المشكلة لا تكمن في اسم المدير الفني وسيرته الذاتية وقدراته الفنية بقدر ما أن الأمر يتعلق بجيل مسخ

وفي زمن السوشيال ميديا وغياب الحضور الجماهيري عن المدرجات خلق جيل من الجماهير لا تعرف متى تدعم ومتى تهاجم .
واصبحت السوشيال البديل لصوت الجماهير فبات هناك أولترا اللاعبين فمن الكافي جدا أن يكون اللاعب صديق أحد أباطرة العالم الإفتراضي من المشاهير ليصبح انتقاد مستوى اللاعب من المحرمات فهناك من سيدافع عنه بضراوه بالاضافة لظاهرة عاشق ودان عباس وسعدون عاشق حمادة والدون .

وبات المدرب أضعف حلقات المنظومة فالويل له إن قرر استبعاد لاعب مشمول برعاية أباطرة العالم الافتراضي وأصبح المدرب كبش فداء مع كل إخفاق أما اللاعبين فهم في الأمان دائما وضحية تكتيك وفكر المدرب المشموم .

وما كنا نسخر منه بالأمس في معسكر المنافس أصبحنا نطبقه بحذافيره وأخشى ما اخشاه أن يتحول بعض اللاعبين لمراكز قوى في الفريق لتكتمل المأساه .
وأنا هنا لا أدافع عن مدرب أقيل أيا كان اسمه في السنوات الأخيرة فهو من جاء ولم يعرف شخصية الأهلي ولم يستفز قدرات اللاعبين للقتال من أجل الأهلي .

فكثيرا ما حقق الفريق انتصارات مدوية وبطولات إعجازية رغم ضعف المدرب بما نطلق عليه روح الفانلة الحمراء .

نحن الأن في حاجة لمدرب يعرف شخصية الأهلي وتحويل هذا الجيل المسخ إلى رجال .

مدرب يقول للاعبين الأسوء من الهزيمة عدم القتال من أجل الفوز .

مدرب يثق في قراره الجمهور ويتقبلها مدرب لا يظلم عنده أحد والالتزام هو السبيل للظهور في تشكيلة الفريق ولا يشغل تفكيره ترفيص صديق اللاعب حنكش ولا أخو اللاعب عكرش وميليشياتهم الالكترونية على السوشيال ميديا ولا يرى هواة القصف الالكتروني المتبادل في قراراته لكنه يحب الجمهور ويقاتل لاسعادهم ويشاركهم افراحهم واطراحهم .

مدرب قادر على استفزاز قدرات اللاعبين وهو يدفعهم لمشاهدة سخرية المنافس منهم وقت السقوط .

مدرب يقول للاعبين الفانلة دي لون دمك لازم تموت نفسك عليها .

مدرب قادر على أن يصنع من الفسيخ شربات قاد الفريق للتتويج بدوري الأبطال بحفنة من الصغار .

مدرب يلعب خارج ملعبنا بنفس شخصية الفريق على ملعبه ووسط أنصاره .

مدرب قادر على بناء جيل من اللاعبين الرجال للهيمنة على كافة البطولات المحلية والعالمية ويرى انه لا يليق بفريق بحجم النادي الأهلي أن يغيب عن معانقة دوري أبطال أفريقيا خمس سنوات .

في الأخير اننا نحتاج العبقري مانويل جوزيه أخر المدربين المحترمين في القلعة الحمراء