مقالات

الخذلان

بقلم فاطمة السيد
الخذلان من أصعب المشاعر الإنسانية ، شعور مرير أقوى وأصعب من الفقد، فمن منا لم يمر في حياته بتجربة الخذلان، شعور بالصدمة يأتيك إثر التعرض لموقف لم تتوقعه من صديق أو ممن كنت تراه يوماً أقرب الناس ،سند ،أمان،ثقة ،
أو مصدر للاحتواء ومستودعاً للأسرار
كلنا نعيش لحظات شدة وخوف نشعر فيها بأننا في مهب الريح، نحتاج لصديق أو أخ يقف معنا ويآزرنا ولكنه يخذلنا ويخيب آمالنا، ويكون ذلك مؤذياً للنفس، ومدعاة لإعادة النظر بالواقع وطبيعة علاقاتنا مع الآخرين
وبسبب الخذلان وخيبات الأمل أصبحنا نغلق الباب في وجه الحياة، فكم من ألم يخلّفه الخذلان بداخلنا، وتبقى رواسبه مدفونة في أعماقنا، معيقة لعلاقاتنا، وثقتنا في الآخرين وتكون بعدها ميت وأنت علي قيد الحياة
الخذلان مثل الجرح العميق يترك ندبة في النفس وتبقي أثرها طول العمر
والسبب الحقيقي في هذا الألم هو أنت ، لأنك من رفعت سقف التوقعات بالآخرين لأبعد الحدود، وأنت من أعطى أكثر مما ينبغي
فيجب علينا أن نتأمل علاقاتنا مع الناس، والابتعاد عن من كان سبباً في خسارة علاقاتنا بأنفسنا أو بالآخرين، وأخذ الحذر باتخاذ مسافة أمان بينك وبين الآخرين
الحياة مليئة بالتجارب ولا تقف علي أحد وينبغي أن نتعلم من تجاربنا وأخطاءنا ،لا لنبكي على أطلالها، ونعيش دور الضحية، اختياراتنا وقرارتنا هي الأساس، تعلم كيف تتعامل مع علاقتك بنفسك أولاً، ثم بالآخرين، فكم منا تألم من خذلان نفسه
والحل لكي نقي أنفسنا من ألم جرح الخذلان وخيبة الأمل بالآخرين هو أخذ مسافة أمان فالحيطة واجبة ، خفض سقف توقعاتنا بالآخرين، ارأف بنفسك من كل مشاق الدنيا
وأخيراً لاتبالغ بالاهتمام بأحد لأن صفعة الخذلان تأتي دون مقدمات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق