الرئيسة

محمد الصياد يكتب : لماذا لا يستطيع بنيامين نتنياهو ضم الضفة الغربية لإسرائيل ؟

محمد الصياد يكتب : لماذا لا يستطيع بنيامين نتنياهو ضم الضفة الغربية لإسرائيل ؟

الحقيقة ان ضم إسرائيل للضفة الغربية وأجزاء منها لا يحمل خطرا وتداعيات على دول المنطقه وفلسطين فقط بل سيكون لها تاثير كبير على إسرائيل نفسها وهذه منطقه خلاف و محل خلاف بين الصهاينة و اليهود أنفسهم ، وليس ذلك فقط بل ستكون سبب خلاف للعالم كله.

فالضفة الغربية منطقه فلسطينيه خالصه وتحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ومقسمه إلى مناطق ألف وباء وجيم وهذه التقسيمات تدلُ على إحتلال اسرائيل لها.

على سبيل المثال
المنطقة جيم محظور دخولها من الفلسطينيين لأنها تحت الإحتلال والسيطرة العسكرية الكاملة من إسرائيل ، والمنطقه باء هي منطقه إدارة مشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيلين ، والمنطقه ألف منطقه تديرها السلطه الفلسطينيه ، لكن بشكل عام كل الضفه واقعه تحت الاحتلال الاسرائيلي.

والواقع أنه منذ عام 1967 وهناك جدل داخل إسرائيل بشان ضم الضفة الغربية لها وخاصة منطقة غور الاردن .

وما حدث أن نتنياهو في آخر إنتخابات له غازل اليمين المتطرف في ضم الضفة الغربية وخاصه منطقه غور الأردن والأن بعدما فاز نتنياهو بالإنتخابات فهو يحتاج إلى تنفيذ وعوده وهذا سيجر مشاكل كبيرة لإسرائيل

وهذه الخطوة تلقي معارضة كبيرة جدا وواسعة من الصهاينة أنفسهم و قطاع كبير جدا من اليمين المتطرف داخل اسرائيل وخارجها .

فعلى سبيل المثال في عام 2020 فقط في الشهور القليله الماضية وقع أكثر من 220 مسؤول عسكري و149 يهودي امريكي و11 عضو بالكونجرس على بيانات يطالبون فيها نتنياهوا بأن لا يقوم بهذه الخطوه الخطيرة.

والسؤال الأن فماذا يقصدون بخطورتها ؟
فالضم معناه القضاء نهائيا على قيام دوله فلسطينية بجانب الدولة الإسرائيلية على خلاف ما يرى العالم كله أن الحل في قضيه فلسطين سيكون متمثل في حل الدولتين بمعني أن تكون هناك دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية ، لكن بذلك سينهي نتنياهو على هذا الحل تماما وبذلك إسرائيل ستخالف العالم كله وهذا العمل سيقضي على مسالة حل الدولتين
فالذي يقلق اليهود في ذلك أنه إذا اختفت الدولة الفلسطينية ، فسيظل ملايين الفلسطينيين داخل إسرائيل تحت الاحتلال إلا حلين :

الأول : يكون أمام إسرائيل إعطاء الفلسطينيين المقيمين داخل إسرائيل كل الحقوق الكامله مثل الاسرائيلين وبالتالي ستكون هناك دولة واحدة وقوميتين ” قوميه صهيونيه يهوديه ” وقوميه فلسطينيه عربيه ” وهذا يعاكس تماما فكرة الصهيونية التي قامت عليها دولة إسرائيل والتي تقوم بالأساس على قيام دوله يهوديه فقط لذلك فوجود الفلسطينيين يقلقهم لانه بمرور الوقت سيتفوقون عليهم بالعدد .

الحل الثاني: أن تكون هناك دولة إسرائيلية ولكن المواطن الفلسطيني لن يكون مواطن درجه اولى وسيعيش داخل معزل وكنتونات عنصرية وهذا سيعرض إسرائيل للإنتقاد الدولي بأنها دولة عنصرية ، كما أن هذه الخطوه سوف تتسبب في إنفجار كبير من الفلسطينيين ضد الإسرائيليين ضد إسرائيل .

هذه الخطوة ستسقط السلطة الفلسطينية وبالتالي ستسقط كل الاتفاقيات الأمنية وغير الأمنية ، فالسلطة ستسقط أمإ بإختيارها لأنه سيكون ليس لها دور ، وأما ستسقط بسبب الإنفجار الفلسطيني والشارع الغاضب وبهذا ستنفجر الأمور وفي هذه الحاله سوف تقوم إسرائيل بإدخال الجيش الصهيوني في الضفه لاحكام السيطرة على الشارع الفلسطيني و هذه المهمة كانت تقوم بها من قبل السلطة الفلسطينية وفي هذه الحالة سيكون الجيش الإسرائيلي في مواجهة قطاع غزه وستكون المواجهات بين إسرائيل والفصائل المسلحة (حماس والجهاد )..الخ..
وهذا الأمر سيضع إسرائيل في مواجهات بين إسرائيل وهذه الجماعات ، وستضطر إسرائيل لإحتلال غزة أيضا بالكامل وهذا معناه أن الجيش الإسرائيلي كل جهوده ستستنزف في محاولة السيطرة على الشارع وملايين الفلسطينيين القادمين وهذا الامر سيضعف جدا من قدرات الجيش الإسرائيلي أمام كل خصومه وأعدائه الخارجيين .

والمساله لا تقتصر فقط على تفجير الوضع الداخلي في فلسطين المحتلة بل يؤثر على دول المنطقة المحيطة ، و أكثر الدول ألتي تتاثر بهذا القرار هي الأردن .

فالتاريخ يخبرنا دائما أن أي تغيير في الحدود يحدث يسبب إضطرابات داخل الأردن في الحال .

وملك الأردن والحكومه الأردنيه تدرك خطورة أي تغييرات داخل فلسطين على أمنها القومي لذلك حذر العاهل الأردني من هذه الخطوة لانها ستفتح مواجهة كبيره جدا مع الاردن ، وبالتالي ستخسر اسرائيل شريكا مهما لها وأيضا هذا سيؤثر على علاقاتها مع الدول العربية ألتي تتعامل معها سواء سراً أو علناً .

فهذه الدول لا يستطيع زعمائها في هذا الوقت أن يقفوا أمام شعوبهم ليقولوا لهم أنهم راغبين في إقامة علاقات مع إسرائيل أو التواصل معهم مرة أخرى .

والقادهة الصهاينة يدركون ذلك جيدا ويقولون “لنتنياهو” أنك بهذه الخطوه سوف تقضي على أهم إنجاز فعلته في ال 14 عام التي حكمت فيهم ، من الطبع أن هذه الإنجازات كلها على حساب الفلسطينيين .

فلم يقضي بذلك على أهم انجازاته ألتي تتعلق بإقناع أمريكا بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل أو بإقناع أمريكا وموافقتها على ضم الجولان المحتل الخ..
فكلها إنجازات تذكر لنتنياهو لكن الإنجاز الكبير جدا لنتنياهو في ال 14 عام الا الذي حكمهم هو تهميش القضية الفلسطينية وإقناع شركائه العرب بالتعاطف والتعاون معه بقطع النظر عن عدم التحرك او اقامة سلام مع فلسطين وايضا تفتيت الكتلة الفلسطينية.

وإذا ضممت الضفه فسوف تنهي علي هذا الإنجاز الكبير لأنه لن يستطيع إقامه علاقات جديده مع دول العرب وبالتالي ستتحرك القضيه الفلسطينيه من جديد..

في المقال القادم سنتحدث عن ما ذكره كبار سياسين اليهود عن مسألة الضم ومدي إدراك نتنياهو لخطورة الضم وتأثير هذه القضيه علي الأمن العالمي ، ولماذا يصرح نتنياهو بهذه التصريحات وعلاقة امريكا به …

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق