مقالات

الأسرة العربية .. وتعظيم دورها في عصر تتسارع فيه التغيرات .!

بقلم: طراد علي بن سرحان الرويس

يتميــز عصرنا الحالــي بســرعة التغيــر في كافة مجالات حياتنا المختلفة، ونتــج عــن هــذه التغيــر العديد مــن التحديــات المختلفــة التــي أدت إلــى ازديــاد الحيــاة تعقيــدًا عمــا كانــت عليــه مــن قبــل، فقــد فرضــت تلك التغيــرات ثقافــات ووقائــع وقضايــا تتطلــب القيــام بأدوار تربــوية فعــالة تعمل جميعها على تنشــئة أجيــال تمتلــك قيــم ومبــادئ وقــدرات ومهــارات تســهم فــي إدراكهــا ووعيهــا والاستجابة لهــا بمــا يحقـق الالتزام بثوابـت ديننا الاسلامي ومبادئـه، والمحافظـة علـى هويتنا العربية والاسلامية، وتحقيــق التقــدم والتطــور المنشــود علــى كافــة المســتويات.

ويقـع هـذا الـدور بشـكل رئيـسي علـى عاتـق الأسرة والمؤسسـات التربوية المختلفة، وذلـك بحكـم أهميـة دورهمـا ورسـالتهما ورؤيتهـما وأهدافهـما، ولا شك أن الأسرة لها دوراً فعالاً في بناء المجتمع وتنميته .. فهي اللبنة الأساسية فيه، والبذرة التي تنتج ثمار تصلح بصلاحها وتفسد بفسادها، مما يتوجب علينا كمجتمع مدني أن نعطيها حقها من الرعاية والاهتمام وتعزيز دورها وفق تطلعات ومرتكزات رؤية وطننا العربي .. فيجب أن تؤهل للمشاركة الحقيقية في تنمية المجتمع، فإن بدأنا على وضع خطط واستراتيجيات تهدف إلى تأهيلها لتفعيل دورها، ورفع مستوى الوعي لديها وتزويدها بالمهارات الحياتية اللازمة لتحقيق استقرارها وأمنها وتمتين كيانها، وتعزيز مفهوم قيّم الانتماء للوطن فيها بما يتلائم مع أدوار الجهات التربوية والتعليمية في المجتمع التي تبرز هويتها وتراثها العربي.

ويجب كذلك حمايتها لتعزيز مكانتها وتمكينها من القيام بمسؤوليتها المجتمعية من خلال دعمها وفق المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بما يكفل استقرارها، وذلك لعظــم مهامهــا التربويـة والعلمية والفكرية، وما تمثـله فـي تكوين العنصر البشـري وتأهيلــه للإسهام فــي بناء مشـاريع التنميـة والتطوير، وهــذا يتطلــب العمل على تنميتها مــن خلال تزويدها بالمعلومـات والمعـارف والمهارات والعادات والاتجاهات والقيـم اللازمة للقيـام بدورها الصحيح ومسؤولياتها المجتمعية فـي عملية التنميـة الشاملة للوطن.

وندعو المولى عز وجل ان يحفظ اسرنا ومجتمعاتنا واوطاننا العربية والإسلامية، ويديم عليها الأمن والأمان، والتقدم والازدهار، في ظل حكامنا ورؤسائنا وحكوماتنا الرشيدة. دمتم أحبتي الكرام ودامت أيامكم ولياليكم بالعز والخير وبالأمن والأمان والاستقرار ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق