منوعات ومجتمع
صورة بألف حكاية
تخيلوا إن مصر يبقى فيها ٥٠ مليون من عينة الراجل ده؟!
كتب خالد عاشور
مصر – رغم ما أصابها من عطب وفساد وهدم وخراب السنين – لكن فيها أمل…. نعم فيها أمل، وعلينا ألا نفقد الأمل مطلقا.
أنا لما أشوف نموذج زي السير (وهو لقب عظيم في بريطانيا)، خير سفير لمصر، الدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد غنيم وغيرهم، لازم نتمسك بالأمل ولا يتملكنا اليأس.
بالتأكيد كل حاجة حوالينا -للاسف – لا تبعث على الأمل، وخاصة لما تشوف كل حاجة رجعت كما كانت، وكأن البلد دي ما قام فيها ثورات، ورغم كل ده لازم أنا وغيري نتمسك بالأمل لما نشوف أهم وأعظم طبيب قلب في العالم “مصري”…وأشوفه في صورة من داخل مصر وهو كده!!!
يستطيع الدكتور يعقوب مجرد الإشارة بإصبعه وسيجد الآلاف يطيرون فرحا لمجرد أنه طلب منهم شيء!!!
الصورة تحكي ألف حكاية، وهي أنه لا يتردد أن يلبي حاجة أسرته وبيته بنفسه دون تكبر… والأهم أنه وقف في الطابور مثله مثل أي مواطن، ولم يفرد عضلاته ويوقف الشارع لمعاليه او يفرغ المحل لسيادته، أو يخلى الشارع لعبوره….لا لا…هذا الرجل لا يعاني من أي نقص… فهو لم يبتلى بما ابتلي به الكثيرين من خلق الله…مش كده ولا أيه؟!
لأ…مش كده وبس…الصورة تحكي أيضا شيء من الرقي، فتراه تاركا مسافة، ولم يضيق على من هم أمامه في الطابور…هذا الرجل ليس ماليزي او انجليزي او ياباني…هذا الرجل مصري النشأة والتعليم والتكوين والهوى.
أمثال مجدي يعقوب في مصر بمئات الآلاف، ولكنهم غير معروفين، هؤلاء لا يتصدرون المشهد، في حين يتصدر المشهد الآلاف ممن ابتلاهم الله بعقد النقص والجهل، تراهم في كل مؤسساتنا، فحولوها الى عزب مغلقة عليهم وعلى محاسيبهم.
تخيلوا معي أننا فعلا أخذنا من د مجدي نموذجا، وصار أغلبنا بهذا الرقي والسمو، ساعتها هانشوف مصر “غير”…إنه التعليم والتربية والتنشئة السوية يا سادة…مجدي يعقوب بهذا الشكل هو حصاد تكوين سليم، وقبل كل شيء تصالح مع النفس.
#بالأخلاق تبنى الأمم مصر بخير بابنائها المخلصين .
بارك الله في كل من هم على شاكلة هذا الرجل العظيم، بدون هؤلاء سنفقد الأمل تماما…الأمم لم تتقدم إلا بأمثال هذا الرجل…ومصر (قطعًا) لن تتقدم إلا بتلك المثل العليا…حفظ الله مصر بابنائها المخلصين الشرفاء ، وأراحنا ممن هم دون ذلك…اللهم آمين.