الأدب و الأدباء

أريج الذكريات

بقلم الاستاذة : رشا محمد كامل
أصبح الجو لا يطاق والحر يزداد يوما عن الاخر. رددت سلمى تلك العباره فى داخلها أكثر من مره . فلم يكن الجو ذلك التأثير السىء بل لما تحمله هى أيضا من مشاكل وهموم حياتها اليوميه وما تحمله أيضا من اشياء ثقيلة الوزن.
تسوقتها من السوق فلكل من أبناءها مطالب وذوق خاص ف الماكل فكلما ثقل حملها ندمت لأنها عودت أبناءها اختيار كل شىء إرادتهم أرادت ان تنمى لكل منهم شخصيتهم المستقله ولم تدرك أنها تربى لنفسها الم الظهر وتعب الاعصاب.
واخذت تردد …اجل نسيت شىء فأنا لابد لى من النسيان.
ااااه لقد تزكرت فقد نسيت ان اشترى كريم البشرى فيدى أصبحت
تبارى يد الرجل ف خشونتها
لمحت عن بعد محل لبيع الخردوات وادوات الزينه ابتسمت وقالت فرصه اريح نفسى ويدى من تلك الاوزان لدقائق.
دلفت الى داخل المحل وحيد صاحبته وسالتها عن مطلبها فأجابتها السيدة واستاأذنتها دقائق لتلبى طلب الزبون السابق لها .
اخذت صاحبة المحل تقول للرجل الواقف بجوارها ياسيدي هذا العطر لا يوجد منه الان فهو ياتى بالطلب وأخذت تغال ف السعر مثلها مثل كل التجار وفتحت له زجاجه العطر ليجرب اريجها وما ان فعلت ذلك وتنفست سلمى ذلك العطر فتنفست معه عبق ايام ذهبت و طواها دفتر النسيان .
اجل فذلك العطر كان يبلل بل كان يكسو اول واخر خطاب تلقته سلمى ف حياتها .
فقد فاجئتها احدى صديقاتها بانها تريد ان تحدثها ف موضوع خاص واذا بها تعطيها ذلك الخطاب وترجوها ان تقرأه .
فعلاها الفضول لمعرفه فحواه وعندما بدات القرأءة ف أذا بها بسيل من كلمات لم تتعود عليه يغلب عليه المشاعر الفياضه والاحلام البعيده كلمات لشاب يدعوها لتشاركه احلامه وامآله وان تكون جزء منه يحدثها عن حبه لها وافتنانه بها اخذت تقرأ واذا بجسدها كله يعتلى رعشه لم تتعودها فأذا بها تنتفض من ذهولها وتسال كيف سمح لنفسه ان يقحمها ف احلامه واماله وعلى اى شئ بنى تلك الاحلام والامال فهيا تذكرته الان انه اخ صديقتها قد رأته يصطحبها بعد اليوم الدراسى عدة مرات ولكنها لاتذكر انها أوحت له بشئ يجعله يطمح فيها .
فلم تدرى إلا وهى تمزق تلك الرساله وتنهر صديقتها وتردعها ف عنف فأنها ليست من تلك الفتيات اللآتى يتلقين ود الشباب وانها بذلك قد انهت صداقتها بها ف تلك اللحظة.
وعندما رجعت لمنزلها وجدت وريقه صغيرة من تلك الرساله بين دفترها مكتوب عليها البسمله ف أخذت تسال نفسها وتحاورها …
لما احتفظت بتلك القصاصة من الخطاب ..أحقا حتى لا ترمى اسم الله عالارض ام أرادت ان يكون هناك ذكرى ما لاول شئ يداعب مشاعرها .
ضحكت سلمى بينها وبين نفسها لانها تذكرت كل تلك التفاصيل واستفاقت ع نقاش البائعه والشارى السابق لها ف مساومة على زجاجه العطر فأذا بها تقاطع حديثهما وتقول لصاحبه المحل انا اريد ذلك العطر بأى مبلغ تريديه
تقول هذا وسط ذهول الرجل طالب العطر فيدخل معها ف نقاش حاد
بأن هذا يعتبر خارج عن اصول الذوق واحترام الاخر.
فلا تلقى له بال وهنا تتدخل صاحبه المحل وتقول لسلمى لا تقلقى ياسيدتى فانا املك زجاجه اخرى من ذلك العطر سوف اجلبها لكى وتذهب مسرعه لاحضار سلم خشبى لجلب الزجاجه من الرفوف العليا من المحل وتعتلى السيدة السلم وف اثناء جلبها للزجاجه تهتز يدها وتقع زجاجه العطر عالارض متناثرة يغطى اريجها كل ما كانت تحمله سلمى من حاجيات ويطغى الاريج على نسمات الهواء وهنا تسارع السيدة بالاعتذار وتعدها بأنها سوف تحلب لها زجاجه اخرى الاسبوع القادم ..
فأذا بسلمى تنتابها نوبه من الضحك وتقول للسيدة لقد اخذت ما اريد وتحتضن حاجيتها وتذهب وسط نظرات الذهول من صاحب المحل و الرجل الاخر أريج الذكريات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق