الرئيسة

الحب في “زمن الكورونا” . . عندما تسقط “أوراق التوت” عن العشاق

الوباء" وطنا يعيش فيه العشاق . . "أيمن العزوني" أديب بمشرط الجراح

كتب / رؤوف علواني

من رحم الألم يولد الإبداع . . من رحم المأساة يولد الأمل . . من رحم العذاب والضنا يولد الإرادة والتحدي . . من رحم الإنفجار يولد الخلاص . . من رحم الداء يولد الدواء . . من رحم بنات الأفكار يولد الإعجاز . . من رحم الضعف يولد القوة . . من رحم الصمت والسكون يولد عواصف التغير . . من بين طيات الوباء يولد الإبتكار . . من بين طيات المحاكاه يولد الإنتصار . . من بين دموع الشجن يولد طيور الأمل والحياة . . من بين دموع اليأس والإحباط والإكتئاب يولد الأفكار الخلاقة . . من بين ثنايا العطش عطش الحرمان والجوع يولد الإكتفاء والإستغناء . . من بين سكرات الوباء يولد العشق والهوي . . من بين أسياط العبودية في سوق النخاسين تولد دعائم الحرية والديمقراطية . . من بين أصوات الباطل والجهر بالمعاصي علي عينك ياتاجر يولد أصوات الحق التي تهزم عروش العبودية لتنفجر ثورة العبيد . . من بين مزامير الراقصين والرقصات علي كل الموائد يولد صوت الحرية والمعارضة . . من بين اللاعبين العازفين بالنار علي أوتار القلوب باللسان وهز الوسط يولد مقبرة الأفاقين لتغرد ألحان الحرية بأصوات الحرية ولاصوت يعلو فوق أصوات طيور الحرية في عالم ملئ بسموم سرطان وفساد الغدر والخيانة والوباء . . من بين جراح ملايين الغلابة الفقراء الضحايا المغلوب علي أمرهم الذين لا حول لهم ولا قوة ولاسندا ولاضهرا لهم في هذا الوطن يولد وطنا جديدا يعيش فيهم وطن الحرية وقهر العبودية والظلم والفساد والإفساد والإرهاب والإرهابين . . من بين أنامل وثنايا العبودية والقهر بالأسياط والتعذيب تصبغ أغوار الفوارس فوارس العدل والخلاص من الطغيان والظلم والقهر والإرهاب . . من بين صفحات الحرية ينطوي عهد آلام العبودية والعذاب والتعذيب . . من بين الأشواك الجارحة تتفتح زهور الحياة لتستنشق رحيق الحرية لتجتمع طيور الحياة علي دقات قلوب الحرية . . من بين دقات القلوب يولد دقات الحرية والأمل والرجاء . . من بين أعمال العنف والشغب والبلطجة يولد طلقات الحرية والإخلاص في زمن الإيمان بالواسطية والإعتدال في مفهوم صحيح الدين الإسلامي الحنيف الذي يقهر التطرف والمغالاه والإرهاب . . من رحم عقائد الأديان والشرائع السماوية يولد طريق النور وتطمس كهوف الظلام . . من بين ثنايا الشائعات والفتن يولد الحقيقة الثابتة العارية بلالبس ولاجدال ليدحض الحق الباطل في زمن الشائعات والفتن والوباء . . من بين أنامل الباطل يولد أنامل الحق لتقهر الظلم والنسيان والطغيان . . من بين خرير الأشجار وغدير المياة تذبل ينابيع أوراق الظل والظلال لتتعري الحقائق وتنكشف المعلومات والبيانات التي طمسها صوت الباطل وأغدق عليها الغبار ليدفنها في مقابر الظلم والظلمات . . تولد العبودية من رحم الخوف ويولد الخوف من رحم القهر ويولد القهر من رحم الظلم ويولد الظلم من رحم الشيطان ويولد الشيطان من رحم الكفر والفجور والفسوق ويموت الكفر والفجور والفسوق بأسياط الصبر علي البلاء والإبتلاء والوباء في زمن أصبح كل شئ فيه مباح حتي قهر الشيوخ والعواجيز والأطفال وإستباحة الأعراض ومص دماء الضحايا الأبرياء . . وداعا للقهر والفساد والإفساد علي أيدي فوارس الأدب في معارك الحياة . . لا للظلم لا للقهر لا للفساد طالما طلقات الحبر تنطلق علي أيدي الأطباء الجراحين جراحين المخ والأعصاب الذين حولوا مشرط الطبيب الجراح إلي مشرط الأديب الذي يغور في قاع المجتمع ليخرج باللألئ والمرجان كدواء لكل داء إلا داء الغدر والخيانة والحماقة في زمن العشق والوباء . . ما أجمل زمن الوباء عندما يولد من بين ثناياه مشرط الطبيب الجراح الأديب ليكون جراحا بدرجة أديبا وأديبا بدرجة جراحا حالة مزاجية مختلطة كالخلطة السحرية أو كعصا موسي التي تقهر سحر السحرة من حملة المباخر والمتاجرين بأوجاع الناس علي كل شكل ولون في بجاحة غير متناهية . . من بين سكرات الموت تنتعتش الحياة في مولود جديد يقتل الموت ويمنح قبلة الحياة . . من بين أنامل الطبيب الجراح تغرد عصافير الأدب علي أشجار الحياة . . من بين ثنايا العشق والهوي تعزف سيمفونية عشاق الحياة . . من بين العزف علي أوتار القلوب تغرد بلابل الحب والهوي تنادي العشاق لتتحول إلي طيور الربيع في عز تفتح الزهور تملأ سماء الكون بالعشق والهوي . . من بين سطور الكلمات تعجز الألحان عن العزف علي الإبداع حتي يقوي وينتعش ويتحول لكائن حي يرفرف فوق أرض العشاق . . من بين العزف بالكلمات علي ألحان الحياة تدق أوتار القلوب كألحان الساعة لتعلن ميلاد عشق جديد . . من بين عجلة الزمن تدور طيور العشق والهوي ترفرف في سماء العشاق تلحن أعزب الألحان لتغرد عليها وبها البلابل بأجمل الأناشيد وتعزف موسيقي العشاق علي أرض الوباء “وباء الإهمال” و”وباء الكورونا” . . من بين ضلوع الوباء الطائر الذي يحلق بجناحيه علي أرض الوباء المخلق وغير المخلق يولد الحصاد المر حصاد الحقيقة الغائبة التي تتعري في “زمن الوباء” المستمر لتكشف حقيقة “وباء العشاق” . . من بين طلقات حبر جراح المخ والأعصاب يولد الأديب الذي يربط الواقع بالحقيقة المرة ليكشف حقيقة العشاق في “زمن الكورونا” . . من رحم الطبيب الجراح يولد مشرط الأديب الذي يشرح طبقات المجتمع في زمن “العشق والوباء” . . وتلك هي حكاية رواية “الحب في زمن الكورونا” . . وتلك هي المأساة.

 

يبدو أن الزمن هو العامل الوحيد الكفيل بكشف الحب الحقيقي ومعدن العشاق . . يتوهج الحب ويشتعل قبيل الإرتباط المقدس . . تتحول الألسن إلي أوتار تعزف علي دقات القلوب . . يتحول الكون إلي عالم حالم بالرومانسية كوطنا يعيش فيه العشاق . . تلتهب المشاعر ويتحول كل شئ إلي باقة جميلة من المعاني التي تغذي الروح والوجدان والمشاعر قبل الجسد . . يسابق طرفي المعادلة الصعبة الزمن في إبراز أجمل ما لديه من صفات يواري حقيقتها أوراق التوت التي تستر عورتهما . . لكن بعد الإرتبأط المقدس تسقط أوراق التوت . . يزال التراب عن حقيقة المعدن . . تنكشف الحقائق . . مع إشتعال الأزمات والمحن والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية تكون الحقيقة عارية تماما بلا لبس ولا جدال في وطن وهم الحب والعشق والهوي . . ليفيق طرفي المعادلة الصعبة علي فك لغز طلاسم السكون الذي يسبق العاصفة . . ليفضح أوهام الحب في “زمن الوباء” مابين الخيانة الزوجية وإرتكاب أبغض المعاصي الأخري وأشدها في شتي صورها وألوانها . . ليتحول الحب من قبل الإرتباط وبعده إلي وباء كشفه الوباء القاتل المخلق وغير المخلق . . ليكون وباء الحب الخائن أشد فتكا وخطرا من وباء تحور “كوفيد – 19” . . ليكون الوباء المستجد الغامض والقاتل الذي كسر العالم وأذله ومازال هو نعمة إلهية كبري كاشفة لتعرية الحب الحقيقي والوهمي . . بل إختزل الزمن في سنوات قليلة جدا . . ليكشف حقيقة النفس البشرية ووهم الحب قبل الإرتباط وبعده . . وإن كان يعتبره البعض تكفيرا لمعاصي وذنوب البشر التي ربما تكون إخترقت حتي طبقت الأوزون من شدة الفساد والإفساد وقسوته.

 

الزمن هو العامل الوحيد الكفيل بكشف الحب الحقيقي في مدار “الوباء”

 

بل كان “كوفيد – 19” هو العامل الزمني القصير الذي كشف حقيقة العشاق قبل وبعد العشق.

 

الأسئلة الأبدية الممنوعة التي يدفن العشاق رؤوسهم في الرمال كالعنامة هروبا منها

 

لتطرح الأسئلة الأبدية نفسها هنا بقوة . . قصص العشق الملتهبة كعنتر وعبله وقيس وليلي ورميو وجوليت وغيرهم من أبطال ورموز العشق البشري علي مر العصور والتاريخ التي لم تكتمل بالإرتباط المقدس هل كانت ستكون بنفس درجات حرارة لهيب العشق بعد الإرتباط . . هل كان عنتر سيخون عبلة والعكس بعد الزواج ؟ . . هل كان قيس سيخون ليلي والعكس بعد الزواج ؟ . . هل كان سيموت الحب والعشق والهوي بينهم جميعا بعد الزواج ؟ . . ليتهم كانوا عاشوا لزماننا هذا أو تزوجوا جميعا حتي نجد إجابة شافية حقيقية واقعية علي هذا السؤال الأبدي ؟.

 

نعمة “كوفيد – 19” . . لحظة سقوط أوراق التوت عن العشاق

 

لكن عمنا “كوفيد – 19” . . نجح في إختزال زمن العشاق ليعيده إلينا ويكشف حقيقة العشق الجسدي الأبدي . . ويزيل الغبار عن أوتار القلوب المشتعلة حبا قبل الزواج وبعده . . وتلك هي الحقيقة المرة حقيقة الحب في “زمن الكورونا”.

 

وتلك هي الفلسفة التصويرية . . التي تمزج الواقع بالخيال . . لتفضح ستائر القلوب المستترة وراء قصص الحب الملتهبة . . لتكشف حقيقة وطبائع النفس البشرية حتي بين أبطال ورموز العشق الجسدي والروحي . . عندما يلتحم الجسد بالروح . . وينطفئ نار لهيب الحب والعشق والهوي في “زمن الكورونا” . . لتؤكد علي الحقيقة العارية والثابتة وهي أنه لاشئ يدوم ولا حتي الحب في “زمن الكورونا” . . لتسقط أوراق التوت التي تستر العشاق . . والبني آدمين . . لتفضح خطايا الجميع . . وأنه ليس هناك أحدا معصوم من الخطايا . . ولا حتي العشاق.

 

هذة الفلسفة الواقعية المحورية هي صورة مؤلمة تعكسها رواية “الحب في زمن الوباء” التي صدرت مؤخرا لجراح المخ والأعصاب الأديب الكبير الأستاذ الدكتور “أيمن العزوني” عن مكتبة مدبولي . . الرواية تثري معالم الحياة الأدبية والثقافية بقطعة أدبية جديدة تعزف علي أوتار قلوب العشاق في زمن الوباء لتغوص في قاع الحقيقة لتدق ناقوس الخطر للجميع عن حقيقة العشق في زمن الوباء . . الرواية تعكس عمقا وبعدا إجتماعيا وتشريحا حقيقيا وخطيرا لكافة فئات المجتمع وتخص العشاق كفئة تعد أكثر البشر التي تحتل نسبة عالية من الحس المرهف العالي . . تقودك الرواية لمنعطف أكثر تشويقا وإثارة ومتعة . . وأقرب ما تكون للواقع المأساوي المؤلم . . الذي يهرب منه الحميع . . خاصة أبطال الرواية الواقعية . . من العشاق في “زمن الوباء” . . ويدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة . . عندما يعزف أستاذ المخ والأعصاب في جامعة مصر الدكتور “أيمن العزوني” مؤلف الرواية علي أوتار القلوب في زمن “الكورونا” . . ليستعرض عبر روايته الواقعية نماذج واقعية حقيقية عاشت الحب والخيانة بعد الزواج . . لتحكي مآسي تدمي القلوب . . علي شاذلونج الطبيب النفسي.

 

الرواية في مجملها . . إنعكاس حقيقي لكافة التغيرات الإقتصادية . . والسياسية . . والإجتماعية . . والثقافية . . والبيئية المختلفة . . التي تعرض لها المجتمع في “زمن الوباء” . . عبر قصص حب واقعية حية . . مازلنا نعيشها في زمن تحور “كوفيد – 19”.

 

ألم تمنعوا الزكاة ؟ . . ألم تأكلوا الربا ؟ . . ألم تشهدوا الزور ؟ . . ألم تنافقوا الظالم ؟ . . ألم تقهروا المظلوم ؟ . . ياعالم . . يا خلق . . ياناس

 

لقد حرمكم الله الصلاة في بيوته . . وأغلق أبوابه في وجوهكم . . ومنعكم زيارة بيته الحرام . . ألا تفقهون !! . . هكذا وقف شيخ المسجد الكبير “جبر المواردي” أمام منزلة في منطقة سوق القرية زاعقا بأعلي صوته : يا أهل البلد . . لابد وأنكم أذنبتم ذنبا عظيما . . أغضب عليكم السماء . . فتشوا في أنفسكم جميعا.

 

تعكس شرائح أنماط الحب بين الطبقات المختلفة . . فضائح الخيانة الزوجية بين جميلة الجميلات ورجل الأعمال . . من واقع ملفات الطب النفسي

 

من ناحية أخري . . تسقط “أوليفيا” جميلة الجميلات . . ومهندسة الديكور . . المنحدرة من أصول أرستقراطية . . فريسة سهلة وصيدا ثمينا للإكتئاب جراء تجرعها لألم وكأس الخيانة الزوجية التي شربته علي يد زوجها رجل الأعمال المعروف . . مايضطرها للجوء لعيادة الطبيب النفسي الدكتور “فارس” . . المنحدر من أصول ريفية عريقة . . لتكشف جلسات العلاج المستمرة . . أنماط الحب والنساء المختلفة . . التي طفت علي سطح المجتمع المصري . . في الآونة الأخيرة.

 

الحب في أجواء “الوباء القاتل”

 

هكذا تدور أحداث الرواية في أجواء وباء القرن القاتل “كورونا” . . وتنقل إلينا خليطا من القرية المصرية . . بكافة تفاصيلها والجو الأرستقراطي الذي تفقده مصر . . ولم يتبقي منه إلا النذر اليسير . . علي حد تعبيرات مؤلف الرواية.

 

إنه الحب . . الإحساس الأزلي المتجدد دائما . . كيف تغيرت ملامحه ؟ . . كيف صارت رائحته في الآونة الأخيرة ؟ . . إنه الحب في “زمن الكورونا”.

 

ماذا تعرف عن الدكتور “العزوني” ؟

 

حصل الدكتور “أيمن الغزوني” أستاذ طب المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة مصر حاليا . . علي بكالوريوس الطب في عام 1991 . . وبعدها حصل أيضا علي ماجستير الطب النفسي والأعصاب . . ثم حصل علي درجة الدكتوراة في طب المخ والأعصاب من كلية الطب جامعة عين شمس . . له العديد من المقالات السياسية والفكرية والحوارات البارزة والمؤثرة التي كان لها أصداءا واسعة علي كافة المستويات والأصعدة بالصحف والمجلات والفضائيات المصرية بل وأثرت حياتنا الثقافية والأدبية بمعالم وصور ورموز أدبية وتصويرية إبداعية خارقة وجديدة إستطاعت أن تغبر في أغور أغوار المحتمع لتخرج بالحقائق العارية التي يتجاهلها الكثيرين ليعالحها بمشرط الجراح الأديب لنقف عاجزين أمام حالة إبداعية خلاقة نادرة فريدة من نوعها تستحق الدراسة عندما يمتزج الطب بالأدب ويمتزج الأدب بالطب ليعالج جراح المجتمع بمشرط الطبيب الجراح الأديب لنكون أمام أديبا بدرحة جراحا وجراحا بدرجة أديبا وما أعظمه من نعمة الإختلاط السامي بين أسمي مهنتين الجراح والأديب . . لكونها تعكس نموذجا بشريا فريدا من طراز خاص عندما يمتزج الطب . . بالأدب . . بالواقع . . ليتحول إلي كبسولات تشرح الواقع بأدق تفاصيلة . . في قطعة أدبية رائعة وكأن لسان حالها يقول : “عندما يصبح أستاذ المخ والأعصاب أديبا تقوم الدنيا ولا تقعد” . . وأخيرا وتحت الطبع له مجموعة قصصية رائعة تبزر جانب البراءة في حياة الأطفال والبشر . . وأشياء أخري كثيرة . . تعكس عصارة خبرته الأدبية في قطعة نموذجية رائعة تخلط الأنماط البشرية وسط معطيات واقعية تؤدي إلي مخرجات واقعية أيضا لتكونوا علي موعد قريبا مع لوحة وقطعة أدبية إبداعية جديدة ونادرة بأنامل وبنات أفكار الطبيب الجراح الأديب بعنوان “عصافير لا تعرف الموت” . . فقط إنتظروها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق