مقالات

محمد الصياد يكتب: تدريس محمد صلاح في المناهج الدراسية

إستيقظنا علي خبر تدريس السيرة الذاتية ل اللاعب محمد صلاح في بعض المناهج الدراسية ، لا أنكر أنه متميز جداً في مجاله وناجح في أعماله ، ونموذج مشرف في مجال كرة القدم ، لكن ذلك لا يستدعي لأن يُدرس مشواره في المناهج الدراسية .

فمهما إن إرتفع قدره وشأنه وحسن عمله هو في النهاية مجرد لاعب كرة قدم ، وليس عالماً في مجال يخدم الامة البشرية ، والكرة الأرضية ، أو حتي العلوم الإنسانية .

هل ذلك من الحكمة ومصر بها الألاف من العلماء ومئات الآلاف من حملة الماجستير والدكتوراه ؟!

أليس من الأولي في بلد يعاني من الجهل بالدين والأخلاق ، وانتشر به الفقر والإملاق ، وزادت به الرزيلة و النفاق أن تُدرس بمناهجه سيرة خير العباد ؟!

مع الأسف انقلبت الموازين وأصبحت الدياثة والإسفاف وعرض اللحوم النتنة في الجونة وغيرها من الحضارة والحداثة في أم البلاد ، وأصبح لاعبي كرة القدم وغيرهم من مطربي المهرجانات قدوة لعامة الشباب !

وكأن هذا الشاعر يعيش بيننا الأن وهو يقول :
يا خالقَ الكونِ، حالُ الأمّةِ انقلبا
فأصبح اللَّهوُ في ميزانها أَدَبا
تقلَّبتْ في معاصيها، وما علمتْ
أنَّ المعاصيَ نارٌ تُحدِثُ العَطَبا
تطاوَل الليل حتى اغتالَ بَهْجتَها
فما ترى قمراً يبدو ولا شُهُبا .

من الطبيعي إن كان المسؤلون يريدون حقاً نهضة البلاد أن يبحثوا عن أسباب الجهل والضياع ، وإنتشار البلطجة والدمار ، والجرائم اليومية التي أصبحت مجرد عادة في بلد الأزهر والقرآن ، ولو بحثوا لوجدوا أن ذلك سببه غياب الوازع الديني والأخلاقي وضياع التعليم .

أليست سيرة النبي (ص) أولي بتدريسها في المناهج ؟!

يُصورون محمد صلاح بأنه فخر العرب والمسلمين !
فعلي أي أساس ؟!
فخر العرب وفخر العالم الحقيقي هو النبي (ص) الذي أرسله الله لهداية البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور .
إن كانوا معجبون بمشوار صلاح المملوء بالمعاناة والتضحيات ، فمن الأولي أن يعلم شبابنا وطلابنا معني الرجولة والمعاناة الحقيقية التي عاناها نبينا الكريم .

لا بد ان يعلموا أن نبيهم هو فخر العالم الحقيقي
فقلد كانت كل أيامه معاناة ، كلها غزوات وبطولات بأكثر من ٢٧ غزوة لاقي فيهم أشد الجهد والمعاناة من أجل نشر القيم الأخلاقية والإنسانية في العالم .

عذرا يا صلاح فإن فخر العالم الحقيقي هو من وقف في قلب الجيوش قائلا ومتحديا حين حمي الوطيس والتهبت نار الحرب يوم حنين
عندما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع مَثَلٍ عرفته البشريَّة في الشجاعة ؛ وذلك حينما فرَّ الجيش من ساحة القتال، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على بغلته ودعا واستنصر، وهو يُرَدِّد:

“أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِب… أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ”.

فما رُئِي أَحد يومئذ كان أثبت منه، ولا أقرب للعدوِّ، فقد وقف في وجههم أجمعين متحدِّيًا لهم، وأخذ كفًّا من حصًى وضرب وجوههم، وقال صلى الله عليه وسلم: “شَاهَتِ الْوُجُوهُ” فما استطاع أحد أن يمسَّه بسوء .

يجب تدريس من قال برنارد شو المستشرق الغربي» في حقه : «لو كان محمد حيا لاستطاع حل مشاكل العالم وهو يشرب فنجان قهوة» .

عذرا يا صلاح ففخر العرب الحقيقي هو من أخرج لنا رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فتحوا البلاد وطبقوا العدل بين العباد ، وضحوا بأنفسهم من أجل رب العباد .
هم حقا فخر العرب والعالم أجمع .

فخر العرب هم من فتحوا بلادنا ونشروا الإسلام بعدله بيننا أمثال عمرو بن العاص الذي فتح مصر و العديد من الصحابة الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الشام، وقد كان على رأسهم: خالد بن الوليد، وأبي عبيدة عامر بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين.

علموا شبابنا وطلابنا أن فخر العرب والمسلمين الحقيقي مثل عبد الله بن حذافة السهمي الذي قبل راس هرقل ملك الروم من أجل إنقاذ أرواح المسلمين .

عندما قال له هرقل : فهل لك أن تقبّل رأسي و تنجو بنفسك؟ قال :لا
،لا أقبّل رأسك لأنجو بنفسي فقط .

فقال له : فهل لك أن تقبّل رأسي و أدفع لك كل أسير من المسلمين عندي؟ قال : نعم.
و قبّل عبد الله بن حذافة رضي الله تعالى عنه رأس هرقل ،و دفع إليه هرقل جميع أسارى المسلمين الذين عنده(و كانوا ثمانين رجلاً)
فعاد بهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. و عندما قصّ القصة على عمر قام و قبّل رأسه * و قال له: يرحمك الله .

هؤلاء هم من يجب تدريس سيرهم في المناهج وليس لاعبي الكرة مهما ارتفع شأنهم .

واختم بقول الشاعر :
من لي بنور من الآثام ينقذنا .. إذا أحبتنا في غيهب تاهوا

يا أيها الفجر كم لي فيك من أمل .. أرى برؤيته ماضٍ أضعناه

بالله يا شيخنا ما بال أُمتنا .. قد ضيعت مجدنا حتى نسيناه

بالله يا أبتي ما بال مسجدنا .. قفر وما هكذا يوماً عهدناه

أين المصلون ماذا حلَّ في بلدي .. وأين قدوتنا حقاً فقدناه .

بقلم الكاتب الصحفي #محمد_الصياد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق