيش في منطقة المنيل، حيث تبين أن الأجهزة الأمنية المتواجدة لتأمين معهد الأورام رصدت السيارة المتسببة في الحادث وشكت في خط سيرها، وبتتبعها تبين أن الإشارة في المنطقة توقفت، مما دفع قائد السيارة إلى تغيير مساره والعودة في نفس الاتجاه بسير عكسي، حيث إن السيارة كانت متجهة لتنفيذ عمل إرهابي في ذلك التوقيت، لكن بتوقف إشارة المرور وتعديل خط السير، وانفجارها في التوقيت المحدد لها أمام مستشفى معهد الأورام، لأن اللجنة الفنية أوضحت أن السيارة كان بها تايمر أجبره على التوقف والسير عكس الاتجاه بسبب عدم دقة حساب المسافة مع التوقيت.

وأكد المصدر، أن مستشفى معهد الأورام هو الجهة المقصودة، حيث إن سياسة الجماعات المتطرفة تغيرت في الآونة الأخيرة بدلًا من استهداف المنشأت الحكومية وأجهزة ومؤسسات الدولة، تغيرت إلى التخطيط لاستهداف أماكن التجمعات والميادين، وتهديد أمن الشارع المصري.

وأوضح المصدر، أن النيابة العامة عندما أنهت فحص السيارات التالفة والسيارة المتسببة في الحادث تبين وجود كمية من المادة المتفجرة T N T تجاوزت المائة كيلو داخل حقيبة السيارة، وجارِ انتظار التقارير النهائية للأدلة الجنائية وخبراء الفنيين؛ لتحديد حجم العبوات المتفجرة، كما تبين أن المدى الانفجاري للانفجار تعدى حاجز الـ300 متر، وتسببت في حفر في الأرض على عمق 3 أمتار وأن مياه نهر النيل امتصت جزءًا من قوة الموجة الإنفجارية.

كما تبين أن السيارة المتسببة في الحادث فجرت ميكروباصين كان يستقلهما معازيم أحد الأفراح، وكان بهما أطفال تطايروا من السيارة بسبب قوة الانفجار، وبسبب ضعف حجمهم ومنهم طفلة تفحمت وأخرى سقطت في المياه وتوفت.

وطلبت النيابة العامة الكشف عن هوية سائق السيارة المتسببة في الحادث، واستعجال تقرير سحب عينات الـD N A، الذي سيقرر أن السيارة كان بها دماء خاصة بالانتحاري قائدها، لأن المعاينة أكدت أن شخص كان يستقل السيارة، وهناك آثار أشلاء ودماء بها.

وفي السياق ذاته، تواصل النيابة إصدار تصاريح الدفن لباقي الجثث التي توفت أمس، وتسليمها لذويها، ومخاطبة الأهالي الذين لم يعثروا على ذويهم بالتقدم بمحاضر تثبت فقدهم للبحث عنهم في الجثث المجهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق