أنقذوا الأسكندرية . نِداء إلى من يهمه الأمر .. 

تقرير : أيمن صيام

آخر ماكُنت أتوقعه أن يأتي اليوم الذي أُسطر فيه مثل هذه الكلمات وأكتب مثل هذه العناوين الحزينة والمؤلمة عن مدينة الأسكندرية “مدينة السحر والجمال وعروس البحر الأبيض المتوسط” ، ولم أكن أتخيل نهائياً أن تتدهور وتسوء حالتها إلى هذا الحد المخزي ، وأن يؤول حالها إلى ما آل إليه الآن . لقد ضرب الإهمال كل أركانها وعمت الفوضى كل ميادينها وشوارعها وحواريها حتى أختفت ملامحها الساحرة وتفاصيلها الجميلة ، لقد باتت تشتكي حالها وأحوالها منذ سنوات لمن يهمه الأمر ولكن دون جدوى .

ولاشك أن المواطن السكندري قد إنتابه نوع من الفرح والسعادة والتفائل عندما تم إختيار اللواء محمد الشريف محافظاً للأسكندرية وخاصة أنه جاء من جهاز أمني رفيع المستوى يتصف بكل معاني الإنضباط ويهتم بأدق التفاصيل ، بالإضافة إلى تاريخه المشرف الذي شهد له القاصي والداني ، والحق يقال أن سمعته الطيبة دائماً تسبقه بخطوات وخطوات ونفتخر بها جميعاً في مدينة الثغر .. ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد تحولت عروس البحر الأبيض المتوسط إلى أرملة ليس لها من يرعاها ، وأصبحت الفوضى العارمة تعم أرجاء المدينة دون ضابط ولا رابط ، حتى أصبحت المناطق الراقية في حاجة إلى تطوير أكثر من المناطق العشوائية التي كان من المفترض أن تشهد تغيير وتطوير كامل وشامل في النصف الأول من العام الماضي 2020 كما صرح المحافظ من قبل ووعد بها المواطنين وقال بأنهم سيشعرون ويلمسون ويشهدون هذا التطوير بأنفسهم ، وذلك بعد إبرام إتفاقية التعاون مع صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لرئاسة مجلس الوزراء والمخصص لها مايقرب من مليار جنيه وهذا يُعد أكبر إعتماد مالي ضخه الصندوق إلى الآن . وتشمل الإتفاقية تحسين الحالة العمرانية ورفع كفاءة البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب ورصف الطرق وتحديث أعمال الإنارة بالشوارع وغيرها من الخدمات المرتبطة بحياة المواطن اليومية .. ورغم مرور كل هذا الوقت إلا أن الأسكندرية تراجعت للخلف آلاف الخطوات ، ولم تعد عروس البحر الأبيض المتوسط كسابق عهدها كما عاهدناها من قبل ، فهل يُصدِق أي شخص عاقل ما آلت إليه الأسكندرية الآن ، فالأسكندرية أصبحت تغرق ” في شبر ميه” بسبب هطول الأمطار لبضع دقائق بحجة تهالك البنية التحتية وهذا غير صحيح !! ،، وأصبحت الطرق الرئيسية والفرعية متهالكة ،، والرصيف يحتله الباعة وأصحاب الكافيهات والمحال التجارية ،، وسرقتهم للتيار الكهربائي من أعمدة الإضاءة جِهارا نَهاراً ،، والشوارع الرئيسية والفرعية والميادين يحتلها الباعة وبلطجية بعض سائقي التكاتك وسيارات الأجرة ، وإنتشار أكوام القمامة ،، وميكروفونات ومكبرات الصوت للباعة الجائلين إنتهكت رؤوسنا ونالت من راحة الأصحاء قبل المرضى ومن الأطفال قبل كبار السن ،، وحجب رؤية البحر على يد مستأجري الشواطئ والكافيهات ،، وإنتشار كل مايفسد الذوق العام في شوارعها وحواريها ،، وسوء معاملة المواطنين على يد العاملين بالجهاز الإداري للمحافظة وإستغلالهم أسوأ إستغلال ،، وفوضى الأسعار نتيجة جشع بعض التجار ومُحتكري السلع الغذائية الأساسية .. فكل ماتم سرده لا يُعد شكاوى أو سلبيات ولكنها كوارث ترتقي إلى درجة الجريمة في حق الوطن والمواطن الشريف الذي يَحلُم بالآدمية ويتمنى إعادة الإنضباط وضبط الإيقاع إلى الشارع السكندري ، والحفاظ على هيبة الدولة وإنفاذ القانون والتصدي بكل حسم وحزم لهذه الجرائم الجسيمة وضرورة إنتشار حملات مستمرة من مسئولي المحافظة والأحياء لمكافحة الخروج عن النَص ومحاربة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وصحة وسلامة هذا الوطن مهما كانت قوته وسطوته .. ولكن من المؤسف أن تتم كل هذه الجرائم والمخالفات على مرئى ومسمع المسئولين بالمحافظة حتى تسلل لدى المواطن شعور سلبي بأن وضع المحافظة قد أصبح خارج السيطرة الرقابية ،، فمن أمن العقاب أساء الأدب .

سيادة المحافظ المحترم ، الذي نُكنُ له كل تقدير وإحترام على المستوى الشخصي ، إنني أحد أبناء هذه المدينة العظيمة التي تستحق منا جميعاً التكاتف والعمل على خدمتها ورعايتها لتحافظ على عظمتها ورونقها ،، و هذا القلم الذي سطر هذه الكلمات المليئة بالهجوم والإنتقاد كان واقفاً بالمرصاد من قبل لحملات الإعلام المسعورة التي أرادت أن تنال من إدارتك وتقلل من مجهوداتك في بداية الجائحة .. سيادة المحافظ أعلم جيداً أنا والكثير أنك على قدر عالي من النزاهة والقوة والصرامة بما هو كفيل أن يمكنك من تطبيق القانون وردع المخالفين ومحاسبة المقصرين ،، ولا يفوتني أن أُذكِّر سيادتك ببضع كلمات من خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أثناء إفتتاح مشروع بشاير الخير ( 3 ) والذي أشار فيه إلى أن مكانة وسلطات المحافظ ترتقي إلى درجة سُلطات وصلاحيات رئيس الدولة داخل محافظته .. وبناء عليه نناشدك جميعاً سيادة المحافظ أن نشهد تغير ملموس في شكل الأسكندرية وطريقة إدارتها خلال المرحلة القادمة وأن يتم محاسبة كل من يتقاعص عن عمله حتى لا يظل الوضع قائم على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء والتضرع إلى الله ؟؟

وللحديث بقية عن أحوال الأسكندرية ،

وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر .