شعر

زوجى الشارد

بقلم نرڤين عبيد

أقوال كثيره حول الحياة الأسرية و من المسؤل عن استمرارها هل الزوجه أم الزوج ومن الذى يجعل الحياه بينهم هادئة دون مشاكل جوهرية هل الزوجة تستطيع أن تجعل البيت جنة لزوجها ؟ هل الزوج يستطيع أن يحتوى أسرته و يجعل حياتهم سعيدة تمر دون انهيار ؟
هل الزوج الصادق فى مشاعره يجعل زوجته أميرة فى بيتها ؟
أسئلة كثيرة تدور و تناقش من خلال النماذج التى نراها ونسمع عنها
أسرة صغيرة ، زوجة تحب زوجها وأطفالها وتخاف عليهم و تتمنى رضا زوجها
و تتودد إليه دائمآ و تتقى الله فيه . و توفر له المناخ المناسب لراحته بعد عناء يوم عمل طويل ملىء بالمناقشات على حد قوله .
تسعى طوال الوقت لتجعله صديقا لها و تحكى له كل ما يدور بخاطرها وتروى أحداث يومها و تأخد رأيه فى كل شىء يخصها كى تقربه من تفكيرها و تحاول أن تصبح صديقة له و تشاركه كل تفاصيل يومه كى تشعر دائما أنها بجانبه .
وكانت دائمآ تعتبره الأب و الأخ و الصديق و الحبيب بالفعل هو كان يبادلها تلك المشاعر و الاحساس و لكن تلاحظ دائما أنه يخفى شىء لا تعرفه و لكن أحساسها يؤكده .
ظلت الحياة هكذا و الزوجة تلاحظ تغير فى علاقة زوجها بها و بالبيت و الأولاد و كانت تتوقع أن هذا التغير من المجهود الذهنى فى العمل و التعامل مع العملاء الكثيرين فهو فى وظيفة حسابية مهمه و يجد مشقة فيها .
بدأ هوفى التأخرعن البيت و يقول أنه يقضى ساعات عمل إضافية لضغط الشغل و خصوصا أنه يترقى و يعلو ، هى تفكر فى أن هذا مجهود زيادة و أنه لا يستطيع أن يرتاح ساعات كافيه و كانت تنتظره حتى تجلس معه للعشاء و تروى له تفاصيل يومها بدونه ، و لكنه يأتى كل يوم مرهق و لا يستطيع الكلام معها ، ظلت شهور و سنوات تمر بهذه الطريقة حتى اكتشفت بطريق الصدفة أنه يقضى الوقت الإضافى مع مجموعه من رجال وسيدات أصدقاء فى كافيه و ليس فى مكان عمله …
فكرت أن تواجهه و لكن فضلت أن تصمت وتتعايش كأنها لم تعرف و لكن اصبحت لاتثق فى كلامه حاولت التقرب إليه أكثر و أكثر حتى تستميل قلبه وتعود الحياه كما كانت بينهم .
لاحظت مكالمات نسائية و همسات و عندما يأتى للبيت لا يتكلم و لا يبالى من فى البيت بدأ يتعامل معها بقسوة و يسهر الى ما بعد منتصف الليل و أوقات لا يعود إلابعد يوم و هكذا أصبحت الحياة
علمت من إحدى صديقاتها أنها رأته مع أمرأة لا يعرفونها ، للمرة الثانية تحزن بداخلها و لكن الصمت يطغى عليها و لا تستطيع مواجهته .
رأت سيارته تحت منزل فى شارع أثناء ذهابها لدكتور ما ، للمرة الثالثة تكتشف انه ليس فى عمل
تحدثت إليه تليفونيآ من تليفون إحدى صديقاتها كى تخبره بتأخيرها عن المنزل، لم يحدد الصوت و بدأ فى تحديد موعد معها للتعرف عليها . مرارآ و تكرارآ ماذا حدث له هل هو الشخص الذى أحببته و كنت اثق به و مكانته أعلى من كل الناس .
ظلت فى قلق دائم و تحاول التفاهم معه عن أى سبب يجعله يظل خارج البيت ولكنه يرد بجملة واحدة أن ليس هناك أي شىء يسبب له أى غضب و لكن يشعر بالملل فقط فى روتين حياته
إقترحت عليه أن يسافرا و يستعيدا ذكرياتهما الجميلة و يشعرا بالتجديد حتى تضيع حالة الملل ولكنه رفض .
قررت أن تحاول مرة أخيرة و طورت من شكلها و حاولت معه أن يراها و لكنه ظل لا يشعر بوجودها.
زادت الفجوة و المشاكل و الأولاد لا يشعرون بوجود أب لهم و اصبحت هى مشغولة بحال زوجها و تجتهد كى توفر له كل أسباب الراحة , و انشغلت عن أولادها كل ولد يعيش حياته لنفسه .
كون كل ولد من الأولاد حياة خاصة به أصبحوا لا ينتمون للبيت أو للأب و لكنهم يحاولو مساعدة الأم لكونها معهم و تهتم من البداية بهم فهم حياتها و كل ما لديها بعد ما ابتعد عنهم الأب
فهى تحاول أن تحافظ على الأسرة من التفكك و تحتوى الأولاد حتى لا يضيعوا منها من كثرة إهمال الأب .
أقول لهذا الزوج لماذا الخيانة قال تعالى: } إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ{
و تذكر أيها الزوج أن حياتك بيد الله تعالى، وأنه صاحب النعم كلها عليك ، إرجع و تمسك بالدين
وعد إلى الله تعالى وقم بحقه، واعمل بطاعته، وأصلح حالك مع زوجتك وأحسن تربية أولادك ، واعلم أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وأن أخذه أليم شديد ،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} كما قال
أقول للزوجة استعينى بالله و عليكى بالصبر لعدم ضياع مستقبل الأبناء ومصيرهم
و الدعاء لزوجك بالهداية و أنه يريد معاملة خاصة حتى يعود لصوابه وأن هناك يوم سيأتى و يعود إليكى و لأسرتكم الجميلة .
حافظى على حياتك مع أولادك و احتويهم حتى يتخلص هذا الزوج من نزواته و يتوب و يرجع إلى الله ثم لكم و يعوضكم عما ضاع من العمر فى شقاق و حزن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق